طافشين

سوري يروي مغامرة لجوئه إلى بريطانيا في “شاحنة تبريد”

روى اللاجئ الكردي السوري، سيناميد زهر الدين، مواليد حلب 1984، تجربة وصوله إلى المملكة المتحدة في “شاحنة تبريد” حملته من مدينة كاليه الفرنسية مع مجموعة من الإيرانيين والأفغان.

وقال زهر الدين لـ”بي بي سي” أنه “حاول على مدى أسبوعين خلال تواجده في المدينة الفرنسية، الهروب في شاحنات مختلفة، إلا أن جميعها باءت بالفشل، كون الشاحنات مخصصة لنقل الأقمشة ويمكن للماسحات الضوئية اكتشاف البشر فيها بسهولة”.

و”دفع يأس زهر الدين بعد 5 محاولات هروب فاشلة إلى الأخذ بكلام أحد المهربين، الذي أقنعه بالهروب في شاحنة تبريد للخضروات، والتي لا يمكن حتى للكلاب اكتشاف ما بداخلها”، بحسب كلامه.

و”تراوح ثمن النفر أو الرأس الواحد بحسب التعبير الذي اعتاد أن يستخدمه المهربون من الجنسيات العربية، بين 1000 و 2000 دولار، أما الآن فالمبلغ يتراوح بين 5 إلى 6 آلاف دولار”، وفقاً للاجئ السوري.

وعن تجربته الأولى في شاحنات التبريد، أكَّد زهر الدين أنه “كان في الشاحنة مع 22 شخصاً أفغان وإيرانيين، بينهم امرأتان وطفلة (15 عاماً)، وشابين (17 عاماً)”.

“سرنا بحذر وهدوء تام إلى الشاحنة العملاقة التي كانت تحمل فاكهة الكمثرى، فشعرت بالراحة قليلاً لأنه ليس براداً للحوم والأسماك التي قد تكون درجات حرارتها 18 درجة مئوية تحت الصفر”.

وتابع زهر الدين وصف الشاحنة قائلاً أن “عرضها بلغ مترين وطولها 15 متراً، أما ارتفاعها فلم يكن أكثر من (50 سنتمتر)، وبقينا مستلقين على ظهورنا دون صوت أو حركة متل أقلام الرصاص مدة 6 ساعات”.

وعن تلك الست ساعات قال زهر الدين : “كنا نرتجف جميعاً من شدة البرد، لا نرى وجوه بعضنا بسبب الظلام، وصرير الأسنان كان أشبه بضرب المطرقة على السندان”.

وتابع اللاجئ أن “سائق الشاحنة اكتشف أمرهم عندما بدأ الأطفال بالسعال والعطاس، بعدما ازدادت حالتهم سوءاً”، مبيناً أنه “تمت إعادته مع آخرين إلى مدينة كاليه التي انطلقوا منها، بينما حول عدد منهم إلى مستشفيات لتلفي العلاج”.

“أخبرنا المهربون في الليلة التالية بأن شاحنة نقل الخيار في طريقها إلى المملكة المتحدة هذه الليلة إلا أنه وبعد التجربة السابقة تراجع 14 شخصاً عن الرحلة ولم يصعد إلى تلك الشاحنة إلا أنا وثمانية”، بحسب زهر الدين.

وأضاف زهر الدين : “كانت حالتي ومن معي في الشاحنة أشبه بخروج الروح من الجسد ولم نعد نحتمل درجة الحرارة المنخفضة، إلى أن اكتشف أمرنا سائق الشاحنة”.

واكتشف اللاجئ السوري ومن معه أنهم ضمن الأراضي البريطانية عندما فتح عدد من رجال الشرطة باب الشاحنة وبدأوا يتحدثون باللغة الإنكليزية.

وتمنى زهر الدين “ألا يقوم أحد بنفس المغامرة التي خاضها”، معتبراً أن “بقائه على قيد الحياة كان بمحض الصدفة، فما حدث كان مريعاً ومؤلماً وقاتلاً”.

يذكر أن اللاجئ السوري قرر رواية تجربته بعدما عثرت الشرطة البريطانية على 39 جثة في 23 تشرين الأول الماضي داخل شاحنة يعتقد أنها قدمت من بلغاريا بينما تم توقيف السائق (25 عاماً) والمتحدر من إيرلندا الشمالية بتهمة القتل.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى