محليات

على عينك يا تاجر .. المعونات الغذائية “ المسروقة “ تباع في سوق الريجي القديم في اللاذقية

تحوّل سوق الريجي القديم في اللاذقية خلال سنوات الحرب إلى مركز رئيسي لبيع المعونات الغذائية المسروقة التي تقدمها الامم المتحدة للمواطنين المهجرين إلى اللاذقية من المحافظات الأخرى، دون اكتراث الجهات المعنية لبيع هذه المواد .


ويمكن للمتجول في سوق الريجي القديم في حي المرتقلا وسط مدينة اللاذقية، أن يشاهد كل انواع المواد الغذائية موضوعة على الرصيف بشكل علني ويصيح بائعها “رز معونات، زيت معونات أرخص من السوق تفضل وجرب”.

وعن سرقة المعونات الغذائية قالت هيفاء (متزوجة من مدينة حلب وتقطن في المدينة الرياضية في اللاذقية ) لتلفزيون الخبر “إن سرقة المعونات الغذائية أصبحت امراً معروفا لدى الجميع، وتتم عن طريق بعض الموظفين المسؤولين عن توزيع المعونات للمهجرين في المدينة”.

وأضافت هيفاء “السلة الغذائية التي تكفي عائلة من4 أشخاص نحو 2 إلى 3 أشهر، وقيمتها الإجمالية نحو 10 آلاف ليرة سورية، تكون محتوياتها أحياناً غير متوافقة مع البطاقة الملصقة على الكرتونة التي تتضمن المواد الموجودة ضمنها. هذه التجاوزات تصب غالباً، في خانة الجهات المخولة توزيع المعونات والتي تضم الجمعيات الخيرية والمجموعات التطوعية وبعض الجهات الأخرى”.

وقال أبو سامر( مواطن من مدينة اللاذقية) لتلفزيون الخبر إن أسعار المواد الغذائية المعونات أرخص بكثير من أسعارها في السوق، لذلك اذهب إلى سوق الريجي القديم واشتري الأرز والسكر والمعكرونة والزيت بأسعار ارخص بكثير، خاصة مع موجة الغلاء التي اجتاحت كل المواد”.

وأوضح “تعتبر مواد المعونات جيدة لكنها لا تقارن بالمواد التي يبيعها التجار في الأسواق حيث أن الاخيرة تمتلك مواصفات عالية، إلا أنها تفي بالغرض خاصة الأرز والزيت حيث يبلغ سعر كيلو الأرز المعونات 225 ليرة، بينما يباع في الأسواق بـ 475 ليرة، وأيضاً البرغل سعر الكيلو معونات 150 بينما في السوق 300 ليرة وعلبة زيت دوار الشمس المعونات بـ 700 ليرة”.

وعن سبب بيع المعونات من قبل المواطنين إلى التجار قال أبو مايا( مواطن من مدينة حلب ) “نقوم ببيع قسم من المعونات التي تقدمها لنا الأمم المتحدة نتيجة عدم توفر المال في جيوبنا، ونعتمد على الخبز كمادة رئيسية للغذاء ونحافظ على قسم من المعونات يكفينا لنهاية الشهر”.

وأوضح “رغم أننا نعلم أن التاجر مستغل و يشتريها بأسعار منخفضة ويبيعها بأسعار مرتفعة إلا أننا نستطيع توفير مبلغاً لا بأس به من خلال بيع المعونات، حيث أننا نبيع الأرز والسكر والزيت والمعكرونة والمعلبات والبرغل والعدس والسمنة وغيرها”.

وأضاف أبو مايا “يوجد مركز رئيسي للاستلام والتسليم في منطقة دمسرخو قرب الكازية، يجتمع فيه عدد من التجار مع عدد من المواطنين ويقومون ببيع المعونات المقدمة من الأمم المتحدة للتجار بسعر يتفقون عليه، ثم يبيعها التجار في سوق الريجي القديم”.
وبدوره قال مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في اللاذقية أحمد نجم لتلفزيون الخبر إن دوريات حماية المستهلك نظمت عدداً من الضبوط بحق بعض التجار الذين يقومون ببيع المعونات الغذائية.

وأوضح نجم “تم تنظيم 10 ضبوط بحق تجار يبيعون المعونات في سوق الريجي القديم، إلا ان معظم الحالات تكون لأطفال ومراهقين يبيعون كميات قليلة من المواد الغذائية مثل “ربطة معكرونة أو كيلو رز أو أشخاص فقراء يعطيهم الهلال الأحمر سفنجة أو اثنان يقومون ببيعها لقاء بعض المال”.

وبيّن نجم أن عملية بيع المعونات تحدث بشكل مباشر عندما يخرج المواطنين من مركز الهلال الأحمر في منطقة دمسرخو، حيث يكون بعض الأشخاص بانتظارهم ويشترون منهم هذه السلل الغذائية، علماً ان بيعها ممنوع منعاً باتاً والتموين يحساب كل من يقوم ببيع المعونات الغذائية المجانية.

يشار إلى أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بشكل كبير خلال سنوات الحرب وخاصة خلال فترة ارتفاع سعر صرف الدولار إلى 690 ليرة، ما دفع التجار إلى رفع أسعار المواد الغذائية واستمروا برفعها رغم انخفاض سعر الصرف، حيث يباع كيلو الأرز بـ 515 ليرة، وعلبة زيت دوار الشمس بـ 1200 ليرة، والسكر 450 ليرة وكيلو البرغل بـ 350 ليرة.

ظاهرة المعونات المسروقة بعبواتها المطبوع عليها “توزع مجاناً” والمختومة بختم اليونسيف، تعلن عن نفسها دون مواربة على بسطات سوق الريجي القديم في اللاذقية ودون اكتراث من الجهات المعنية لوجود هذه الظاهرة أو ملاحقتها أو معرفة القائمين عليها.

سها كامل – تلفزيون الخبر – اللاذقية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى