العناوين الرئيسيةصحة

ظهور حالات جديدة لمرض “الدفتيريا” في سوريا.. وتسويف وزارة الصحة سيد الموقف

سجّلت منطقة الزبداني بريف دمشق عدة إصابات بمرض “الدفتيريا”، ما أثار هواجس وتساؤلات كثيرة لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حول ماهية هذا المرض؟ أسبابه؟ وطرق الوقاية منه؟ إضافةً إلى الإجراءات الرسمية المتخذة في سبيل ذلك.

وللوقوف على التفاصيل، تواصل تلفزيون الخبر مع مدير صحة ريف دمشق، الدكتور ياسين نعنوس، صباح الثلاثاء، ليتم تسويف الموضوع إلى وقتٍ لاحق “لتواجده في اجتماع”، ليتعذّر التواصل معه نهائياً حتى لحظة نشر هذا التقرير “لانشغال الخط دائماً”.

كذلك، رفض رئيس المنطقة الصحية في الزبداني، الدكتور محمد العالول، التصريح، وقال لتلفزيون الخبر أنه: “ليس لدينا صلاحيات بالتصريح، وبإمكانكم التواصل مع المكتب الإعلامي في وزارة الصحة حول ذلك”.

ليبقى “التسويف” هو سيد الموقف عند تواصلنا مع المكتب الصحفي في وزارة الصحة للحصول على معلومات رسمية عن رصد “الدفتيريا” مجدداً، والإجراءات المتخذة من قبل وزارة الصحة حول ذلك.

وبالعودة إلى المرض، قال مدرّس أمراض الصدر والأمراض الخمجية في كلية الطب البشري في جامعة حماة، الدكتور محمد يوسف حسن، لتلفزيون الخبر، أن: “الدفتيريا عدوى سارية، وأحياناً مميتة، تصيب الجهاز التنفسي العلوي، تسبّبها جراثيم عصويّة الشكل، قد تُحرر ذيفانات (سموماً) يمكن أن تُلحق الضرر بالقلب والكلى والجهاز العصبي”.

وأضاف “حسن”: “وأصبح يعد من الحالات النادرة جداً في البلدان المتقدمة، وتشمل الأعراض النموذجية له التهاباً في الحلق، شعوراً عاماً بالتوعك، حمى، تضخم في العقد اللّمفية أحياناً، وتشكّل غشاء كاذب شفاف في الحلق يأخذ لونا رمادياً”.

وأوضح الاختصاصي أن: “التشخيص يعتمد على الأَعراض، وخاصةً التهاب الحلق وتشكّل الغشاء الكاذب، وعلى نتائج الزرع، ويساعد التطعيم على الوقاية من هذه العدوى”.

وأشار “حسن” إلى أن: “المصابين بحاجة إلى الإدخال إلى المستشفى (وحدة العناية المركزة) وإعطاؤهم المضادات الحيوية للقضاء على العدوى، كما أن مركبات البنسلين فعّالة في استئصالها”.

وبيّن الاختصاصي أنه: “منذ سنوات، كان الخُناق أحد الأسباب الرئيسية للوفاة عند الأطفال، أمّا اليوم، أصبح من الحالات النادرة في البلدان المتقدمة، ويعود ذلك إلى انتشار التطعيم على نطاق واسع، لكن بكتيريا الخناق لا تزال موجودة، وقد تؤدّي إلى فاشيات للمرض إذا لم يكن التطعيم كافياً”.

وتابع “حسن”: “تنتشر الجراثيم المسببة للخناق في القطيرات الرطبة التي تخرج مع السعال، كما أن الإصابة تكون تنفسية علوية بشكلٍ أساسي، لكن هناك شكل أضعف من الخناق يصيب الجلد فقط، ويكون عند البالغين بشكلٍ رئيسي”.

وأوضح الاختصاصي أن: “الخناق الجلدي يكون أكثر شيوعاً بين الأشخاص الذين يعانون من تدني مستوى النظافة مثل (المشردين)، وينتشر من خلال ملامسة قرحات الجلد المصابة بالعدوى”.

وعن أسباب ظهور المرض من جديد في سوريا، أجاب “حسن”: “أعتقد بأن السبب هو تسيّب الكثير من الأطفال من برامج التلقيح بسبب ظروف الأزمة، والتنقل بين المناطق”.

وأضاف الاختصاصي: “كما أن انتشار الأنتانات، ضعف المناعة، الظروف الاجتماعية والبيئية، إضافةً إلى انتشار الاستهلاك العشوائي للصادات الحيوية والذي أدخل الجهاز المناعي عند الكثيرين في حالة من قلّة النشاط والكفاءة، جميع ما سبق له دور في عودة انتشار هذه الأمراض”.

وعن الأعراض، أشار “حسن” إلى أن: “المرض يبدأ عادةً في غضون بضعة أيام (بمعدّل 5 أيام وسطياً) من التعرّض للبكتيريا، وتبدأ أعراض الخناق، وتتمثل بالتهاب الحلق، ألم أثناء البلع، بحة في الصوت، شعوراً عاماً بالتوعك، وحمى بسيطة (حوالي 38- 38.9 درجة مئوية)”.

وأضاف الاختصاصي: “قد يُعاني الأطفال من تسرّع ضربات القلب، غثيان، إقياء، قشعريرة، وصداع، ويمكن أن تتورّم العقد اللّمفية في الرقبة (رقبة الثّور bull neck)، وقد يؤدّي الالتهاب إلى تضخم الحلق، وتضييق مجرى الهواء، وجعل التنفس صعباً للغاية”.

وتابع “حسن”: “كما يتشكّل غشاء كاذب بالقرب من اللوزتين أو أجزاء أخرى من الحلق، وهو طبقة متينة رمادية من المواد التي تصنعها البكتيريا، ويؤدّي إلى تضيّق مجرى الهواء وإصدار صوت شهيق مرتفع (صرير)، وقد يسبب الغشاء إغلاق مجرى التنفس كلياً والحيلولة دون التنفس، وهي حالة خطرة جداً”.

وأوضح الاختصاصي أن: “السموم التي تنتجها أنواع معينة من بكتيريا الخناق تؤثر في أعصاب معيّنة، خاصةً تلك التي تُعصّب عضلات الوجه والحلق والذراعين والساقين، مما يسبب أعراضاً مثل صعوبة البلع، أو صعوبة تحريك العينين أو الذراعين أو الساقين”.

وأضاف “حسن”: “كما يمكن أن يُصاب الحجاب الحاجز (أهم العضلات المستخدمة في الاستنشاق) بالشلل، ما يؤدّي إلى حدوث فشل تنفسي، وتستغرق الأعراض بضعة أسابيع لتتلاشى”.

وأشار الاختصاصي إلى أنه: “يمكن للذيفانات البكتيرية أن تسبب التهاب عضلة القلب myocarditis، ما يؤدّي لاضطراب نظم القلب، ومن ثمّ الفشل القلبي والوفاة، كما يمكن أن تؤدّي العدوى الشديدة لإلحاق الضرر بالكلى، أو حدوث ارتفاع في ضغط الدم”.

وبيّن “حسن” إنه: “يتوفّى حوالي 3 % من المرضى المصابين بالخناق بشكلٍ عام، ويحدث عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة أو الكبار بعد عمر 40 سنة”.

وأوضح الاختصاصي: “في حال كان الشخص على تماس وثيق مع مريض مُصاب بالخناق، ينبغي إجراء اختبار لتحرّي العدوى، وإعطاؤه المضادات الحيوية مدة 7 أيام، وعند العثور على بكتيريا الخناق في العينة، يجب تناول المضادات الحيوية لفترة 7 أيام إضافية (الإجمالي 14 يوماً)”.

وأكّد اختصاصي الأمراض الصدرية والباطنية: “ضرورة إبقاء المصاب في معزل عن الآخرين، لوقايتهم من التعرّض للمفرزات المعدية، وذلك حتى ظهور نتيجة اختبار الزرع بعد التوقف عن استخدام المضادات الحيوية والتأكّد من القضاء على الجراثيم بشكلٍ كامل”.

وأشار “حسن” إلى أنه: “في الخناق الجلدي، عادةً ما يقوم الطبيب بتنظيف القرحات بشكلٍ كامل باستخدام الماء والصابون، وإعطاء المضادات الحيوية للمريض لمدة 10 أيام”.

ونصح اختصاصي الأمراض الصدرية بـ: “عدم استئناف النشاطات الاعتيادية مباشرةً، في حال إصابة القلب بالعدوى، فقد يكون الإجهاد البدني الاعتيادي مضراً في هذه الحالة”.

يُذكر أنه كثيراً ما يُعاني العاملون في المجال الإعلامي من عدم الاستجابة من قبل بعض الإدارات والمؤسسات الرسمية، وليست وزارة الصحة إلّا مثالاً عن التسويف وعدم الاستجابة أو المماطلة والتأجيل ليوم ويومين وحتى أسبوع، علماً أن الأمر يكون أحياناً لا يتعدّى منح موافقة للجهة التابعة لهم للتصريح.

شعبان شاميه – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى