رياضة

فقط في دورينا .. راديو يمتلك حقوق البث المباشر .. والمخرجون “متفاجئون” دائماً بالجنس اللطيف

مرّ أكثر من عام على شراء شركة “نينار” لحقوق بث الدوري السوري لكرة القدم، ومر أكثر من عام على الوعود بتحسن النقل المباشر للدوري السوري واستقدام كاميرات HD وربما تقنية “فار”، مر أكثر من عام ومازال السوريين ينتظرون.

لطالما أثار النقل التلفزيوني للدوري جدلاً بين السوريين ولاسيما الأجيال التي واكبت التطور البطيء لطرق التصوير القديمة وأساليب الإخراج التقليدية في التلفزيون العربي السوري على مر السنين.

ورغم البطء في مواكبة التقدم العلمي والتقني، إلا أن نقل التلفزيون للدوري السوري قبل الأزمة السورية كان أفضل بمراحل من البث التلفزيوني اليوم، ويصح القول: إن لا مجال للمقارنة بين الأمس واليوم، رغم تغير الزمن وتطور كل تقنيات البث خلال هذه السنوات .

وقبل الأزمة مر النقل التلفزيوني بمراحل عديدة وصل فيها بعض السنوات عدد الكاميرات في البث المباشر إلى سبع كاميرات في الملعب لنقل مباراة كرة قدم.

والبعض أصبح يترحم على وجود الكاميرات وراء المرمى، أو بمحاذاة مناطق التسلل، وحتى وصل الأمر إلى الترحم على أيام كان مصور التلفزيون يحب كرة القدم فيلاحق الكرة عبر عدسته دون أن يفقدها ويبحث عنها أمام أعين كل المشاهدين كما يحدث اليوم.

وكانت وسائل الإعلام السورية بثت يوم 18 آذار 2018 مؤتمراً صحفياً للمدرب الألماني بيرند شتانغه، شهد شيئاً غريباً لم ينتبه لأهميته الكثير من المتابعين.

وهذا الأمر هو أن المدير الفني للمنتخب السوري، أعلن جهله بأرقام اللاعبين في الدوري السوري، وطلب مساعده طارق الجبان لاختيار قائمة اللاعبين المحليين، بسبب رداءة صورة النقل التلفزيوني لمباريات الدوري مما حال دون التعرف على أرقامهم فهل هناك رداءة أكثر من ذلك؟.

ومع دخول تقنيات الإعلام في عصر “السوشال ميديا” اتجه متابعو الرياضة السورية للاستعانة بصفحات الرياضة المستقلة، والصفحات الرسمية للأندية على “الفيسبوك” التي شكلت بديلاً إعلامياً فعالاً لمتابعة المباريات بشكل مباشر، وبأسلوب مقبول مقارنة بالإمكانات والظروف التي تحكم القائمين عليها.

وأصبحت إحدى صفحات “الفيسبوك” وهي صفحة “الدوري السوري لكرة القدم” التي يديرها مجموعة من الشبان، قبلة السوريين لمتابعة مباريات الدوري، وتبث بشكل مباشر معظم مباريات الدوري السوري من كل المحافظات، وبجهود شخصية من شبكة مراسلين متطوعين وعاشقين للرياضة.

ورغم رداءة شبكة الانترنت والتصوير عبر “الموبايل” تكون جودة صورة البث المباشر لصفحات “الفيسبوك” أفضل من البث المباشر لقناتي “سوريا دراما” و “التربوية” التابعتين للتلفزيون العربي السوري.

مصدر في التلفزيون السوري أكد لتلفزيون الخبر أن “سوء النقل ورداءة الصورة يعودان إلى سببين الأول؛ عدم تطوير نظام الكاميرات عبر السنين، ولا يمكن تحديثها الآن بسبب العقوبات الاقتصادية من جهة وبسبب التكاليف الهائلة من جهة ثانية”.

وتابع “السبب الثاني أن البث لاسلكي عبر أجهزة بث تعتبر قديمة، ونظامها غير متوافق مع الاجهزة الحديثة (الديجتال) وخصوصا مع الاقمار الصناعية”.

وأضاف المصدر ” بحسب معرفتي تتعامل القنوات الناقلة لمباريات الدوري بالحزم الضيقة التي تعتبر أقل تكلفة من الحزمة العريضة، وجودتها أقل”.

إلا أن السوريين المتابعين للدوريات الأوروبية، وغير الأوروبية، والمشاهدين للمباريات الدولية على كل شاشات دول العالم، يتساءلون اليوم: “متى نشاهد مباراة بشكل حضاري على أحد التلفزيونات السورية، ومتى ينتهي زمن الرداءة؟”.

متى سيكون لدينا قناة تحترم المشاهد، وتنقل الدوري السوري إلى العالم بصورة جيدة ليتم تسويق الدوري بصورة تليق به، وبالتالي ينعكس كل ذلك إيجاباً على عائدات البث للأندية، والرياضة السورية بشكل عام؟

هل ستبقى شركة “نينار” التي تملك حقوق البث من دون قناة؟ وهل تفكر بالنقل عبر الراديو؟ أم لديها خطة جديدة للعام القادم بما أن أحداً لم يلحظ خطتها للعام الماضي ؟.

إلى متى سيبقى المعلّق الرياضي يوجه التشكرات، وأطيب الأمنيات للمسؤولين الجالسين في المنصة الرئيسية، وإلى مخرج المباراة والزملاء في المركز الإذاعي والتلفزيوني في اللاذقية، والعاملين في عربة البث ولكل من له علاقة وليس له علاقة بكرة القدم؟.

ويتساءل البعض، متى يخفف المعلّقون من إطلاق نكاتهم السوداء في وجوهنا؟ وإلى متى ستبقى صرخات المعلقين الفاشلين تسد آذاننا؟ وإلى متى سيبقى وجود “الجنس اللطيف” في المدرجات يفاجئ المخرجين ويدفع المعلقين للإعجاب بالرياضة السورية التي تجمع أفراد العائلة في منصة واحدة ؟ .

إلى متى ستبقى الصورة الباهتة والمتقطعة والمشوشة عنواناً لصورة دورينا ؟ وإلى متى سيبقى أسلوب النقل بدائي وعدد الكاميرات محدود؟

إلى متى سيبقى القائمون على نقل الدوري السوري رافضين لمشاهدة مباريات الدوريات الأوروبية، وطرق التصوير والإخراج الحديثة؟

أما السؤال الأخير والذي حيّر علماء ودكاترة الإعلام حول العالم، و أذهل مديري فضائيات الكوكب هو: لماذا يأخذ المصورون السوريون “كلوزات” لبعضهم البعض خلال مجريات المباراة؟

كيان جمعة – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى