سياسة

عفرين والتصريحات التركية المتناقضة

فرض جيش الاحتلال التركي سيطرته على مناطق عدة في الشمال السوري، كمدينة جرابلس وغيرها، وما زالت الحشود العسكرية لجيش الاحتلال التركي تتجمع على الحدود مع سوريا في عدة نقاط، محافظة إدلب، ومدينة عفرين في الريف الحلبي، التي تتناقض تصريحات المسؤولين الأتراك حولها.

وسبق لتركيا أن أعلنت نيتها دخول مدينة عفرين واحتلالها، وعادت وجددت تلك النية في بدء عمل عسكري في المدينة ذات الغالبية الكردية بريف حلب، متذرعة بـ “السعي لمواجهة “وحدات الحماية الكردية”، التي تسيطر عليها.

وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، في حديث لوكالة “الأناضول” أن “أنقرة ستعمل على تطهير مدينة عفرين شمالي سوريا من عناصر “YPG” الذراع السوري لمنظمة “PKK” الإرهابية” حسب تعبيره.

وأضاف وزير الخارجية التركي أن “أنقرة لن تسمح بتشكيل كيان إرهابي شمالي في سوريا، فتشكيل حزام إرهابي على الجانب الآخر من حدودنا خطر علينا”، بحسب قوله.

فيما كان رئيس وزرائه يلدريم قال في 25 أيلول الماضي، إن “تركيا لن تدخل حرباً شاملة بل سنتخذ تدابير أمنية على حدودنا”، معتبراً أن “عمليات “درع الفرات” وعفرين ليست حرباً بل عمليات ضد تنظيمات إرهابية”.

ويأتي حديث جاويش أوغلو لوكالة “الأناضول”، المقربة من حكومة الإخوان المسلمين التركية، مخالفاً لحديث رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، الذي قال نهاية أيلول الماضي، إن “حكومة بلاده تبحث مع روسيا وإيران إقامة منطقة “تخفيف توتر” في عفرين”.

وتزامن تصريح أوغلو مع تقارير عدة في صحف تركية تحدثت خلال تموز الفائت، عن نية دخول 20 ألف مقاتل من ميليشيات “الجيش الحر” المدعومة من جيش الاحتلال التركي إلى عفرين، ضمن عملية تسمى “سيف الفرات”، إلا أنه لم يصدر تصريح رسمي بهذا الخصوص حتى اليوم.

وكان نائب قائد القوات الروسية في سوريا الجنرال أليكسي كيم، أعلن عن إنشاء لجنة للمصالحة الوطنية في عفرين شمال غرب حلب، نهاية شهر آب الماضي مشيراً إلى أن ذلك تم بمبادرة من المركز الروسي للمصالحة في سوريا.

يشار إلى أن مخرجات مؤتمر استانا 5 كان إنشاء أربع مناطق “تخفيف توتر”، هي غوطة دمشق الشرقية وريف حمص الشمالي ومناطق في الجنوب السوري، ورعتها كل من روسيا وتركيا وإيران، وفي استانا 6 تم ضم إدلب لمناطق “تخفيف التوتر”.

يذكر أن جيش الاحتلال التركي كان قصف على مدار الأشهر الماضية مواقع في مدينة عفرين ونقاط سيطرة تابعة لـ “الوحدات الكردية” شمال حلب، باستخدام المدفعية المتمركزة على الحدود مع كلس الجنوبية، وأوقع إصابات بين المدنيين.

يذكر أن مدينة عفرين التابعة لمحافظة حلب تمتد على مساحة تقارب 3800 كم مربع، ويشكل السوريون الأكراد غالبية سكانها، الذين يبلغ تعدادهم أكثر من 50 ألفا، قبل الحرب، ويتبع لها سبع نواح وأكثر من 360 قرية.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى