العناوين الرئيسيةمجتمع

طقوس السوريين في العيد.. “وقوف على الأطلال” بسبب تردي الواقع الاقتصادي

تتشابه طقوس العيد في مختلف المناطق السورية لكنها تختلف في بعض التفاصيل، فالأعياد عبارة عن تقاليد وعادات وطقوس وذكريات تقترن بالأفراح والمسرات، ومع ذلك فهناك طقوس وعادات باتت مفقودة الآن بسبب تردي الواقع الاقتصادي بشكل عام.

وهذا ما أكده السوريون وهم يستذكرون الاختلاف في مظاهر العيد بحنين وشوق، فطعم ونكهة العيد اليوم يختلف عن العيد أيام زمان، حيث تحول إلى مشهد من مشاهد الوقوف على الأطلال السنوي فقط لا غير.

وقالت “جيهان إبراهيم” ربة منزل من مدينة القامشلي لـ”تلفزيون الخبر” “إقبال السكان على الأسواق وتجهيز أكلات ولوازم العيد وزيارة الأهل والأصدقاء.. مراسم باتت شبه غائبة اليوم”.

وأوضحت كيف كانت العوائل تستعد قبل العيد من خلال “عمل الكليجة (حلو محلي) وشراء المكسرات والحلويات وشراء الملابس الجديدة للأسرة”، مشيرةً إلى أن “سفرة إفطار العيد كانت كاملة ومتنوعة حيث تضم أطباقاً منوعة”.

وحول التقاليد الأخرى، أشارت إلى أن العادات اختلفت بتقدم الزمن بقولها: “الأهالي كانوا يحرصون سابقاً على زيارة الأقارب، فتبدأ بتجمع رجال وشباب المنطقة بعد صلاة العيد، ثم يمرون على جميع بيوت المنطقة ويطرقون الأبواب للسلام على أهلها لكن التكنولوجيا اختصرت هذا الأمر عبر رسائل المعايدة المكررة”.

وأضافت أنه بقي من طقوس العيد “زيارة القبور في الصباح الباكر من قبل الرجال والنساء يرافقهم الأطفال أحياناً”.

وبالنسبة للأطفال “العيد هو اليوم الذي ينتظرونه بفارغ الصبر، فنجدهم يضعون ملابسهم الجديدة قرب فراشهم ليرتدوها في الصباح ويتجمعوا في بيت الجد، ثم ينطلقوا إلى ساحات اللعب بعد أن يأخذوا (العيدانية) التي أصابها الواقع الاقتصادي كما أصاب غيرها حتى جعلها تندثر عند معظم الناس كطقس يُفرح الأطفال”.

وتحدث “زهير التيناوي” من دمشق لتلفزيون الخبر “العيد كان بالنسبة لنا كأطفال بعيداً عن العيدية والألعاب كان “طقس الأضاحي” فمعظم الناس كانوا يملكون القدرة على تقديم أضحية العيد على عكس اليوم، حيث أن سعر خروف أصبح أكثر من سعر بيت قبل الحرب”.

ويتابع زهير “كان اللحام يقف على باب منزل صاحب الأضحية ويبدأ بمباشرة عمله ويتجمع حوله الأطفال والشباب ويراقبونه كأنه نجم اليوم، ثم يساعدون جميعاً بتقسيم الحصص بأكياس كي توزع على أهالي الحي”.

“طبخة العيد في دمشق طبخة بأبيض” يقول “زهير” أن ذلك طقس لا يمكن الإخلال به ” أول يوم أبيض أي شاكرية ومشتقاتها من أكلات اللبن إلا أن تراجع الميزان الشرائي اليوم كسر كل هذه الطقوس حيث الشاكرية تحولت من شاكرية باللحمة إلى دجاج إلى لبن ورز فقط”.

وشرح “كُميت” طالب جامعي من اللاذقية طقس العيد عند “ابن البحر” كما وصفه “تتشارك المحافظات ذات الطقوس إلا أن هناك فروقات عند ابن البحر حيث الطبخ لدينا مثلا ليس لأهل البيت الواحد فقط”.

وتابع ” بل نطبخ البرغل مع اللحم أو الدجاج ونقوم بتوزيعه على الجيران وهم يقومون بذات الأمر وبهذا يتساوى غذاء جميع أهالي المنطقة بمختلف مستوياتهم الاقتصادية أول يوم”.

وأكمل كُميت “حتى الحلو مذاقه بالبحر مختلف فكل الحلو السوري بكفة و(قراص بسيوة) بكفة أُخرى كل شيء كان مختلف خلال سنوات عما قبل الحرب، إلا أن اليوم الواقع المعيشي أثر بشكل يفوق تأثير سنوات الحرب جميعها”.

يذكر أن الواقع الاقتصادي أرخى بظلاله على معظم طقوس العيد حيث لم يعد يستطيع المواطن تأمين مستلزمات العيد من ملابس أو حلو أو طعام أو أضاحي أو حتى توزيع العيدية، ما جعل العيد يفقد كل مميزاته باستثناء يوم العطلة.

فيرا العمر وجعفر مشهدية- تلفزيون الخبر

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى