اخبار العالمالعناوين الرئيسية

رفضوا جميعهم استقبالها .. وفاة طفلة سوريّة على أبواب المشافي اللبنانية

لقيت طفلة سوريّة تبلغ من العمر سنة وشهرين حتفها في لبنان، بعدما رفضت خمس مستشفيات في منطقة “الهرمل” ‏البقاعية استقبالها، لعلاج حالتها الصحية‎ .

وقال خضر البكار، والد الطفلة السورية الراحلة فاطمة، لموقع “زمان الوصل” المعارض، أن ابنته عانت يوم الخميس من آلام في معدتها، وتوقع إصابتها بنزلة برد، لكن حالتها لم تستقر، رغم شربها لكأس من اللبن.

وتابع والد الطفلة: “أسعفت الطفلة إلى مجمع “أطباء بلا ‏حدود”، ونصحوني بنقلها لمستشفى الهرمل الحكومي بعدما تبين أنها تعاني من ارتفاع كبير ‏في السكر، وصل إلى 400 بالتوازي مع انخفاض في ضغط الدم واختلاطات طبية أخرى”‏‎ ‎.

وأضاف “رحلتي المكوكية بين مستشفيات الهرمل بدأت من مستشفى الهرمل الحكومي، حيث عاينوا الطفلة شكليا، ورفضوا استقبالنا وطردونا بعد ذلك دون إيضاح الأسباب.”

ونقل والد الطفلة ابنته بين مشافي العاصي، دار الأمل، الحكمة، المرتضى، إلا أن جميع تلك المشافي رفضت استقبال فاطمة، متذرعين بأسباب تتعلق بعدم وجود أماكن تارة، أو عدم توفر أكياس مصل الدم تارة أخرى.

وختم والد الطفلة: “ترجيتهم كثيرا أن يحجزوا سريرا لطفلتي لكن ‏الجميع رفض، عدت ورجوتهم في مستشفى العاصي أن يزودها بأكياس دم لأنقلها لسوريا لكنهم رفضوا أيضاً.. إلى أن فارقت الحياة”.‏‎ ‎

وسبق أن تعرض السوريون في لبنان لمواقف مشابهة، لما تعرضت له الطفلة المتوفية، فرفض مشفى “العربي” في طرابلس في العام 2014 إدخال طفلة سورية لتلقي العلاج، بحجة عدم امتلاكها ورقة مفوضية من الأمم المتحدة، لتفارق الحياة على أبواب المستشفى.

وامتنع المشفى “الإسلامي الخيري” في طرابلس في العام 2017، عن استقبال السورية “ختام زريق”، لإجراء عملية سحب دم من بطنها، بحجة عدم امتلاكها لتأمين صحي، لتنتظر أربع ساعات على باب المشفى، قبل وفاتها.

وتأتي هذه الممارسات، في تكريس لنهج العنصرية اللبنانية تجاه السوريين المقيمين في البلاد، عبر إجراءات رسمية وشعبية، حيث أقدمت بلدية القاع اللبنانية في أيلول 2019، على هدم أبنية للاجئين السوريين بزعم أنها “مخالفة وتم بناؤها على أرض البلدية الملاصقة للساتر الحدودي مع الأراضي السورية”.

وفي دمج للعنصرية بالوحشية، اجبر أهالي بلدة “عاصون اللبنانية عائلة سورية على نبش قبر طفلها وإخراج جثته من مقبرة البلدة في قضاء “الضنية بحجة أنه غريب، ولا تتسع المقبرة غير أهالي البلدة.

يذكر أن الوجود السوري في لبنان، يشكل رفدا اقتصاديا مهما للجارة الغربية لسوريا، إذ أن إجمالي ودائع السوريين في لبنان بلغ مع مطلع العام 2020، 45 مليار دولار، مشكلة ما قدره أكثر من ربع إجمالي الودائع في المصارف اللبنانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى