فلاش

سوق باب سريجة .. سوق شعبي يحمل عبق التاريخ

ألوانٌ زاهيةٌ تَشعُ من لوحةٍ فنيةٍ يرسمها أحد محال “المخللات”،تختلطُ في النفس ِمع رائحةِ البهارات المتفاوتة بين مالذّ وطاب، وجدران ٌ تقود المتجولُ لرحلةٍ عبر التاريخ،وأرضٌ ترصعت حجارتها الغرانيت السوداء على الطريقة الرومانية،لتروي قصص من عبروها .

تدخله السيارات باتجاه واحد فقط من “شارع الثورة” أما مُترجلاً فأكثر الطرق تؤدي إليه،هو حارةٌ من حارات الشام العتيقة ،عرضه 4 أمتار ممتداً من سور المدينة القديمة عند باب الجابية ويطول نحو كيلو متر بتفرعاته.

يعتبر سوق” باب سريجة” من الأسواق المهمة والتاريخية في مدينة دمشق، اشتهر بمحاله الكثيرة التي تجمع بين الماضي والحاضر،فالمكان بمعالمه الأثرية ينتمي إلى المدينة القديمة .

يضم الكثير من المحال المختصة ببيع المواد الغذائية والخضار والفواكه واللحوم بأنواعها، وتشهد ازدحاماً من قبل المتسوقين لميل أسعاره للرخص نسبياً إذا ما قورنت بأسعار الأسواق الأخرى في دمشق اليوم.

يقول”قصي” شاب عشريني “كل يوم جمعة أمي ترسلني مع قائمة تطول لأحضر لها مونة لأسبوع كامل،وتقول لي :حصراً من باب سريجة ،ويكمل متعجباًليه أمي بتحب هالسوق مابعرف!”

ويصف “زياد لحام”أحد الباعة ،لتلفزيون الخبر حال السوق بأنه “الأكثر شعبية،ومن الأسواق المزدحمة،ويزداد ازدحامه في المناسبات،ويعمل ليلاً نهاراً،وتتنوع فيه الأصناف والمواد الاستهلاكية والتموينية بأسعار يتقبلها المتبضعين”.

وتقول “أم حمزة”ربة منزل وهي على عجلةٍ من أمرها “هالسوق بكل شي فيه بيفشلي قلبي وبحبه لأنه بيذكرني بأمي”ويتحدث فراس المتزوج حديثاً حسب ماقال:”آتي إلى هذا السوق لاشتري ما يسد حاجة منزلي كي لا تضطر زوجتي لشراء مستلزمات المنزل من الاسواق الأخرى ذات الأسعار الجنونية”.

وفي جانب آخر من السوق ،قالت “فاتنة” وهي معلمة ،إحدى قاطني منطقة باب سريجة، والتي قالت لتلفزيون الخبر:السوق معلم أثري باقي وهو يلبي حاجة الكثيرين من رواده ،ويقصده أغلب الدمشقيون لكنهم كسكان منطقة يُعانون في الشتاء في بعض تفرعاته من تراكم الطين ومستنقعات المياه .

ولايمكن الحديث عن سوق “باب سريجة” دون التطرق لحماماته التاريخية والتي مازال بعضها يعمل حتى الآن ويستقبل الزبائن كحمام عز الدين،وحمام التيروزي إضافةً للمسجد الذي يحمل نفس التسمية.”والتيروزي” هو أحد الولاة الذين كانوا يسكنون “باب الجابية” عندما كانت “ضاحية” في العهد المملوكي وهو من أنشأ جامع وحمام التيروزي.

ويذكر أنه هناك العديد من الأسواق الأثرية التي يحيطها سور دمشق أقدم عواصم العالم المأهولة، كسوق مدحت باشا”السوق الطويل”، وسوق الدرويشية، وسوق السنانية،والسوق الأبرز “سوق الحميدية .

روان السيد – دمشق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى