فلاش

سباق أعباء المستلزمات في طرطوس.. المدرسة نموذجاً


أجواء الأسواق مع بدء افتتاح المدارس في طرطوس هذا العام، ليست كما جرت العادة في الأعوام الماضية من الإقبال الكثيف للمواطنين وحركة البيع والشراء، فقد كان عاماً مختلفاً عمّا قبله، إذ شهد إقبالاً متفاوتاً على شراء مستلزمات المدارس وسط غلاء الأسعار ومحدودية دخل المواطنين.

وأوضح “شادي” موظف في مكتبة لبيع القرطاسية والكتب لتلفزيون الخبر أن “إقبال المواطنين على شراء القرطاسية في المكتبة محدود جداً هذا العام مقارنة مع العام الماضي نتيجة الغلاء الفاحش وضعف دخل المواطنين”.

وأشار “شادي” إلى أن “أغلب المواطنين يُفضّلون الذهاب إلى مؤسسة السورية للتجارة على باقي المكتبات لشراء مستلزمات أبنائهم من القرطاسية والحقائب، لأن أسعارها مناسبة وبمتناول المواطنين رغم قلة جودتها”.

وذكر “شادي” أنه “في العام الماضي كان يتراوح سعر الحقيبة المدرسية بين 10 – 15 ألف ليرة، ولكن هذا العام أصبح يتراوح سعرها بين 40 – 60 ألف ليرة” مشيراً إلى أن “هذه الأسعار الباهظة تفوق القدرة الشرائية للمواطن في طرطوس”.

ولفت “شادي” إلى أن “دفتر 70 ورقة يباع بمبلغ 700 – 750 ليرة، أما دفتر 140 ورقة فسعره 1200 ليرة”.

مردفاً أن “الممحاة يتراوح سعرها من 200 حتى 1000 ليرة، والقلم الأزرق 150 ليرة حتى 1000 ليرة، والمقلمة بحسب نوعها ويتراوح سعرها 700 – 8000 ليرة، وعلبة الهندسة 1500 حتى 10000 ليرة، وعلبة الألوان الصغيرة 200 – 1500 ليرة”.
َ
وأكد “شادي” أن “المواطن يختصر كثيراً من القرطاسية وباقي المستلزمات، والموظف يلجأ إلى قرض بقيمة 100 ألف ليرة للحصول على القرطاسية من المؤسسة السورية للتجارة والتي ساعدت المواطنين كثيراً بهذا الجانب”.

بدورها قالت “أم سليمان” “ربّة منزل” لتلفزيون الخبر إنّ “هناك عبئاً كبيراً على الأهالي هذا العام من جهة أسعار القرطاسية المرتفعة، بالإضافة إلى ارتفاع ثمن الكتب، حيث وصل ثمن الكتب لولدي في الصف العاشر إلى 15 ألف ليرة، عدا ثمن الدفاتر والأقلام واللباس المدرسي”.

وأشارت “أم سليمان” إلى أنه “بالرغم من اقتصارنا على شراء بنطال وقميص لولدي في الصف العاشر، إلا أنه يوجد لدي ولد آخر يدرس في الجامعة وله مصروف كبير وباهظ”.

وأردفت “أم سليمان” أن “الواقع الحالي السيّئ يجعلني أستدين من بعض معارفي مبلغاً من المال لأتمكن من شراء كامل المسلتزمات المدرسية والجامعية لأولادي”.

“الله يعين اللي عندو أكتر من ولد في المدرسة بدوا ميزانية” هكذا عبّر أبو علي والذي يعمل مزارعاً عن واقع حال الأسر في هذه الظروف المعيشية الصعبة خلال حديثه لتلفزيون الخبر.

وذكر أبو علي أن “3 طلاب في الأسرة الواحدة يحتاجون لثلاثة أضعاف راتب موظف حكومي لشراء قرطاسية وحقائب ولباس ومستلزمات أخرى، وهذه الحالة التي وصلنا إليها لا يمكن استيعابها أبداً في ظلّ قلّة الدخل”.

وتابع أبو علي: “ناهيك عن شراء المعقمات والكمامات التي يجب تغييرها يومياً في ظل الظروف الصحية الصعبة التي تصادفنا، والالتزام بالإجراءات الوقائية من فيروس كورونا”.

يُشار إلى أن مجلس الوزراء في سورية، قرر افتتاح المدارس يوم الأحد 13 أيلول 2020، وذلك بعد اطلاعه على البروتوكول الصحي المقدّم من وزارة التربية للعام الدراسي الجديد بكلّ مراحله وآليات تطبيقه للتصدي لوباء كورونا، بما يضمن الحفاظ على صحة التلاميذ والعاملين في الحقل التربوي.


علي رحال – تلفزيون الخبر – طرطوس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى