العناوين الرئيسيةفلاش

على مبدأ “الله حاميها”.. اللاذقانيون يعوضون حظر التجول الليلي بـ”سيارين” صباحية

على إيقاع فرض حظر التجول الليلي، تعامل اللاذقانيون على طريقتهم مع القرار الذين التزموا به مساء، ليسارعوا في صباح اليوم التالي إلى تعويض ما فاتهم من مشاوير وأحاديث لا تنفع إلا أن تكون وجهاً لوجه.

على طول الكورنيش الجنوبي والغربي في اللاذقية والكورنيش في جبلة، شباب وبنات يمارسون رياضة المشي والجري بدون كمامات، فيما اخرون يتجمعون على كاسة متة و”بزورات” ونرجيلة أحضروها من المنزل.

ومن المشاهد التي تتكرر كل بضعة أمتار في مدن المحافظة التي تغرد خارج دعوات خليك بالبيت، رؤية نساء ورجال يصطحبون أطفالاً صغاراً لا يتوقفون عن لمس المقاعد الخشبية وملامسة الأرض عندما يقع احدهم قبل أن يستعين بأصابعه الصغيرة للاستقامة مجدداً.

وإن كانت حجة البعض أن الكورنيش مكاناً مفتوحاً ومنعزلاً عن وسط المدينة، فماذا عن الازدحام ومبرراته في شوارع المدينة التي أغلقت معظم المحال فيها أبوابها “لا بيعة ولا شروة” ؟.

وماذا عن الحدائق التي تسربت إليها التجمعات على مهل مع تقدم ساعات النهار، ليلعب أطفال هنا وتدار أحاديث هناك، وكأن تعطيل المدارس والمديريات العامة فرصة للتنزه!؟.

مبررات كثيرة يسوقها من خرج من منزله على عجل عندما تبادره بالسؤال عن سبب خروجه من المنزل وعدم الالتزام باجراءات الوقاية من فيروس كورونا.

الأم تسارع إلى التحجج بأطفالها الصغار الذين يتذمرون من البقاء في المنزل ويطالبون بمشوار عالسريع للتنفس، خاصة أن الجو ربيعي مناسب للتنزه.

أم أيهم قالت لتلفزيون الخبر: “تنقطع الكهرباء الساعة ١١ صباحا ولا أستطيع أن أحتجز أولادي في المنزل لأنهم يشعرون بالملل ويطالبوا باللعب في الشارع”.

وأضافت أم أيهم: “نظرا لإلحاحهم، وعدتهم منذ يوم أمس أن اصطحبهم إلى الحديقة للعب وتغيير جو المنزل”، وتابعت: “بيقولوا الشمس كمان بتقتل كورونا”.
تبقى حجج الرجال من وجهة نظرهم أقوى، وهي أنهم يخرجون لشراء حاجات منازلهم وكأنهم لا يستطيعون شرائه في يوم واحد عن عدة أيام تجنبا للخروج اليومي من المنزل.

شادي يقول لتلفزيون الخبر: “أتذرع بحجة حاجات المنزل وخاصة الخبز للتنفس، فنحن الرجال لا نستطيع الجلوس في المنزل”.

وعن اجراءات الوقاية من كمامات وقفزات، أكد شادي أنه “الفيروس لا تمنعه كمامة ولا قفازات، ولذلك فإن الحامي هو الله”.

دوافع جيل الشباب للخروج من المنزل مغايرة تماماً، إذ قال علي: “ماذا أفعل في المنزل طيلة الوقت. يمل من تصفح فيسبوك والواتس واخر أخبار كورونا، ولذلك أنزل من المنزل والتقي رفاقي للترويح عن أنفسنا”.

الترويح عن النفس وتغيير الجو هو السبب ذاته الذي يدفع هبة للخروج من المنزل، اذ قالت: “لازم الواحد يغير جو خاصة أنني معتادة على المشي يومياً ساعة ولا أستطيع تغيير هذه العادة”.

والمثير أنه فيما يمتلك الكبار ناصية أمرهم وهم مخيرون بين الوقاية والالتزام بالتحذيرات وبين المساهمة بانتشار العدوى، يبقى الأطفال المسيرون بقرار ذويهم، هم الحلقة الأضعف الذين يجهلون كيف يحمون أنفسهم من المرض الذي لا يعرف صغيراً ولا كبيراً.

صفاء اسماعيل – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى