العناوين الرئيسيةمحليات

سكان يرزحون شهوراً دون مياه الشرب .. شكاوى مهملة وأجوبة مختلفة في مؤسسة مياه اللاذقية

سلطت الدراما السورية العين على الواقع السوري حيث باتت جملة “دراما متسقة بواقعها” هي الجملة الأشهر عربياً حين يتم توصيف درامانا ومع مرور سنوات الحرب تراجعت الصناعة وقلت الأعمال الفنية الجيدة وظن الجميع أنه قادر على إنتاج مسلسل بكل سهولة دون الالتفات لحبكة المسلسلات.

وفي محاولة درامية تشبه دراما ما بعد الحرب يحاول المعنيون في مياه اللاذقية تخريج سيناريوهات مهلهلة تشرح أسباب الفشل في إدارة ملف المياه بالمحافظة وخير مثال على ذلك أزمة مياه “جب حسن” مقابل “دخلة الريدرينغ” الممتدة منذ أشهر دون حلول.

بداية المسلسل

على مدار الأشهر الأخيرة اشتكى أهالي منطقة “جب حسن” مقابل “دخلة الريدرينغ” غياب المياه عن منازلهم بشكل مستمر باستثناء ساعات قليلة تنعموا فيها بنزول الماء من صنابيرهم وذلك بعد عدد كبير من الشكاوى المقدمة من الأهالي سواء عبر تلفزيون الخبر أو عبر الشكوى الشخصية في المؤسسة لكن كل ذلك لم يصل لنتيجة سوى معرفة شماعة الحجج التي تارة ما تكون كهرباء وتارة محروقات وتارة حصار.

الحلقة الأولى (شكاوى تصل ولا تصل)

عاش مسلسل مياه “جب حسن” تخبطات كثيرة منذ منتصف حزيران 2022 حيث تنوعت أسباب المشكلة على لسان المعنيين في مؤسسة مياه اللاذقية ففي كل مرة يكون الجواب مختلف والوعد قاطع بحل الأزمة لكن لا الأزمة انتهت ولا التخريج كان مفهوماً للجمهور.

وفي 25 تموز الماضي تواصل فريق تلفزيون الخبر مع معاون مدير المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في اللاذقية ممدوح رجب حول أزمة الحي الساحلي وقال “لم تردنا أي شكوى من منطقة الجب حسن وفي حال وجود حالات خاصة نرجو مراجعتنا لحلها مباشرةً وننسق مع مؤسسة الكهرباء بشكل مستمر ولا نرسل المياه إلا بوجود الكهرباء ولو لفترة واحدة على الأقل”.

وتقدم أهالي “جب حسن” بعدها بعدة شكاوى للمؤسسة وفق ما ذكروه للتفزيون لكن المشكلة استمرت دون حل وفي 17 أيلول أفاد مدير الوحدات الاقتصادية بالمؤسسة باسم شيحا لتلفزيون الخبر أنه “لم تصلنا أي شكوى من المنطقة المذكورة وجب ربما هناك مشكلة شخصية في شقة أو بناء أما الشارع لا يوجد به مشاكل مياه خصوصاً وأن الحي بالمدينة وليس الريف ومن يملك أي مشكلة عليه مراجعتنا”.

أول تفسير وأول وعد

عاود الأهالي تقديم شكاويهم للمؤسسة التي “لا تصلها” الشكاوى طمعاً بشرب المياه بشكل طبيعي، والتوقف عن دفع رواتبهم لأصحاب صهاريج المياه، حيث بلغ سعر تعبئة الخزان 20 ألف ليرة سورية .

وفي 25 تشرين أول أفاد “رجب” لتلفزيون الخبر أن “مشكلة الحي حُلت بالكامل وتم وصل المياه مساء الإثنين للجميع”.

وتابع “رجب” أنه “بشكل اعتيادي نقوم يومياً بعد الظهر بإغلاق الخزان الرئيسي للمدينة (المنتزه) وتصل كميات المياه من السن ويتم تخزينها حتى الصباح لري المدينة وفي حال كانت الكمية الواصلة للخزان ليست كافية ممكن أن تحدث مشكلة”.

وحول أزمة الحي أجاب “رجب” أن “المشكلة في المنطقة حدثت نتيجة عطل في أحد الخطوط ما اضطرنا لقطع الخط ريثما تتم عمليات الإصلاح والمشكلة تم حلها نهائياً”.

فرحة لم تكتمل وتفسير جديد ووعد جديد

وفي تطور نوعي وصلت المياه لأهالي المنطقة المذكورة ما دعاهم لإرسال شكر لمؤسسة المياه عبر تلفزيون الخبر وبعد وصول الشكر بيوم انقطعت المياه مجدداً وكأن لا وعد قطع ولا شكر وصل.

وكالعادة قام الأهالي بالتقدم للمؤسسة بشكواهم وفي مطلع شهر 11 تحدث “رجب” لتلفزيون الخبر “سيتم توصيل المياه للمنطقة الأربعاء والمشكلة تتعلق بمنسوب الوارد المائي القادم من نهر السن إضافة لأن البارحة قُطعت الكهرباء ليلاً في السن وكان هناك صيانة للمضخات ما يعني أن المياه ستعود تباعاً وجب حسن غداً الأربعاء”.

وعود وتفسيرات “كلاكيت ثالث مرة”

ومع حلول يوم الخميس 3 تشرين الثاني عاود المشتكون اتصالهم بتلفزيون الخبر ليخبرونا أن المياه لم تصل لصنابيرهم حتى تاريخه ليتواصل فريق التلفزيون مع “رجب” الذي أفاد أن “هناك خط مياه جديد خاص بالجب حسن سيتم البدء بحفره يوم الأحد القادم والإنتهاء منه بذات اليوم وتفعيله لتشرب المنطقة صباح الإثنين”.

وأضاف “رجب” أن “المشكلة تلخصت في تموضع جب حسن عند الحد الفاصل بين وحدة المدينة ووحدة سقوبين وبعد أن تم فصل الوحدتين حدثت مشاكل في المناطق الموجودة في الخط الفاصل”.

“كلاكيت رابع مرة”

تواصل الأحد 20 تشرين أول عدد من أهالي المنطقة المذكورة مع تلفزيون الخبر موضحين أن المياه وصلت لمنازلهم لمدة 3 أيام فقط ومن ثم عاودت الانقطاع بشكل كُلي وهي على هذه الحالة منذ 10 أيام.

أسئلة لا فائدة منها..

هل من المعقول ورود عدة أجوبة وتوضيحات عن سبب مشكلة واحدة من مؤسسة معنية بموضوع هذه المشكلة دون فتح باب السؤال عن طبيعة العقلية المتبعة ضمن المؤسسة في حل المشكلات فمؤسسة المياه باللاذقية إن لم تكن المياه ضمن مهماتها فما هي مهمتها؟

ما هي الفترة الزمنية (علمياً وعملياً) الواجب مرورها حتى تصل المياه بشكل طبيعي لصنابير أهالي منطقة “جب حسن” مقابل دخلة “ريدرينغ” هل فترة 5 أشهر ليست بكافية للحل؟

يذكر أن تلفزيون الخبر نشر خلال الشهور الأخيرة عدة شكاوى حول وضع المياه في عموم اللاذقية وفي “جب حسن” تحديداً في محاولة لإيصال شكوى المواطنيين للجهات الرسمية.

جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى