فلاش

عملية الويمبي .. بعيون أحدى الشهود

في 24 أيلول من عام 1982 وبعد احتلال “الاسرائيليين” لبيروت، كانت عملية الويمبي نقطة تحول في الفكر المقاوم، فبعد احتلال جيش العدو للعاصمة بيروت اعتقد كثيرون أن عهد المقاومة ولى وانتهى، وأن التطبيع قادم و”اسرائيل” باقية ويجب القبول بها كأمر واقع.

ولكن خالد علوان الملقب “ميشال” والمنتمي للحزب السوري القومي الاجتماعي، كان أول من أطلق العمليات النوعية، لأحزاب منضمة تحت لواء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية المعروفة بـ “جمول”، حيث قتل ورفاقه عدد من الضباط “الاسرائيليين”، بمقهى اسمه “الويمبي” .

وفي تفاصيل العملية كما وصفتها إحدى الشهود: “كنا نحتسي المبردات، حين دخل فجأة شاب أشقر مربوع القامة يضع نظارتين فوق عينيه، واستطالت لحيته الشقراء، توجه الى طاولتنا، وبادر فوراً الى انتزاع كأسي من أمامي ليرشف منه وهو يبتسم، ولاحظ الانفعال على وجه رفيقي، فبادر بسرعة الى الكشف عن مسدس في وسطه، ففهمنا أننا على وشك أن نكون شهوداً على شيء خطير” .

وأضافت الشاهدة: “تبادلنا التحية مع الفتى الاشقر الذي كان يجول بناظريه في زوايا المقهى وكأنه يعرفنا منذ سنين، وعرفت فيما بعد أنه في انتظار رفيقين له ذهبا لاحضار سلاحيهما، وقف الفتى الاشقر يودعنا بحرارة الصديق المشتاق ومشى بين الناس، وكان رفيقاه يدخلان من اتجاهين مختلفين” .

وأكملت الفتاة: “وصل الثلاثة في وقت واحد الى حيث يجلس ثلاثة من ضباط العدو وجنوده يحتسون القهوة، وطلبوا الحساب وعندما جاء النادل إليهم أصروا أن يحاسبوا بعملة كيان الاحتلال فرد النادل “شيكل ما باخد عطوني لبناني أو دولار”.

وتابعت: “اقترب خالد علوان وقال للنادل: “ولو حساب الشباب علينا”، وقام ورفاقه باطلاق الرصاص على الضباط ،حيث انطلقت رصاصتين وتعطل المسدس الصغير الذي في يد احدهم، وبحركة خاطفة امسك المسدس من موقع فوهته ليضرب رأس الضابط اليهودي بالمقبض ليسقر المسدس في رأسه وكان من عيار “9 ملم” من نوع (شميزر الماني الصنع ) .

ونوهت الشاهدة: “رأينا الضباط مرميين على الأرض وعلى وجوهنا دهشة ممزوجة بالفرح، وخالد علوان ورفاقه غادروا المقهى بسرعة، لنسمع صوت رصاص بعد عدة ثوانٍ في كل شوارع بيروت”.

الجدير بالذكر أن علوان استشهد بعد ثلاث سنوات من عملية الويمبي، وذلك بعد عودته من عملية في بلدة “باترا” اللبنانية على الحدود مع فلسطين المحتلة حيث تم اغتياله على يد أحد عملاء “ الموساد “ واسمه “هشام ناصر الدين”.

يزن شقرة – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى