ثقافة وفن

عرض “مُعلَّق‎”‎‏.. الزمن بين “عيد الميلاد”‏ و “غسيل الموتى”

يُناقش عرض “مُعلّق” الذي يُعرض على خشبة المسرح الإيطالي فكرة الزمن بين ثنائيات الموت ‏والحياة، الشيخوخة والشباب، الحرية والعبودية،… وهو ثاني نتاجات التعاون الفني بين ‏الكريوغراف “حور ملص” والمخرج “ميار ألكسان” بعد عرضهما “ثلاث ثواني”.‏

جسَّدت “ملص” في العرض شخصية العجوز بينما تصدّت “سارة المنعم” لدور الشابة، وبينهما ‏تواشجت الصراعات، وتصاعدت الذرا الدرامية، مُعزَّزَةً بالغيرة، والسطوة، والخوف من الآخر، ‏والحاجة إليه في الوقت ذاته‎.‎

وبين فكرة غسيل الميت، والاستحمام قبل الاحتفاء بعيد الميلاد تنامَت الدراما وفق صيغة تقترب ‏من الأداء الحياتي، لكنها سرعان ما تنحو باتجاه الرقص والتمثيل، لصياغة مسرح حركي مميز، ‏وفق ما أوضح الدراماتورج “إبراهيم جمعة” في تصريح خاص لتلفزيون الخبر‎.‎

أما عن كيفية تأسيس العرض فقال “جمعة”: “اشتغلت مع “حور” و”ميار” و”سارة” على فكرة ‏الموت والزمن وناقشنا طريقة فهم كل منا لتلك الأفكار، وبعد أن وصلنا لمجموعة كبيرة من ‏المَشاهد قارَبَ زمنُها الساعتين، بدأنا مرحلة التكثيف والاختزال حتى وصلنا إلى الصيغة النهائية ‏للعرض ومدتها 45 دقيقة” ‎.‎

وأضاف: “تركَّزت الصيغة العامة للعرض على مفهوم “الزمن المُعلَّق” الذي نعيشه بشكل يومي، ‏وحتى المدينة تعيشه بكل تفاصيلها الحياتية، كما تناولنا فكرة العُمر، بين جسم العجوز البطيء من ‏جهة، لكنه قاسٍ من جهة أخرى وله سلطة، بينما جسد الشابة خفيف ومطواع، ليتماهى الجسدان في ‏النهاية ضمن إيقاع واحد”‎.‎

من جهته بيَّن “ميار ألكسان” مخرج العرض في تصريح خاص لتلفزيون الخبر أن “دراسة هذا ‏المشروع بدأت منذ سنتين بعد التواشج الفكري مع “حور ملص”، حيث أننا من خلفيتين مختلفتين، ‏فهي راقصة وكريوغراف مميزة وأنا خريج قسم التمثيل وأشتغل بالإخراج، لذا استطعنا الوصول ‏إلى صيغة من “المسرح الحركي” فيه شخصيات أداؤهم وحركاتهم أقرب إلى الحياتية، لكنها في ‏الوقت ذاته تذهب باتجاه التمثيل ومفصلة الحركة وفق هذا المنطق”‎.‎

وأضاف “ألكسان”: “نحاول خلق كيان وخصوصية مسرحية لها استمرارية، ونسعى لتطوير أدواتنا ‏ضمن هذا النوع المسرحي، علماً أنه بالنسبة لي كشاب يعمل مع الأستاذة “حور” فهذا إضافة ثمينة ‏لمسيرتي الفنية، لاسيما أنها شخص مطواع بإحساسها وأفكارها”‎.‎

أستاذة قسم الرقص في المعهد العالي للفنون المسرحية “حور ملص” أكَّدت سعيها مع “ميار” ‏للوصول إلى نوع مسرحي قريب من الناس وحياتهم اليومية، عن طريق الحركة والموسيقى ‏والتمثيل، للتعبير عن فكرة ما.

وبيّنت أن قيمة الثيمة التي تم الاشتغال عليها في “مُعلَّق” استدعت ‏وجود “دراماتورج” من أجل الاشتغال على الشخصيات والبحث النظري والمرجعيات، وهو ما ‏زاد مدة التحضير.‏

وقال “ملص” في تصريح خاص: “هذا النوع من المسرح الحركي يعتمد أساساً على الحس، فهو ليس ‏مجرد تكنيك رقص بحت، ولا تكنيك مسرح بحت، وإنما دمج لكل ذلك وفق صيغة خاصة” .‏

وعن صعوبة تأديتها لشخصية العجوز رغم صغر سنِّها في الواقع أوضحت “حور” أن ذلك “كان ‏صعباً جداً إذ رجعت إلى خلفياتنا عن كبيرات السن، وبت أراقب العجائز في الشارع، كيف ‏يجلسون، وكيف يتحركون، وكيف يمسكون بالأشياء، للوصول إلى الهيئة النهائية التي ظهرت في ‏العرض”.‏

يذكر أن موسيقا العرض من تأليف “عبدو العنيني” الذي توافق نهجه الموسيقي مع رؤية المخرج ‏‏”ميار” الذي اشتغل بنفسه السينوغرافيا والإضاءة.‏

بديع صنيج- تلفزيون الخبر

Image may contain: 1 person

Image may contain: 1 person

Image may contain: 2 people, people dancing and night

Image may contain: one or more people, people standing, night and text

Image may contain: one or more people

Image may contain: 1 person, standing

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى