علوم وتكنولوجيا

علماء يطورون كمّاً روبوتياً لمساعدة مرضى قصور القلب

أعلن علماء عن نجاحهم في تطوير ربوت ليّن يساعد في ضخ الدم عند مرضى قصور القلب، في خطوة قد تمثل تقدماً هائلاً في مجال علاج المرض.

وجاء هذا الإعلان بعد دراسة تجريبية أجرتها المهندسة الطبية-الحيوية السويسرية إيلن ت.روش بمساعدة فريق من الباحثين الآخرين، و نُشرت نتائجها مؤخراً في مجلة “ساينس ترانزليشنال ميديسن” الأمريكية.

و تم خلال الدراسة تجريب الروبوت على قلب اصطناعي من السيليكون شبيه بالقلب البشري، حيث تمكن الكم من ضخ الدم بحجم (84 مل) في الضربة الواحدة، و الذي يتجاوز المعدل الطبيعي عند الإنسان (70 مل).

و عمد الباحثون أيضاً إلى تجربة الروبوت على ستة خنازير، بعد حقنها بدواء يسبب قصوراً قلبياً حاداً.

و خلال مرحلة القصور الحاد، انخفض النتاج القلبي عند الخنازير إلى 45% مما كان عليه، لينجح الروبوت بعدها في إعادة النتاج إلى مستوى قريب من الطبيعي (97%).

و استخدم في صناعة الكم الروبوتي ألياف سيليكونية تشابه ألياف العضلة القلبية من حيث المرونة، و تم ترتيبها وفق نموذج هندسي يحاكي بناء القلب البشري من حيث التوزع و الاتجاه، ما يتيح للكم تأدية تقلص مطابق للتقلص الطبيعي وفق حركتَي الانضغاط و الالتواء.

و يتميز الكم بقابليته للتكيف مع حجم القلب، و توافره على نظام تشغيل يتيح له الحفاظ على التزامن مع حركة القلب الطبيعية، إضافة إلى مراقبة مشعرات الأداء الوظيفي كمعدل القلب و ضغط الشريان الرئوي، لتعديل أداء الكم بناء على هذه القيم.

كما يتيح البرنامج اختيار الجهة المستهدفة، حيث يمكن تفعيل الكم في الجهتين معاً (لمرضى قصور القلب الشامل)، أو في جهة واحدة (لمرضى قصور القلب الأيسر أو الأيمن).

و يتميز الكم بعدم وجود تماس مباشر بينه و بين الدم، نظراً لكونه يُلف على القلب من الخارج؛ على العكس من أجهزة المساعدة البطينية VAD المستعملة حالياً و التي تتطلب تركيب قنوات على الصمامات القلبية، ما يحتم على المريض تناول الأدوية المميعة و المضادة للتخثر مدى الحياة.

و أكدت الدراسة أن الهدف الرئيسي من استعمال الكم، هو إطالة عمر المرضى المصابين بحالات معندة على العلاج الدوائي ريثما يتوفر لهم متبرع لزراعة القلب؛ و إن كان يمكن اللجوء إليه “في حالات محددة كعلاج نهائي، أي الإبقاء عليه طيلة حياة المريض”.

و يُعرف قصور القلب بأنه ضعف في قدرة القلب على ضخ الدم، يؤدي إلى عدم وصول كميات كافية من الأوكسجين و الغذاء إلى خلايا الجسم.

و يعد فرط التوتر الشرياني و الداء السكري من أهم أسباب هذا المرض، الذي يتظاهر بتعب و زلة تنفسية (ضيق نفس) تظهر عند بذل الجهد بشكل أساسي، و زرقة، و سوء تغذية.

يُذكر أن عدد المصابين بالمرض يفوق وفقاً للتقارير 30 مليوناً حول العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى