العناوين الرئيسيةمحليات

سكان الحسكة بين “الموت عطشاً” أو بــ “كورونا”

تزداد المخاوف الشعبية لدى سكان مدينة الحسكة و بلدة تل تمر و ريفهما و البالغ عددهم مليون مواطن يوماً بعد يوم من مخاطر الانتشار السريع لوباء “كورونا” في مناطقهم، تزامنا مع استمرار الاحتلال التركي ومرتزقته الإرهابيون بإيقاف تشغيل مشروع علوك وقطع مياه الشرب عن مدينة الحسكة والتي تعتبر أهم وسائل الوقاية و مكافحة الفايروس .

وقال مدير صحة محافظة الحسكة الدكتور محمد رشاد خلف لتلفزيون الخبر أن ” قطع المياه الصالحة للشرب عن مدينة الحسكة و بلدة تل تمر من قبل الاحتلال التركي و الميليشيات المسلحة، من مصدرها الوحيد يشكل خطراً كبيراً على حياة الناس من الجانب الصحي و الطبي”.

Image may contain: 1 person, sitting

وتابع خلف ” خاصة في ضوء الانتشار الواسع لوباء فايروس ” كورونا ” إقليما و محلياً ، خصوصاً مع تسجيل عدد كبير من الإصابات في مناطق محافظة الحسكة ” .

ودعا خلف ” جميع المنظمات الصحية و الإنسانية الدولية للتدخل بشكل سريع لإعادة ضخ المياه التي تعتبر الركيزة و الوسيلة الأهم في مواجهة الفيروس والوقاية منه، بوجود المياه توجد النظافة و الوقاية من كل الأمراض ” .

من جانبها بينت السيدة مريم وهي إحدى سكان مدينة الحسكة لتلفزيون الخبر أن” الجهود يجب أن تتسارع من أجل إعادة تشغيل محطة مياه علوك”.

Image may contain: one or more people, people standing, tree and outdoor

وتابعت “لكي لا تزداد معاناة الأهالي في ظل ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الطلب على المياه في ضوء انتشار الإصابات بفيروس ” كورونا ” ولا سيما أنه لا بديل لمحطة مياه علوك في الفترة الحالية”.

وأضافت السيدة مريم أن ” الحلول الحالية والتي تعتبر خجولة جداً تتركز على تأمين مياه الشرب للأهالي عن طريق الصهاريج الحكومية والتابعة للمنظمات والتي لا يتجاوز عددها العشر صهاريج عن طريق المناهل القريبة”.

موضحة أن “هذه المناهل نفاشة وتل براك والحمة، وهي لا تفي بالغرض أبداً، الخوف من الأمراض و الموت عطشاً يزداد يوماً بعد يوم ” .

Image may contain: one or more people and people standing

بدوره السيد أبو وليد وهو موظف متقاعد أشار إلى أن “الآبار السطحية المنزلية التي تم حفرها بجهود أهلية في الأحياء غير صالحة للاستهلاك البشري وإنما للاستخدامات المنزلية فقط، وهي حلول أوجدها سكان الحسكة الذين عاشوا ظروفاً صعبة خلال سنوات الحرب من حصار “داعش” إلى انقطاع الكهرباء و الاتصالات و اليوم المياه” .

وشدد أبو وليد ومثله العديد من سكان مدينة الحسكة على أن “الحل الوحيد للوضع المائي في الحسكة هو إخراج المحتل التركي من محطة علوك و قوات ” قسد” من سد تشرين بريف حلب”.

وتابع في سياق توضيحه للحل “وتسليمها بشكل كامل للعمال الحكوميين، وغير ذلك يعتبر حلولا مؤقته واستمرارا للمشكلة التي تتحول بشكل سريع لكارثة بشرية تهدد حياة مليون نسمة”.

وتابع ” قطع المياه وحالة الابتزاز التي يعتمدها المحتل التركي في المنطقة تعد جريمة إنسانية بحق مليون نسمة ينتشرون على طول خط مياه الجر من علوك وصولاً إلى الحسكة ومناطقها ” مضيفاً ” أطفالنا و نسائنا و شيوخنا بخطر كبير” .

في حين انتقد عدد أخر من المواطنين خلال حديثهم لتلفزيون الخبر ومنهم السيدة أم طوني من سكان شارع المحطة “الغياب الكامل للرقابة على محال بيع المياه المعدنية و عدم مراقبة جودتها”.

وأوضحت عن المياه بقولها “ارتفعت أسعارها بشكل كبير مستغلين حاجة الناس ( لسر الحياة، حيث وصل سعر طرد المياه المعدنية إلى 4000 ل.س ، في وصل سعر خزان المياه ( 5 براميل ) وهي مياه أبار بريف الحسكة إلى 15000 ل.س ” .

وتابعت وهي تقوم بنقل المياه عبر “بيدونات” من الخزانات المنتشرة في الشوارع” لا إمكانية لشراء مياه معدنية ولا سيما أن هناك استغلالاً لحاجة الأهالي لمياه الشرب”.

وتابعت “كما ارتفعت كل أسعار المواد الخاصة بتخزين المياه، وسائقي الصهاريج المتعاقدين مع لجنة الصليب الأحمر و الهلال الأحمر يتلاعبون بالكميات، الخزان الذي سعته 25 برميل يتم تعبئته بكمية 5 براميل فقط “.

وأضافت ام طوني ” مصروف شراء المياه المعدنية أو من الصهاريج أضيفت إلى مصروف امبيرات الكهرباء التي ارتفعت و أجار المنازل و النقل و الطعم” .

مبينة ” سكان مدينة الحسكة يعانون أصلا من الفقر و العازة و اليوم مع ما ذكر يعانون الموت عطشاً “، تكمل بحسرة ” ظروف حياتية (بطابع صومالي) وأجور ودفع أموال (بطابع فرنسي) ” .

من جانبه الجيولوجي عزيز ميخائيل المختص بشؤون المياه أكد لتلفزيون الخبر أن “محطة علوك في الوقت الحالي هي الأساس ولا بد من تشغيلها وإبعاد الاحتلال التركي عنها ولا سيما أن تنفيذ مشروعات بديلة يستغرق وقتاً كبيراً “.

Image may contain: 1 person, standing, ocean, sky, outdoor and water

ودعا ميخائيل إلى “ضرورة المباشرة بتنفيذ مشروعات بديلة وغير ذلك ليس مجدياً في ظل استمرار المحتل وتحكمه بالمحطة وعلى سبيل المثال يمكن حفر 10 آبار في منطقة تل خالد بمنطقة عامودا وجرها باتجاه بحيرة السد الغربي “.

“ومن الممكن التفكير جديا باستثمار مياه سد الباسل جنوب الحسكة بعد التخلص من التلوث الحاصل وإنشاء محطة للمعالجة وأخرى للتحلية ” بحسب ميخائيل .

يشار إلى أن مدينة الحسكة و بلدة تل تمر تعيشان أزمة خانقة مع استمرار انقطاع المياه من مصدرها الوحيد، مع تسجيل وزارة الصحة الــ 22 إصابة بفايروس ” كورونا ” مع حالتي وفاة، في حين سجلت ما تسمى ” الإدارة الذاتية ” عشرات الإصابات في مدينتي الحسكة و القامشلي .

عطية العطية – تلفزيون الخبر – الحسكة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى