فلاش

“سوا بترجع أحلى”.. الروح الشبابية التي وصلت إلى أضيق وأخطر أزقة حلب القديمة 


بدأت منذ حوالي 20 يوم في مدينة حلب حملة وطنية تطوعية شبابية واسعة، شهدت قبولاً كبيراً وزخماً واضحاً بعدد المتطوعين الذي تخطى الـ 20 ألف متطوع، لإزالة الأنقاض وفتح شوارع المدينة وتنظيفها، وخصوصاً شوارع حلب القديمة وأزقتها وخاناتها التي يصعب الوصول إليها.

وبدأت حملة “سوا بترجع أحلى” عملها في مدينة حلب بتاريخ 15 – 8 – 2018، حيث تعتبر حلب المرحلة الثالثة لها، بعد العمل الذي أنجز من قبلها في غوطة دمشق كمرحلة أولى، والزبداني وبلودان كمرحلة ثانية.

و ما يميز حملة “سوا بترجع أحلى” في مدينة حلب، إنجازها المهم في أسواق ومناطق حلب القديمة، التي بقيت أجزاء منها دون القدرة على فتحها وإزالة أنقاضها منذ تحرير المدينة، وذلك لصعوبة وصول الآليات إليها.

وحول ذلك قال رئيس مكتب العمل التطوعي في الاتحاد الوطني لطلبة سوريا عمر عاروب لتلفزيون الخبر أن “الحملة اختارت في عملها بحلب ما هو أصعب، فأحياء المدينة القديمة كبيرة وعميقة وأسواقها وشوارعها ضيقة، الأمر الذي يمنع آليات المؤسسات الحكومية من الوصول إليها”.

وشرح عاروب أن “العمل في تلك الأسواق والخانات يحتاج ليد عاملة كثيفة وأفراد وجهد عضلي، الأمر الذي نقوم به عبر أكثر من 20 ألف متطوع في الحملة انضموا تباعاً، علماً أن هذا العدد يزداد بشكل يومي”.

وكمثال عن ما يقدمه هؤلاء الشباب من مساعدة للجهات الحكومية التي تقدم كامل الدعم لهم من معدات، بين عاروب أن “العمل يتم بشكل يدوي وبمجهود عضلي عبر عربات الجر و”الشوالات” لنقل الحجر والأنقاض لمسافات وصلت حتى 3 كم وصولاً لمخرج الأزقة القديمة، لتقوم الآليات بعدها بترحيلها”.

وأشار عاروب إلى أن “هناك العديد من الخانات أيضاً التي لم يستطع أحد الوصول إليها بسبب الأنقاض، وبجهود متطوعي الحملة تم فتحها وتنظيفها بشكل كامل”.

ونوه رئيس المكتب إلى “عودة العديد من التجار إلى محلاتهم بعد فتح طرقها لتركيب أبواب لها وتجهيزها من أجل إعادة افتتاحها، وهذا الأمر يشجع المتطوعين بشكل كبير على زيادة العمل”.

وما أثار إعجاب عاروب في أعمال الحملة بحلب هو ما وصفه بـ “التنافسية التي تحصل بين المتطوعين، فهناك فرق وأفراد يتنافسون فيما بينهم من أجل انجاز العمل بأقل وقت أو أكثر مساحة، وهذا دليل على روح الشباب الذي يموت في هذه المدينة”.

وأضاف: “ناهيك عن المشاركات التي تتم من قبل مسؤولين ودكاترة جامعيين بشكل دوري، حيث هناك عدد كبير منهم يشارك الشباب في الحملة، حتى أن هناك بعض دكاترة وعمداء كليات يشاركون يومياً مع المتطوعين”.

ولا يقتصر عمل الحملة على مناطق حلب القديمة فقط، بل تشمل أيضاً العديد من الأحياء المتضررة والمدارس والحدائق، بهدف “متابعة ما بدأ به الجيش العربي السوري الذي حررها، لتعمل الحملة على إعادة الحياة لتلك المناطق المتضررة”، بحسب ما أفاد به عاروب.

ومن المناطق التي أنهت الحملة العمل بها “محيط وسفح قلعة حلب وسوق الزهراوي وسوق السويقة وسوق الصوف وحي العقبة والجلوم وسرايا عين باشا، بالإضافة لحي قلعة الشريف والمغازلة”، مع الاستمرار بالعمل في مناطق أخرى.

ولفت عاروب إلى أن “هناك بعض المناطق التي يعتبر الدخول إليها خطراً بسبب تراكم الأنقاض والدمار الكبير، وكمثال منطقة ساحة الحطب التي تم تنظيفها وفتح كافة الشوارع المؤدية لها، مع العمل على تأمين كافة الظروف الآمنة للمتطوعين”.

وتستمر حملة “سوا بترجع أحلى” في مدينة حلب حتى تاريخ 5 – 10 – 2018، مع وجود “احتمالية لتمديدها إن لزم الأمر، خصوصاً أن العديد من المديريات الخدمية تطلب مساعدة الحملة في بعض المناطق التي يصعب وصول آلياتها إليها”، بحسب ما أفاد به رئيس المكتب.

ويشارك في الحملة، بالإضافة للاتحاد الوطني، اتحاد شبيبة الثورة والأمانة السورية للتنمية وبصمة شباب سوريا وبطركية السريان الأرثوذكس وبطركية الأرمن الأرثوذكس، بدعم حكومي من مؤسسات الدولة لكافة مستلزمات العمل.



وفا أميري – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى