العناوين الرئيسيةثقافة وفن

عدنان أبو الشامات: الدراما ليس نشرة أخبار ومجتمعنا بات أكثر تعصباً ورفضاً للآخر

قال الفنان عدنان أبو الشامات عبر برنامج “المختار” عبر إذاعة “المدينة FM” وتلفزيون الخبر إن وضع المجتمع تراجع كثيراً عما كان عليه في السبعينات حيث أصبح أكثر تعصباً ورفضاً للآخر.

وعن اقتراب الفنانين من الناس عبر وسائل التواصل وتقبل الجمهور لهم تحدث أبو الشامات “مجتمعنا بات منقسماً بحدة لذلك هناك أشخاص لا يرغبون التدخل بالشأن العام تجنباً للهجوم والمضايقات وأنا ممن تعرض بدايةً للهجوم فعائلاتنا لا تُربي صغارها على الحوار بل على التعنيف والضرب”.

وحول لعب الفنان لدور “التنفيس” عن غضب الناس عبر أبو الشامات “أنا لا أحب الشعبوية وعندما أكتب أتحدث عن وجعي الذي أعتبره وجعاً سورياً عاماً وعليه فأنا لا أهتم للكم بل للنوع.

وأنا لا أُقيم الفنانين الذين تصدوا للشأن العام، لكل شخص أسلوبه الخاص الذي يعبر عنه وأتابع كل فنان يتحدث عن وجع الناس دون شعبوية ويعجبني منهم فراس إبراهيم وأتحفظ عن الدخول في سجالات الفنانين”.

وبخصوص نوعية الأعمال المعروضة اليوم تكلم أبو الشامات “مسؤولية العمل تقع على عاتق المخرج لا أحد يقول ألا يهتم بسياسة الشركة المنتجة لكن ضبط إيقاع العمل الفني مسؤوليته، وخصوصاً أننا كممثلين ربما لا نقرأ النص المطروح بأكمله بل نهتم بالدور الذي نؤديه”.

وتابع “هناك إشكالية لدى مجتمعاتنا العربية فهي تتصور أن الدراما نشرة أخبار كل ما تعرضه يُفترض حدوثه بينما في الدراما الكثير من الخيال لكن مجتمعاتنا تريد الدراما المُفصلة على قياسها وليس ما يتوجب على الدراما أن تُسقطه من بقعة ضوء وما أراه أن الدراما اليوم في سوريا تسبق المجتمع”.

وقال أبو الشامات “كنا منذ ما قبل الحرب متراجعين على الصعيد الاجتماعي بكل الاتجاهات وأظن أن فترة النشوء في الخليج وما ترافق معها من حرب في أفغانستان أثر على مجتمعاتنا من حيث نشر التعصب والانغلاق فعلى سبيل المثال لا الحصر سوريا قبل الثمانينات كان عدد المحجبات بها قليل بينما في التسعينات أصبحن الأكثرية وهذا بحاجة لدراسة جدية ودقيقة”.

وأكمل “مع احترامي للحجاب لكن هذا يُظهر تغييراً جذرياً في بنية المجتمع الروحية والفكرية وهنا لا نربط بين الحجاب والتراجع المجتمعي لكن سوريا وخصوصاً بعد الاستقلال لم تكن تملك هذه النسبة من المحجبات وعندما سألت محجبات عن سبب تحجبهن كانت الإجابة أنه بسبب تسهيل حدوث الزواج وهو ما يوحي بقصرية الحجاب مجتمعياً لأنه لم ينتج عن قناعة ذاتية وهذا لم يكن موجوداً”.

وعن واقع المجتمع اليوم أجاب أبو الشامات “المجتمعات تمر بحقب متعددة فلا يوجد مجتمع لم تطرأ عليه متغيرات كارثية كالتي نعايشها اليوم وهو ما يُغير الفكر بشكل جذري بالتبعية والحريات بشكل عام عالمياً في تراجع وأنا أتمنى أن نعود إلى فترة السبعينات حيث كانت الحريات المجتمعية أكثر مرونة وكل شخص معني بذاته عكس ما يجري اليوم من تزمت ومحاولات فرض أفكار وعادات”.

وتحدث أبو الشامات “أنا لا أؤمن أننا مجتمع متجانس ففي دمشق مثالاً يوجد مجتمعات متحررة جداً ومجتمعات منغلقة جداً ولا يوجد أي تواصل بينها لكن كان هناك احترام لمساحات الآخر عكس ما يجري اليوم فسوريا في السبعينات كانت من أكثر الدول العربية تحرراً في حرية الاعتقاد والتفكير اليوم أصبح الهامش ضيق جداً”.

وحول سفره المتكرر وعودته لدمشق ثم ما أُشيع عن رغبته بالهجرة علق أبو الشامات “لكل فترة ظروفها ولكل سفرة وعودة كذلك ظروف خاصة والغربة فخ حقيقي فأنت غريب في الخارج وتصبح غريب في الداخل وهو ما أعانيه اليوم. البلاد تغيرت وأصبحت أضيق. المجتمع يضغطك بكثرة وكأن أصبح لدينا مطاوعة كما كان في السعودية والظروف المالية تتطلب الكثير لذا نعم أُفكر بالهجرة”.

وأوضح أبو الشامات “أجور الفنانين اليوم تراجعت لأكثر من 90% عما كانت عليه قبل الحرب قياساً مع العملة الصعبة وهناك فنانون مطلوبون جماهيرياً حافظوا على أجورهم بل وزادت بينما الغالبية العظمى تعاني مادياً لدرجة ممكن أن تصل إلى عجز البعض عن دفع قسط استئجار بيته وإذا استمريت في سوريا وأرادت بنتي السفر للدراسة فلن أستطيع تغطية الموضوع مادياً لذلك فكرة الهجرة مطروحة”.

وأفاد أبو الشامات “موضوع هجرة الشباب أو رغبتهم بذلك موضوع كارثي فبلادنا وكونها بلاد غير نفطية فهي تصدر الشباب والعقول وهو ما يشكل استنزاف لثروة أهم من النفط وهي معضلة لا يمكننا الخروج منها إلا إذا فتحنا كوة أمل تتناسب مع طموح الشباب وتقنعهم بالبقاء وهذا الموضوع عموماً ليس بالجديد فجيلنا مر به وكل جيل كذلك”.

وشرح أبو الشامات سبب عدم انتسابه للمعهد العالي للفنون المسرحية “عندما وصلت لسن 18 انضممت لنقابة الفنانين وتجاوزت فحص العضوية على يد الأستاذ فواز الساجر لكن عندما تم افتتاح المعهد لم يتم قبولي علي يد الأستاذ فواز أيضاً وعندما سألته عن السبب قال لي أنني نقابي وفنان ولست بحاجة للدراسة وهو ما غير حياتي كُلياً وشكل غصة في قلبي”.

وختم أبو الشامات “غيابي عن التمثيل نتيجة السفر وكنت أصور عندما يأتون إلى دبي لكن انشغالي بمهنة تتعلق بالمطاعم لتعويض الجانب المادي المفقود بالتمثيل شكل عائقاً علاوة على أن العامل الإنتاجي في سوريا لا يهتم لظروف الفنانين وهو غير مهني ومجحف عكس مصر وحتى لبنان”.

تلفزيون الخبر 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى