العناوين الرئيسيةمجتمع

على طريقة جداتنا.. السوريات يستعن بوصفات أثرية لحفظ “المونة” بلا ثلاجة

“المونة”.. ركيزة أساسية في سوريا لحفظ الطعام الموسمي في مطابخنا، تختلف مكونات هذه المونة بحسب اهتمامات الأسرة وطريقة طبخها للطعام وتفضيلاتها فيه، إلا أنه في الغالب تعتمد على التبريد في الثلاجات التي لا يفسد فيها الطعام على مدار السنة، عادة!.

لكن هذه الثلاجات بالرغم من تطورها المستمر، وتحولها من الثلج إلى الهواء، خانت ربات المنازل السوريات، بعدما فشلت في حفظ “المونة”، نظراً لاختفاء الكهرباء بشكل شبه كامل، أو على أقل تقدير لا يرقى لقيام البرادات بدورها والمسؤولية الموكلة إليها، فاستسلم السوريون أمام “مونتهم” الفاسدة، ورموها بالقمامة، بعد محاولات شتى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وعليه، ولأنها ليست المرة الأولى التي يلقن فيها التقنين الكهربائي، “مونة” منازلنا درساً قاسياً، قررت الأمهات السوريات العودة للطرق التراثية القديمة بحفظ الطعام، والتي تناقلنها من جداتهن وجدات والداتهن ومن استطعن تذكر أي طريقة صالحة لحفظ الطعام.

التجفيف

يعد تجفيف الطعام واحدة من أبرز طرق حفظ بعض الأصناف الغذائية لمدة طويلة، وبلا تكلفة باهظة، حيث يوضع الطعام المراد تجفيفه على شرفة المنزل، أو سطحه، إما مربوطاً بحبل أو مفروشاً على قطع قماشية نظيفة، تحت أشعة الشمس، حتى تجف منه الماء، ثم يحفظ دون الخشية على تعفنه.

وتصلح هذه الطريقة لعدة أصناف منها الباذنجان، البامية، الملوخية، الفليفلة، الفاصولية، النعناع، وبعض أصناف الفواكه كالمشمش والبرتقال.

التمليح

يساعد الملح على حفظ الطعام لفترات طويلة، وغالباً ما يستخدم الملح الصخري بكميات كبيرة لحفظ اللحم والأسماك، وبعض النباتات منها الزيتون، حيث يسحب الملح، المياه من المواد الغذائية، كذلك يحميها من التعرض للبكتيريا المفسدة لها.

ويرفض العديد من الناس هذه الطريقة كونها مضرة بالصحة بسبب كميات الملح الكبيرة المتضمنة فيها، خاصة لمرضى الضغط، والكلى.

التخليل

يعتبر المخلل أحد مكونات المائدة السورية، وهو واحدة من أقدم طرق حفظ الطعام، لحمايته من العفن، لكن هناك أصناف غير مألوفة من المخلل حيث يستخدم الملح والماء المغلي، والخل، والإغلاق المحكم لحفظ العديد من الأصناف لمدة طويلة، وبعيداً عن الخيار واللفت والباذنجان والجزر، يمكن تخليل الملفوف والزيتون والطماطم والفليفلة والثوم.

المربى

لم يسلم أي نوع من أنواع الفواكه من إمكانية تحويله إلى مربى، فيحفظ خلال أشهر الشتاء، ويتناول كصنف غذائي يشعر متناوله بالدفء نظراً لكميات السكر الموجودة فيه.

يغلى أي صنف فاكهة مع السكر وفق مقادير معينة تناسب حلاوة أو حموضة الفاكهة، ثم يترك ليبرد ويعبأ في أوان زجاجية، ويصلح للفريز والمشمش والتوت والكرز والتين والقرع والبرتقال والسفرجل،كذلك الورد.

ومع استخدام الأساليب السابقة لحفظ الطعام قدر الإمكان، لم يعد للبراد أو الثلاجات ضرورة في منازل السوريين، بل نملية خشبية أو معدنية كافية لتخزن هذه الأصناف لحين عودة الكهرباء بشكل مستقر مجدداً

وحتى يحين ذلك الوقت، ستبقى أساليب الجدات هي الطريقة الأمثل حتى لا يحزن السوريون على “المونة” كل عام.

لين السعدي – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى