كاسة شاي

صراع القمح .. “أحرار الشام” في مواجهة “جبهة النصرة” في الشمال

يشهد الشمال السوري نوعا أخر من الاقتتال الداخلي بين التنظيمات المتشددة، وهو الاقتتال على شراء محصول القمح من الفلاحين، في صراع قد تنذر تطوراته الأخيرة باقتتال حقيقي على الأرض بين تنظيمي “أحرار الشام” و”جبهة النصرة”.

وذكرت صحيفة “معارضة” أن المضاربة بأسعار شراء القمح من الفلاحين بين التنظيمين بدأت منذ نحو أسبوع، فكل تنظيم يريد شراء هذا القمح، ويقوم بتحديد سعر يضارب فيه على سعر التنظيم الآخر.

وأضافت الصحيفة أن “البداية كانت مع الفعاليات الزراعية في الشمال السوري، بالتعاون مع وزارة الزراعة فيما يسمى “الحكومة السورية المؤقتة”، باتفاقها في 22 أيار الماضي، على تحديد سعر شراء طن القمح الطري من الفلاحين بـ 265 دولارًا، 141 ألفًا و775 ليرة سورية، وسعر القمح القاسي 270 دولارًا، 144 ألف و450 ليرة سورية”.

لكن ما يسمى بـ “الإدارة المدنية للخدمات” التابعة لـ “جبهة النصرة” أصدرت بيانًا في 28 أيار، قالت فيه إن “مؤسسة الإمداد والتموين تعلن عن شراء كامل الموسم من القمح والشعير من الإخوة المزارعين، بسعر 105 ليرات لكيلو القمح القاسي و103 ليرات لكيلو القمح الطري، وتسليم ثمن القمح نقدًا بعد عملية استلام القمح مباشرة”.

فسارعت ما تسمى بـ “هيئة إدارة الخدمات” التابعة لـ “أحرار الشام” بالردت على بيان “النصرة” بإصدار تأكيد في 31 أيار، بأنها “ماضية في تطبيق اتفاق غالبية الفعاليات المدنية، وأنها ستعمل على استلام القمح بنفس السعر الذي طرحته الفعاليات وستحدّد مراكز لاستلام مادة القمح”.

وأشارت الصحيفة إلى أن “المضاربة بالسعر من قبل الأحرار دفعت “جبهة النصرة” لقطع الطريق المؤدي إلى معبر باب الهوى الحدودي في ريف إدلب الشمالي، عند ساحة بلدة سرمدا القديمة، يوم الأربعاء 31 أيار، ومنعت تدفق سيارات الإغاثة والشاحنات، ردًا على قرار “حركة أحرار الشام” استلام القمح من المزارعين بمبلغ أكبر من الذي طرحته “الجبهة”.

يأتي ذلك في الوقت الذي يتخوف فيه أبناء الشمال السوري من بيع محصولهم لهذا التنظيم “فيزعل” التنظيم الآخر، و”بتطلع الدقة براسن”، في ظل اعلان الدولة السورية شرائها للقمح من المزارعين بـ 140 ليرة للكيلو.

يذكر أن الاقتتال الأخير في الشمال السوري بين “جبهة النصرة” والتنظيمات الباقية، بما فيها “أحرار الشام”، مطلع العام الحالي، خلف العديد من الضحايا، واستخدم فيه المقتتلون الأسلحة الثقيلة في حربهم ضد بعضهم البعض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى