محليات

صيدلاني سوري يخترع مستحضراً طبياً من “الفستق الحلبي” لعلاج داء الليشمانيا

اخترع الصيدلاني رئيس اللجنة العلمية بنقابة صيادلة سوريا شادي الخطيب، مستحضراً طبياً لعلاج مرض الليشمانيا الجلدية، والتي تعتبر مشكلة صحية عامة على المستوى العالمي وتؤثر على 1.5 مليون شخص سنوياً في أكثر من 80 دولة في العالم.

وأشار الخطيب إلى أن “تحضيرات اختراع الدواء استغرقت حوالي عامين منذ آب 2016 لغاية آب 2018 “.

ولفت الخطيب إلى أنّ “المستحضر مكوّن من قشور الفستق الحلبي وخلاصة صمغ شجرة الفستق الحلبي الإيتانولية بنسبة محددة، ضمن كريم من نمط زيت في ماء ذو توازن مائي زيتي “HLB” مناسب للمركبات الطبيعية، وكذلك ضمن درجة حموضة مناسبة للمركبات الفينولية”.

وأكّد الخطيب في حديث لتلفزيون الخبر أنّه “بحسب منظمة الصحة العالمية، يتوطن في سوريا مرض الليشمانيا المدارية والكبير، وهناك حوالي 20% من الإصابات التي تتحول إلى مزمنة بسبب عدم كفاية العلاج الكيميائي”.

وبين الخطيب أنّه “نظراً لعدم توفر لقاح فعال ضد الليشمانيا، لا بد من تطوير استراتيجيات جديدة لمواجهة هذا الطفيلي الذي تنقله “ذبابة الرمل””.

وبين الخطيب أن “الليشمانيا الجلدية، هي عدوى طفيلية تسببها الأوّلي من جنس الليشمانيا، ويتميز هذا المرض بأنّه من الآفات الجلدية المزمنة التي تترك ندبات دائمة تشوّه المنطقة المصابة”.

وأكّد الخطيب أن “اختراع الدواء جاء نتيجة البحث الذي تم إجراؤه عن الاستخدامات العلاجية لنبات الفستق الحلبي، ليصار إلى تناوله بشكل رئيسي و استخدام أجزاء مهملة من هذا النبات السوري الأصل”.

وأرجع الخطيب “مساعدات البحث إلى أقدم شجرة موجودة في منطقة القلمون”، منوهاً إلى أنّ “هناك العديد من الاستخدامات الشعبية التي تحتاج إلى دراسة وتقييم فعالية حيث تُدعى هذه الحبة تاريخياً بحبة الفهم”.

وأشار الصيدلاني السوري إلى أنّ “هذه النفايات النباتية المهملة من قشور ثمار الفستق الحلبي وصمغ شجرته، تعتبر غنية بالمركبات الفينولية”.

وأضاف “تم تأكيد ذلك باختبارات “الكروماتوغرافيا” الغازية، وتم اختبار أثرها المضاد للأكسدة من خلال اختبارات خاصة، ودراسة أثرها على عيوشية طفيليات الليشمانيا المدارية في الزجاج “.

وبيّن الخطيب أنّه “تم إجراء تصميم التجربة، حيث بينت النتائج أثر حيوي جيد لخلاصات الفستق الحلبي المهملة في عيوشية طفيليات الليشمانيا المدارية عند معالجتها بتراكيز متزايدة منها لمدة 48 ساعة”.

وأكّد الخطيب أنّ “الملاحظات السريرية والدراسة المقارنة والدراسة الإحصائية لنتائج التقييم السريري للمرض، أعطت نتائج تدل على فعالية العلاج المعتمد على الفستق الحلبي”.

وأضاف الخطيب “يتم العمل على إنتاج هذا الكريم ليصبح كريم سوري فريد مساعد في علاج الإنتانات الجلدية الفطرية والجرثومية بشكل طبيعي، ليصار تصنيعه كمستحضر طبيعي سوري”.

ونّوه إلى أنّ “البحث العلمي الصيدلاني هدفه إيجاد الحلول لكل ما يهدد صحة المواطن، من منطلق ربط الجامعة بالمجتمع، لذلك تم اختيار هذا الموضوع للبحث عن حل لمشكلة تفشي وانتشار الليشمانيا في سوريا وحلب على وجه التحديد، لأنّه في حلب وجد الداء ومن حلب تم إيجاد دواء مساعد له”.

وأشار الخطيب في ختام حديثه لتلفزيون الخبر إلى أنّ “براءة الاختراع هي جزء من رسالة ماجستير في الصيدلة قِسم العقاقير والنباتات الطبية بتقدير امتياز نوقشت بتاريخ ٢٦ / ٨ / ٢٠١٨ بجامعه دمشق”.

يذكر أن مرض الليشمانيا ارتفعت معدلات الإصابة به خلال السنوات الماضية في كافة المحافظات السورية بسبب الإصحاح البيئي السيء من انتشار القمامة و تكدسها و الكلاب الشاردة إلى مشاكل الصرف الصحي نتيجة ظروف الحرب.

دمشق – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى