محليات

رحيل مطرب الرقة والفرات الأول “حسين الحسن “

ودعت محافظة الرقة السورية يوم الجمعة فنانها الشعبي الأول “حسين حسن الحمود ” المعروف بــ”حسين الحسن” عن عمر89 عاما قضاها بقول الشعر الشعبي و غنائه .

يقول الصحفي وابن مدينة الرقة محمد الصغير لتلفزيون الخبر بان الفنان الشعبي الكبير حسين الحسن يعتبر من ابرز الشخصيات الفنية بالرقة حمل على عاتقه غناء المولية والعتابة والسويحلي واللقاحي , وكل ألوان الغناء الفراتي بالإضافة لعزفه الاحترافي للربابة .

ويضيف الصغير بان الراحل هو من أبناء مدينة الرقة بتحديد حي المشلب الذي رفض أن يرحل عنه رغم ظروف الرقة الصعبة و سيطرة تنظيم “داعش” عليها وبان الراحل غنى للوطن والحب والعشق البريء وله أكثر منأكثر من 450 أغنية عرفها وحفظها أهل الفرات و المنطقة الشرقية .

ويتابع الصغير بان للفنان الراحل قصة حب جميلة مع زوجته “مريم” التي كتب عنها الكثير و غنى لها أيضا النجمة الشـعشعت/ تلهب لهيب حشاي ويزين كصد الولف/ حافي الجدم مشاي». ، حتى أنها أصبحت قصة يتداولها الناس حتى ان الكاتب والقاص وابن الرقة الراحل الدكتور عبدالسلام العجيلي كتب عنه و عن قصة غرامه لمريم عدد من القصص القصيرة .

وكتب الصحفي و القاص عيسى الشيخ حسن على صفحته على الفيس بوك مودعا الفنان الحسن : كان حسين الحسن جزءًا من المرثية، مرثية الفرات الذاهب إلى الجنوب، لايلوي على شيء، وهو يودّع وادي الزور بحجارته الوديعة الملوّنة، وهذيانه الأبديّ ملوّحًا للشروق والغروب والشجر والماشية والقوافل.

وحيث تتاغم أصوات الناس والطبيعة في الدأب اليومي للنهر وجيرانه، من “نقيط” القطا، إلى “عنّة” الربابة. ففي كلّ آهةٍ فالتة آخر الصوت، صوت حسين الحسن كان ثمة راحل عزيز، أو خريفٍ “لابد” في التخوم، أو مواسم قحط، “ساعت” على إثرها العربان.
ويضيف الشيح حسن كان حسين الحسن يرتّب في حنجرته مراثي الفرات، مراثي الرحيل والفقد والخوف من القادم.

يحمل رحيل حسين الحسن في هذا التوقيت بالضبط رمزية عالية، لا تقلّ عن الأثر الغامض الذي تتركه أغانيه التي يلتقي فيها “أهل القلم، وأهل الكاروك”؛

ففي الوقت الذي تشيّع فيه أجزاء واسعة من البلاد الحرب، وتستعدّ لتسويات مجهولة، تستثنى المحافظات النامية من مفاضلة القبول في جامعة أستانة. المحافظات التي كان يدرّس حسين الحسن مراثي الفرات، ويعلّم العجائز “النعّاوات” ومواجهة “عثرة الدرب” بسموّ الحزن ونبله.

بدوره كتب جمال الحاج صالح ايضا عن الراحل : مات لحن القصيدة وتوقفت الأوتار عن عزفها والرقة رغم حزنها زاد همها برحيلك ابو محمد حسين الحسن ،وانت فيروز الإلحان وانت سنفونيتنا مع هويتنا العجيلي ،انت فرانتا المتدفق بالحب أنت عنوان القصيدة .

واضاف الحاج صالح : واتت عجزها أنت من غنى للحب والعشق فكنت سيد الغرام …برحيلك سقطت أوراق العشق لتبقى اغنيتك عنوان ” … امشي بيدا وحدي أجس الليل هين وهين … مات اللحن والطرب من بعدكم ياحسين ” .

من أغاني و أشعار الفنان الراحل :
تسع عامات لهواكـم أباريه/ علامك تخفي عيونك أباريه
لجبيبي سلمت روحي يباري/ عساها تكون ميزان الحساب

ويتابع بفيض من القصائد المعبرة عن خيبة أمله حين يتقدم لخطبة حبيبته، ويكون جواب أهلها بالرفض، يقول:
القلب الأكشر مالوم/ ما ادري شـبيه
والحال صفـا بردا/ فكد الولف ماذيه

وحين باغته خبر رحيل ضعن الحبيبة عن المكان الذي ألف وجودها فيه، تنبثق الكلمات من جوفه كالشهب قائلاً:
شيّل ضعن محبوبي/ وشمطولج يادروبه
حتى الغربـي تغيّر/ ما لاقلـي هبوبـه

وحين يقترب من المضارب، ولا يجد سوى الرماد يصيح بألم ومرارة، وتتطاير فراشات اللوعة عن موقد حبه نائحاً:
هذي ديار الولف/ محراث ضل بالدار
مناصب مكسّرة/ ومحار لعب زغار
ويضيف بأبيات أخرى بصيغة تختلف عما قبله:
لكيت بدار الولف/ شفه وذريره وعود
وضميتهن عالقلب/ ضمة الصدر لنهود».

 

عطية العطية – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى