سوريين عن جد

عمل أكثر من ٣٠ عاماً برئة واحدة .. السوري العظيم خالد تاجا في ذكرى وفاته

لم تكن حياته بعيدة عن الأدوار التي جسدها في العديد من المسلسلات، التي امتزج فيها الفرح والحزن حتى في أيامه الأخيرة، ليغدو نجماً ورقماً صعباً وعنواناً لمدرسة درامية وفنية شاملة اسمها خالد تاجا.

تصادف يوم الرابع من نيسان ذكرى وفاة الفنان السوري خالد تاجا الذي برع في الأعمال الدرامية والكوميدية وفي أنماط وبيئات فنية مختلفة، واشتهر بتماهيه مع الدور والحرص على تقديم أفضل ما لديه دائماً.

وبات أغلب مخرجي ​الدراما السورية​ يحرصون على أن يكون خالد تاجا ضمن أبطال أعمالهم، لأنهم يعرفون أنه يعطي لأي عمل يشارك به أهمية خاصة.

الممثل السوري الراحل​ خالد تاجا​، الذي ولد في السادس من تشرين الثاني عام 1939 في حي ركن الدين بدمشق، في الثامنة من عمره اكتشف أنّه مولع بالرسم وأُغرم بخيال الظل، وفي العاشرة من عمره بدأ يتردد على مسارح دمشق، وأدى بعد سنوات بطولة عملين مسرحيين من تأليف وإخراج أحد أساتذته في المرحلة الثانوية.

وانتقل عام 1956 إلى فرقة “المسرح الحر”، وضمت الفرقة نخبة من الفنانين الكبار أمثال صبري عياد، و​حكمت محسن​، و​أنور البابا​ وكان يرأسها الفنان الراحل عبد اللطيف فتحي، ليقدم حينها عدداً من أدواره على الخشبة وينتقل إلى الكتابة والإخراج المسرحيين.

في عام 1965، اختار المخرج اليوغسلافي بوشكو فوتونوفيتش الفنان الراحل لبطولة فيلم “سائق الشاحنة” الذي أنتجته المؤسسة العامة للسينما في دمشق عام 1966، بعدها، ابتعد خالد تاجا عن العمل الفني 12 عاماً حين اكتشف أن السرطان أصاب إحدى رئتيه بسبب ولعه بالتدخين، ما أدى إلى استئصالها.

وفي أواخر السبعينيات، وقف معه الفنان الراحل طلحت حمدي ليعود مجدداً إلى العمل، ومنذ ذلك الحين وحتى وفاته لم ينقطع ظهوره على الشاشة، حيث شارك تاجا خلال مسيرته الفنية في أكثر من 130 مسلسلاً، أبرزها “هجرة القلوب إلى القلوب، أيام شامية، جريمة في الذاكرة، يوميات مدير عام​، أخوة التراب.

إضافة إلى أعمال أخرى تركت له أثراً كبيراً كمسلسل التغريبة الفلسطينية الذي أدى دوره فيه على أكمل وجه وراح في الشخصية إلى أبعاد إبداعية عميقة، ومن أعماله الشهيرة ايضاً مسلسل الفصول الأربعة​ الراسخ في ذاكرة السوريين، وأعمال أخرى تطول قائمتها.

ومن أفلامه “رجال تحت الشمس، عودة حميدو، الفهد زواج بالإكراه، عروس من دمشق، بنات آخر زمن، “غراميات خاصة، أيام في لندن، شيء ما يحترق، نصف ملغ نيكوتين، وكان آخرها دمشق مع حبي في العام 2010.

وتجدر الإشارة إلى أن الفنان الراحل خالد تاجا اعتبر أحد أفضل خمسين ممثلاً في العالم، بحسب مجلة التايم الأميركية، كما لقبه الشاعر محمود درويش”​أنطوني كوين​ العرب”.

وحاز خالد تاجا على العديد من الجوائز منها تكريم في مهرجان بودابست ببلجيكا عام 2010، والميدالية الذهبية في مهرجان دمشق السينمائي التاسع، والجائزة الذهبية لأفضل ممثل في مهرجان القاهرة الحادي عشر.

إضافة إلى درع تكريمي عن دوره في مسلسل التغريبة الفلسطينية في أبو ظبي عام 2005، وجائزة لجنة التحكيم للدراما السورية أدونيا عام 2005، ودروع مختلفة من جهات عديدة.

وكان الفنان الراحل تاجا أسس قبره بنفسه وكتب عليه “مسيرتي حلم من الجنون، كومضة شهاب زرع النور بقلب من رآها، لحظة ثم مضت”، كما حمل جملة “منزل الفنان محمد خالد بن عمر تاجا من مواليد عام 1939”.

ورحل تاجا في الرابع من نيسان عام 2012 بعد صراع مع سرطان الرئة، وكان وقتها يصور مشاهده في مسلسل “​الأميمي​”، بعد مسيرة حافلة ميزتها ملامحه المعجونة بالزمن والفن والابداع، مخلفاً فراغاً في الدراما السورية، ومكاناً لمبدع عظيم لا ند له.

روان السيد – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى