العناوين الرئيسيةمجتمع

سيمر خجولاً على أحيائها.. عيد الميلاد في حمص من دون زينة

يبدو أن عيد الميلاد سيمر هذا العام في مدينة حمص مرور الضيف الخجول، مع ارتفاع أسعار الأشجار وزينتها بشقيها الكهربائي والبلاستيكي.

 

ويُحجم السكان في المحافظة عن شراء الشجرة التي باتت من الرفاهيات كما يقولون، في ظل تدهور مستمر للقوة الشرائية لدى المواطن، واقتصار إنفاقه على أشد اللوازم ضرورةً كالطعام والشراب والمواصلات.

 

وارتفعت أسعار الأشجار بشكل متزامن مع ارتفاع سعر الصرف حيث يترواح سعر الشجرة ويتفاوت حسب طولها ونوعية الزينة وكثافتها، إلا أن الغالبية العظمى من السكان باتت “تقرّشها عالليرة” في السر والعلن.

 

وخلت أسواق المدينة تدريجياً خلال السنوات الأخيرة من طقوس وملامح الإحتفال بعيد الميلاد وامتدادها لما بعد رأس السنة كما اعتاد سكانها، في ظل غلاء فاحش انعكس على حركة الشراء واقتصار الأمر على “الفرجة ببلاش”.

 

وتفاوتت أسعار شجرة الميلاد دون زينتها بين أحياء الأرمن والسبيل والحمدية، ووصل سعر أرخص شجرة عيد ميلاد بقياس 90 سم إلى 50 ألفاً، وترتفع كلما ازداد طولها، أما الزينة فارتفعت أسعارها أيضا ً بشكل مضاعف عن السنوات السابقة.

 

وقالت عبير، وهي صاحبة مكتبة ومحل لبيع الزينة في حي السبيل، لتلفزيون الخبر إن “إقبال المواطنين هذا العام على شراء أشجار الميلاد والزينة ضعيف جداً ويكاد يكون معدوماً مقارنة بالعام الماضي والأعوام السابقة”.

mde

وتابعت “السبب واضح لا يحتاج للكثير من الشرح، فضعف المدخول الشهري مقارنة مع التضخم وارتفاع أسعار السلع اليومية إلى حدود غير مسبوقة دفعهم للإحجام عن الشراء كما في السابق، وهو ما دفعني لعدم عرض أشجار الزينة كي لا أخسر فيها”.

 

وأضافت عبير: “حتى الزينة لم تعد تطلب كما في السابق، رغم وجود أنواع تترواح بين 1000_ 2000 ليرة، إلا أن السكان توجهوا لابتكار طرق جديدة في الزينة، حيث أنهم يشترون ورق الكرنيش أو الورق الملون ويصممون الزينة في منازلهم”.

 

ومن جهتها، قالت رهف جنيدي، وهي موظفة وأم لطفلين، ومن سكان حي الأرمن، لتلفزيون الخبر “اشتريت شجرة عيد ميلاد صناعية منذ عدة سنوات، وما تزال بحالة جيدة حيث أقوم بوضعها في غرفة الأولاد نهاية كل عام، وأعيد استخدامها بعد تنظيفها مع قرب عيد الميلاد ورأس السنة”.

وتابعت “تجولت في أسواق الحي منذ عدة أيام وتفاجأت بالأسعار التي وصلت إليها الأشجار وزينتها، والتي لا تقل عن 75 ألف ليرة للقياس الصغير، وبعضها وصل إلى نصف مليون للقياس الكبير من النوع الطبيعي، لذلك تأكدت من صحة قراري الذي سأكرره في العام القادم أيضا”.

أما رامي جمعة وهو أحد سكان حي العباسية تحدث لتلفزيون الخبر قائلاً “لن أشتري شجرة ميلاد هذا العام رغم رمزيتها للمحبة والفرح والسعادة، ومع احترامي لرسالة الحب التي يحملها ميلاد السيد المسيح، إلا أن الأولويات تفرض نفسها في حياتنا”.

وأضاف “مع غلاء أسعار المواد الأساسية تصبح الأعياد وطقوسها أشياء ثانوية يمكن التغاضي عنها، فإنني كرب أسرة وأبٌ لطفلة صغيرة أفضل شراء 20 لتر من المازوت كي أؤمن الدفء لعائلتي على أن ادفع 100 ألف ليرة مثلاً على الشجرة وزينتها، عسى أن تحمل الأيام القادمة أوضاعاً اقتصادية أفضل للجميع”.

من جانبها، قالت مشيرة الحسين، وهي مهندسة من سكان حي الزهراء، لتلفزيون الخبر أن “طقوس تركيب شجرة عيد الميلاد اختفت خلال السنوات الأخيرة، مع وجود لوازم حياتية أكثر أهمية لصرف النقود عليها رغم المعنى الجميل لجوهر ورسالة الشجرة”.

وتابعت “الحسين” لتلفزيون الخبر “بات المازوت يشغلنا أكثر وأزمة النقل وغيرها من الصعوبات اليومية في حياة معظم السكان، ناهيك عن غياب الكهرباء الدائم وارتفاع سعر البطاريات، حيث أصبحنا نتوجه إلى الساحات العامة لرؤية الشجرة والتقاط الصور بجانبها”.

 

أما بابا نويل، تلك الشخصية المرتبطة بطفولتنا جميعاً، فقد غاب زيّه عن واجهات المحال، وهو الذي ترسخ كتجسيد لعيد الميلاد مع ضحكته الشهيرة وقرعه للجرس وتقديمه للهدايا، إلا أن هذا المشهد سيغيب -كما يبدو- عن عيون الصغار ممن تخيلوه قادماً مع الثلوج التي سيشعرون ببردها فقط لهذا العام.

 

عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر_ حمص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى