محليات

رصد فقمة الناسك المتوسطية النادرة على شاطئ اللاذقية

أوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق، الدكتور محمود كفري، لتلفزيون الخبر، أنّه: “تمّ رصد عدد من فقمات الناسكة المتوسطيّة (الراهب) على شط الأرمن في خليج السمرا بريف اللاذقية، وهي عبارة عن مجموعة مؤلفة من تسع فقمات”.

وأضاف كفري: “حسب ما ذكر لنا أهالي المنطقة فإنّ وجود الفقمة في خليج السمرا أصبح أمراً اعتيادياً، وغالباً ما تكون ضمن مجموعات”.

وتابع: “هذه ليست المرة الأولى، فقد تمّ توثيق تواجد فقمة الناسكة المتوسطيّة والمعروفة بـ (فقمة الراهب) على الشاطئ السوري سابقاً، وذلك خلال أحد النشاطات التي نفّذتها الجمعية في الساحل السوري باللاذقية عام 2014 في شط وادي قنديل، وحينها تمّ تسجيل مشاهدتين ليلية ونهارية”.

وأشار رئيس الجمعية: “هناك روايات متقاطعة من الأهالي في وادي قنديل تتحدّث أنّ الفقمة تزور المنطقة عندما تعلو أمواج البحر، وتكون أعدادها بين 2 – 3 فقمات، وبعض الروايات تشير إلى أنها تستوطن بالفعل في مغاور وادي قنديل وباقي المنطقة”.

وأوضح: “بخصوص الصور المتداولة والتي تمّ نشرها، الصورة الأولى لفقمة وحيدة تمّ توثيقها من قبل الجمعية عام 2014 في وادي قنديل.”

” أمّا الصورة الثانية لفقمة وصغيرها فهي تعود لبلدة البترون اللبنانية، وما استجد اليوم هو رصدها في شاطئ السمرا، ولكن هذه المرة على شكل مجموعات، وهذا هو الأهم” بحسب كفري.

وحول دلالات هذا التواجد، أجاب كفري: “هو مؤشر هام على التعافي والصحة والسلامة البيئية للمنطقة، وعودة ظهور للحيوانات التي اعتقدنا أنها ابتعدت أو انقرضت من بيئتنا ومن الشواطئ السورية”.

وأضاف: “كما أنّ تواجدها بقطعان أي حوالي 9 فقمات، وفقاً لما تمّ توثيقه، مؤشر جيّد بأنها ليست حالات فردية، كما يدل على أنه هناك منطقة للتزاوج قريبة من السواحل السورية”.

وتابع: “يعتبر هذا التوثيق مؤشر آخر هام وإضافي للسلامة البيئية بعد العثور على كهف بحري غارق في شاطئ الأرمن بقرية السمرا قبل أشهر، إضافةً إلى رصد مخلوقات مائيّة نادرة تشير إلى وجود حياة بحريّة داخل الكهف”.

ونوّه كفري إلى أنه: “يجب أن تدعم هذه الاكتشافات الدعوات المتزايدة لإعلان تلك المنطقة كمحميّة سياحيّة بيئية، أي لا يمكن لأحد زيارتها إلّا ضمن شروط وضوابط محددة بدقة”.

تجدر الإشارة إلى أنه تمّ رصد الفقمة في عدة مواقع خلال السنوات الماضية في وادي قنديل وقرب جزيرة أرواد، و أمام شاطئ طرطوس، إضافةً إلى شواطئ لبنان ولواء إسكندرون المحتل.

وأصبحت “الراهب المتوسطية” من أندر الحيوانات في العالم، وإحدى ستة حيوانات هي الأكثر تعرّضاً للانقراض، نظراً للتلوّث الذي يشهده البحر الأبيض المتوسط، ولم يبقَ منها إلّا حوالي 600 إلى 800 فرد مبعثرة على عدة دول متوسطية.

يُذكر أنّ الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق تمّ ترخيصها بشكل رسمي عام 2008، وهي تابعة بشكلٍ مباشر لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وهي جمعية أهلية غير ربحيّة، تشمل عدد كبير من الاستشاريين بمجالات واختصاصات متنوعة.

شعبان شاميه – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى