اخبار العالمالعناوين الرئيسية

شاعر سوري يحصد المركز الثالث في مسابقة “شعراء ضد التطبيع” في فلسطين

حصد الشاعر السوري ابن مدينة حلب، أحمد كركوتلي (29 عاماً)، على المركز الثالث في مسابقة “شعراء ضد التطبيع” التي نظمتها وزارة الثقافة الفلسطينية في غزة، عن قصيدته “يا بني صهيون”.

وحول مشاركته في المسابقة، قال الشاعر أحمر كركوتلي، لتلفزيون الخبر، أنه “شارك في مسابقة “شعراء ضد التطبيع عن طريق صفحة مسابقات أدبيّة بداية، ثمّ أرسلتُ قصيدة “يابني صهيون” لوزارة الثقافة الفلسطينية التي أعلنت عن مسابقة شعراء ضد التطبيع”.

وعبر كركوتلي، الحائز على شهادة في اللغة العربية وآدابها من جامعة حلب، ويدرس حالياً ماجستير في اللغة العربية، في حديثه لتلفزيون الخبر، أن الفوز بالمسابقة “يعني لي الكثير، لأنّي أوّلاً ضدّ التطبيع مع الاحتلال الصهيونيّ الذي يحتلّ فلسطين، كما يحتلّ جزءاً من وطني سوريا (الجولان)، ولأنّي ثانياً أمثّل بلدي سوريا، كما أن فوزي هذا يشعرني بأنّ سوريا كلّها فازت وأُدرِجت كعادتها في صفوف الرافضين للتطبيع والاحتلال”.

وتابع “ولكي أقول لأهلنا في فلسطين: نحن رغم كلّ الجراح التي تعصف بنا معكم ومع قضيّتكم التي هي قضيّتنا، ومهما ضعفنا لن نستسلم أو نغيّر مبادئنا ومواقفنا”.

وحاز على المركز الأوّل في المسابقة لهذا العام الشاعر العراقي مهنّد حسن عن قصيدته “رصيف القلق”، بينما فازت الشاعرة الفلسطينية سميّة وادي بالمركز الثاني بقصيدة حملت عنوان ” أيكةٌ في خاصرة الجرح”، من بين أعداد كبيرة من الشعراء المشاركين من مختلف الدول العربية، وفقاً لوزارة الثقافة الفلسطينية.

ويرى كركوتلي أن “هذه المسابقات مهمّة جدّاً، لتنبيه الغافل وتذكير المطبّع بأنّ ما يقوم به لن يأتي بالخير لا عليه ولا على الأمة جمعاء، وبرأيي ينبغي أن يكون هناك مسابقات ومهرجات على المستوى العربيّ والعالميّ مناهضة للتطبيع، فالفنّان شاعراً كان أم رساماً أم نحّاتاً أم روائيّاً له تأثير كبير على المستوى الجماهيري، وهو الذي يصنع الوعي الجمعي”.

وأردف “ويبلغ القاصي والداني أنّ فلسطين قضيّتنا جميعاً، وهذه القضية لن تموت، ومن يقرأ التاريخ يعرف أنّ الحقوق ستعود لأصحابه مهما طال الزمن”.

وعن رأيه في مواجهة التطبيع مع العدو الصهيوني، والذي غدا لاسيما في السنوات الأخيرة، يتم في شكل من العلانية، سواء على الأصعدة السياسية، الثقافية والاجتماعية، قال كركوتلي إن “هناك طرق كثيرة لمواجهة التطبيع، أنا كشاعر أواجه التطبيع بشعري، وكل يقوم بذلك وفقاً لاختصاصه، مما يعني أنّ الدولة والمجتمع والفرد كلّ يواجه التطبيع من موقعه، فنحن لا ينبغي أن نستسلم لليأس، والواقع المفروض علينا”.

ولا تعد مشاركة كركوتلي، في هذه المسابقة تحديداً أمراً على هامش من الأهمية، بل تعني له، “كمواطن سوري لهذه المشاركة أهمية كبيرة في كلّ ما يخصّ القضيّة الفلسطينية، ففلسطين هي جزء من سوريا الطبيعية، والشعبان الفلسطيني والسوريّ لهما تاريخ مشترك جذوره ضاربة في أعماق التاريخ”.

ويذكر كركوتلي أن “ما نعانيه نحن في سوريا منذ عقد من الزمن تقريباً سببه الأساسيّ رفض التطبيع مع العدوّ الصهيونيّ، فأصبحنا كسوريين نعاني واقعيّاً كما يعاني شعبنا الفلسطيني منذ عام 1948م، حيث الهجرة والنزوج والشتات في كلّ أصقاع الأرض، فوجعهم كان بسبب مقاومتهم للاحتلال وتمسكهم بالأرض، ووجعنا بسبب رفض التطبيع مع الاحتلال وتمسكنا بمواقفنا ومبادئنا الثابتة”.

وتعد قصيدة “يا بني صهيون” المؤلفة من ثلاثة مقاطع من شعر التفعيلة، وفقاً لمؤلفها ” صرخة مدوّية في وجه كلّ المطبّعين مع العدوّ الصهيونيّ، ووعيد كبير لهؤلاء الصهاينة، وهي رسالة بلهجة تهديديّة قويّة موجّهة لهؤلاء المغتصبين، لأقول لهم: مهما طال الزمن فسنطردكم من هذه الأرض الطاهرة التي دنّسها وجودكم الإجراميّ”.

وخص كركوتلي، تلفزيون الخبر، بمقطع من القصيدة، والتي جاء فيها “يا غاصبي لا تنعمَنْ..في القدس رحْمٌ لا تجفّ غصونُها.. في القدس رحْمٌ لا تموت بيوضُها.. إنّ انقباضَ الغصن في الزيتون والليمون لا يعني استحالَ عقيما.. سيكون يوماً أخضرا.. سيكون يوماً كوثرا.. ويُبدِّلُ الدّنيا عليكَ جحيما”.

وكانت أطلقت وزارة الثقافة الفلسطينية، في أيار الماضي مسابقة “شعراء ضد التطبيع” بهدف “مواجهة موجة التطبيع التي شهدتها الدارما العربية مؤخراً، وبعد أن تهافت عدد من الفنانيين والمثقفين العرب لتوجيه إنتاجهم الثقافي المسموم نحو تبييض صورة الاحتلال الصهيوني الممزوجة في الدم، وشيطنة الشعب الفلسطيني الذي يناضل ويقدم الغالي والنفيس لنيل حريته وتقرير مصيره واستعادة أراضيه.

تجدر الإشارة إلى أن التطبيع العلني في عدد من الدول العربية، اخترق المتجمع العربي عبر طرق شتى، منها الشاشة الصغيرة، آخرها العمل الكويتي “أم هارون” للموسم الرمضاني الأخير، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال الفن، والأدب والإعلام، كما لم تسلم الرياضة من التطبيع بعد رفع العلم “الإسرائيلي” في عدد من الدول العربية خلال مشاركة فرق عبرية في تلك المسابقات.

لين السعدي – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى