موجوعين

“صوبية الحطب” تعود للواجهة لتدفئة المنازل في الساحل السوري

يزيد قدوم فصل الشتاء من هموم المواطن السوري ,فارتفاع أسعار وسائل التدفئة وانقطاعها في أغلب الأحيان دفع الناس للبحث عن وسائل تدفئة بديلة اشهرها “صوبية الحطب” التي كانت في سنوات قبل الحرب تحولت لتراث مرتبط ب “الترف”.

ويعتبر المازوت الوسيلة الأساسية للتدفئة لدى معظم العائلات السورية إضافة إلى الغاز والكهرباء, ولكن ارتفاع أسعار مادتي المازوت والغاز وانقطاعهما في كثير من الأحيان دفع الناس لاستخدام المدافئ الكهربائية ليدفع بهم التقنين الكهربائي للبحث عن وسيلة أخرى.

وكانت الحكومة السورية رفعت منتصف العام الحالي سعر ليتر المازوت إلى 180 ليرة بينما كان سعره في العام 2012 إلى 23 ليرة في الوقت الذي كان ليتر المازوت يباع بـ15 ليرة في العام 2009 .

واعتمد الناس في السنوات الأخيرة على التدفئة بواسطة الحطب كبديل أمثل لأي وسيلة أخرى ,و رغم أنها لا تعد بالجديدة ولكن الاعتماد الأكبر عليها كان في المناطق الريفية لتعود وتظهر بشكل أكبر في أسواق المدينة لتحجز “صوبية الحطب” مكان لها بين وسائل التدفئة المعروفة لدى سكان المدن.

تنافس “صوبية الحطب” مثيلاتها من أنواع أخرى في السعر ,ففي جولة لتلفزيون الخبر على الأسواق في اللاذقية تبين أن أسعار “صوبية الحطب” يصل إلى 8 آلاف ليرة سورية بينما يصل سعر المدافئ التي تعمل على المازوت إلى 15 ألف ليرة سورية للحجم الصغير منها بشكلها التقليدي بعيدا عن تطوراتها المترفة المزودة بمراوح وما شابه.

وتتراوح أسعار المدافئ التي تعمل على الغاز بين 25 ألف و 60 ألف ليرة سورية, أما بالنسبة للمدافئ الكهربائية ذات الأحجام الصغيرة فسعرها يقارب الـ10 ليرة سورية ليصل إلى 30 ألف ليرة سورية للأحجام الكبيرة منها .

وقال أحمد وهو موظف في مدينة اللاذقية أنه تحول لاستخدام الحطب للتدفئة نتيجة لارتفاع أسعار المازوت. وبحسب قوله فإن الحطب رغم عدم اختلاف سعره بشكل كبير عن سعر المازوت إلا أنه متوافر بشكل أكبر ويدوم لمدة أطول.

وتحولت التدفئة بواسطة الحطب إلى تجارة خاصة في الأرياف البعيدة حيث اعتمد البعض على الغابات القريبة للحصول على الحطب اللازم للتدفئة وبيعه للمواطنين بأسعار مرتفعة في ظل ازدياد الطلب على المادة.

ويقول أحد المزارعين في ريف اللاذقية لتلفزيون الخبر أن بعض الأشخاص اعتادوا الخروج إلى الغابات القريبة ليلا وتقطيع الأشجار للحصول على الحطب وبيعه. ويضيف أن سعر الطن الواحد من حطب السنديان والبلوط المجهز للتدفئة يتجاوز30 ألف ليرة سورية, بينما يتراوح سعر الحطب الأخضر بين الـ20 والـ25 ألف ليرة سورية.

وطال التغيير وسائل التدفئة في البيوت البلاستيكية أيضا ,فالمزارعون اعتادوا من قبل على استخدام المدافئ التي تعمل على المازوت لحماية مزروعاتهم من موجات الصقيع , ليتحولوا مع ارتفاع اسعار مادة المازوت إلى وسائل أخرى

ويشرح سهيل مصطفى أحد المزارعين في ريف طرطوس لتلفزيون الخبر بالقول أنه تحول أغلب المزارعين إلى وسيلتين بديلتين عن المازوت وهما التدفئة بواسطة التمز (مخلفات الزيتون بعد عصره) والرذاذ (قنوات مياه شبيهة بقنوات الري بالتنقيط) حيث توضع تلك القنوات فوق البيوت البلاستيكية لكي تحميها من الرياح وموجات الصقيع.

ويعاني معظم السكان في الساحل السوري من ارتفاع المواد الأساسية للتدفئة كالمازوت والغاز وثبات دخل الموظف يترافق ذلك مع انقطاع التيار الكهربائي المتواصل والذي زاد عن 18 ساعة في اليوم الواحد, ودخول فصل الشتاء البارد.

وغيرت الحرب الكثير من عادات السكان في سوريا في نواح عديدة ,وها هي تعيد إلى الأذهان صورة “صوبية الحطب” التي اقتصرت على قرى الريف البعيد, لتصبح وسيلة تدفئة أساسية داخل بيوت المدينة بعد أن عرفها الكثيرون كتراث ريفي قديم.


سها كامل – حمزه العاتكي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى