فلاش

عامان على مقتل زهران علوش : كل شيئ أصبح أفضل

تمر الذكرى الثانية لمقتل القائد السابق لتنظيم “جيش الاسلام”، زهران علوش، على أبناء العاصمة ومحيطها، غير آبهين بها، ولا يتذكرون أن هذا اليوم شهد مقتل أحد أهم أمراء الحرب السوريين.

أمير الحرب، الذي كان مدعوماً من السعودية، وصل في ذروة إرهابه، في أول أيام الامتحانات منذ عدة سنوات، لإمطار العاصمة، التي كان طلاب مدارسها وجامعاتها “يا دوب فتحوا عيونن”، بقذائف الهاون، التي على إثر كثافتها، تم إلغاء الامتحان حينها.

يرى مراقبون ومحللون أن مقتل علوش كان البداية لسلسلة من الانهزامات والانسحابات والتراجع في صفوف التنظيمات المتشددة في غوطة دمشق الشرقية، فزهران كان من أهم قادة التنظيمات المتشددة، إن لم يكن الأهم.

بموت زهران علوش، انفرط عقد التنظيمات المتشددة، التي كان علوش بقوة السلاح يفرض رأيه عليها، ولكن بموته “ضاعت الطاسة”، وبدأت الاقتتالات الداخلية تشتد وتصبح أكثر عنفاً، ولا تلقى لحلها سبيلاً، في ظل ضعف قادة التنظيمات الأخرى.

الاقتتال الأبرز والأهم بعد مقتل علوش، والذي كان له دور كبير في استعادة الدولة السورية لسلطتها على مناطق في الغوطة الشرقية، كان اقتتال “جيش الإسلام” و”فيلق الرحمن”، والأخير هو ثاني أكبر وأقوى التنظيمات في الغوطة الشرقية.

وذكرت صحيفة “معارضة”، في معرض حديثها عن أوضاع الغوطة الشرقية وتنظيماتها، بعد عامين من مقتل علوش، مبينة التشتت والبعد بين هذه التنظيمات، موضحة أن كل تنظيم يقوم بالتفاوض مع الروسيين بمعزل عن التنظيمات الأخرى، أو بجملة معبرة أكثر، “مفاوضات تحت الطاولة”.

وبحسب الصحيفة، فإن تنظيم “جيش الإسلام” يفاوض على تأمين المساعدات وفتح طريق إلى دوما، إضافة إلى الالتزام بـ “تخفيف التوتر”، ومواجهة “هيئة تحرير الشام” في الغوطة.

بينما يفاوض “فيلق الرحمن” على فتح طريق من حرستا إلى مناطقه في الغوطة، و “تخفيف التوتر” في جوبر والقطاع الأوسط، إضافة إلى خروج “تحرير الشام” من المنطقة، أما “حركة أحرار الشام” فتدير مفاوضات لفتح طريق تجاري من حرستا إلى مناطقها، إضافة إلى “تخفيف التوتر” في تلك المناطق.

وبالعودة لعلوش وتفاصيل مقتله، التي ما زال بعضها غامضاً، ولكن المؤكد أن علوش قتل بغارة سورية أو روسية استهدفت مقراً له تحت الأرض في بلدة أوتايا في الغوطة الشرقية للعاصمة، حيث كان من المفترض أن لديه اجتماعاً مع قيادات في التنظيم.

بداية علوش كقائد لتنظيم مسلح، أتت بعد خروجه من سجن صيدنايا، حيث كان معتقلاً بسبب نشاطه الدعوي المتعصب، واسم علوش كان من أوائل الأسماء التي قدمتها فعاليات من دوما عام 2011 للدولة السورية للإفراج عنها.

وأنشأ علوش أول تنظيم وهو “سرية الإسلام”، التي ما لبث أن كبرت وأصبح اسمها “لواء الإسلام”، ليكتمل أخيراً التنظيم الذي يريده علوش بانضمام أكثر من 40 فصيل وتنظيم متشدد تحت اسم “جيش الإسلام”، وكل ما سبق كان بدعم معنوي ومادي كبيرين من السعودية، التي كان درس فيها سابقاً.

وتعد مأساة عدرا العمالية، التي قام بها عناصر “جيش الإسلام”، أحد أبشع الجرائم التي تمت على مدار الحرب السورية، بعد قيام عناصر علوش بعمليات إعدام بأبشع الطرق بحق أهالي عدرا، ليس الحرق في الأفران أولها، ولا سحل الناس في الشوارع آخرها، كما أن بعضاً من الأهالي مازال لحد اللحظة محتجزاً في سجون التنظيم.

وفي سياق سجون “جيش الإسلام”، نستذكر الإرث الأكبر الذي تركه زهران علوش لزعيم “جيش الإسلام” الذي خلفه، عصام البويضاني، وهو سجن “التوبة”، الذي يعد أكبر سجن تملكه التنظيمات المتشددة على الأراضي السورية، ويحتجز التنظيم فيه الآلاف من المدنيين والعسكريين.

عامان مرا على مقتله، أتم الجيش العربي السوري فيها السيطرة على غوطة دمشق الغربية كاملة، بانتظار ما تبقى منها في الحنوب في بيت جن ومزارع بيت جن، وسيطر على برزة والقابون في الغوطة الشرقية، وأصبح على مشارف دوما، معقل التنظيم الأساسي.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى