العناوين الرئيسيةمحليات

رئيس لجنة السلامة العامة لتلفزيون الخبر: 3 آلاف مبنى مهدد بالخطر والسقوط في حلب

قدمت لجان السلامة العامة في حلب نحو 3 آلاف تقرير حول تقديرات الأبنية المتضررة والمتصدعة بعضها آيل للسقوط في أي وقت، فيما تتفاوت نسب الأضرار في الأبنية حسب التقارير المقدمة.

وكانت شهدت الأحياء الشرقية في محافظة حلب سلسلة من الانهيارات التي طالت عدداً من الأبنية السكنية في مناطق المخالفات كان آخرها انهيار مبنى في منطقة الصالحين فوق رؤوس ساكنيه، راح ضحيته امرأة وإصابة زوجها.

وتوزع انهيار المباني خلال العامين السابقين في مختلف مناطق المخالفات الجماعية، في حين شملت الأبنية المنهارة أحياء القاطرجي وكرم البيك والمعادي وعدة أحياء أخرى من مناطق العشوائيات والتي يبلغ عددها 23 منطقة.

فيما تشير إحصائيات لجنة السلامة العامة إلى احتمالية تكرار حوادث انهيار الأبنية حسب ما أفاد رئيس لجنة السلامة العامة د. محمد صفو لتلفزيون الخبر.

وأضاف رئيس لجنة السلامة العامة : “أن لا ضمانات من عدم سقوط الأبنية في مناطق المخالفات وذلك لأسباب تتعلق بالخلل في الإنشاءات الهندسية والمواد المستخدمة في البناء”.

وحول الإجراءات التي من الممكن أخذها لتجنب وقوع أضرار في صفوف الساكنين يوضح صفو لتلفزيون الخبر: ” أن الإجراءات تقتصر على المشاهدات العينية للأبنية والشكاوى الواردة من السكان، فيما لا يبدو هناك إمكانية لإخلاء 3 آلاف بناء سكني في الوقت الحالي”.

وفي سياق متصل تجري أعمال هدم المباني المتصدعة لعدد محدود من الأبنية حسب إمكانية إخلائها، بحسب صفو، فيما تبقى بقية الأبنية مهددة بالانهيار في أي لحظة.

وكجزء من الحل يقول رئيس لجنة السلامة العامة: ” يمكن العمل على ترخيص بعض الأبنية التي تعد جيدة في بنائها، بحيث يتم ترخيص الطوابق الأولى والمحلات المرافقة للبناء ويتم تسوية وضع الطوابق العلوية لكن ذلك لعدد محدود جداً من الأبنية المخالفة”.

مشيراً إلى “أن الحل الوحيد لضمان عدم انهيار الأبنية هو إخلائها من ساكنيها وإزالتها بالكامل وهو ما يصعب تنفيذه في الوقت الحالي”.

وحول الانهيارات في مناطق العشوائيات يشير رئيس مجلس مدينة حلب د. معد المدلجي إلى عدم إمكانية ضمان بقاء أبنية العشوائيات بعيداً عن الانهيارات وذلك لعدم معرفة الأساسات التي بُنيت عليها تلك الأبنية، لا سيما في ظل الأضرار الجسيمة التي تسببت بها القذائف الصاروخية خلال الحرب مما زاد الضرر في البنى التحتية والإنشائية.

أما عن الإجراءات المتخذة فيما يخص مناطق العشوائيات يقول المدلجي لتلفزيون الخبر: “أنه تم تقديم دراسات تفصيلية عدة لبعض مناطق التوسع ومناطق المخالفات إلا أن الأضرار التي سببتها الحرب فرضت الحاجة لإعادة تقديم دراسات جديدة تخص تلك المناطق وإعادة النظر في الدراسات التي تم العمل عليها في السابق”.

وأشار المدلجي إلى أن التوجه كان في السابق إلى الحفاظ على ما يمكن المحافظة عليه في مناطق المخالفات ويتم تنسيق ما لا يمكن الاستفادة منه أو المحافظة عليه.

ومع تكرار سقوط الأبنية المتصدعة اتجهت الأنظار حول جديد المخطط التنظيمي لمحافظة حلب والذي تمت المصادقة عليه في العام 2018.

وفي هذا السياق يوضح المدلجي متحدثاً لتلفزيون الخبر: “أن المخطط التنظيمي للمحافظة يتفرع عنه عدد من المخططات التفصيلية التي تحتاج إلى رصد طبوغرافي دقيق ودراسات للبنى التحتية والتربة المناسبة وشكل الطرق النهائي وما يتضمنه من أبنية ومرافق”.

ويميز المدلجي بين نوعين من المناطق وهي مناطق التوسع ومناطق العشوائيات التي تم بناؤها منذ سنوات طويلة، وتشمل مناطق المخالفات 23 منطقة من الأحياء السكنية فيما يبلغ عدد مناطق التوسع 26 منطقة.

ويضيف المدلجي: “وفق دراسات أعدّتها الشركة العامة للدراسات الهندسية ما بين عامي 2017 – 2018 يقوم مجلس المدينة حالياً بدراسات تفصيلية لست مناطق كل منطقة تمتد بنحو 100 هكتار”.

موضحاً أنه “ليس من المصلحة العامة أن ندرس كافة المناطق في وقت واحد، لأن الأهم من ذلك هو إمكانية تنفيذ ما تم دراسته”.

فيما يعمل مجلس المدينة على فرض طوق تنظيمي للحد من الانتشار العشوائي لمناطق المخالفات ويستمر هدم الأبنية في بعض المناطق تزامناً مع إجراء دراسات تفصيلية لها بهدف تنظيمها بحسب ما أشار المدلجي.

أما عن مناطق التوسع يوضح المدلجي أنه “يتم حالياً العمل شمال المدينة بالتنسيق مع الجمعيات السكنية لإنشاء مناطق سكنية تتضمن حوالي 45ألف شقة، كما يجري العمل على تطوير عقاري لمنطقة سكنية في الحيدرية لتشمل 8 آلاف شقة سكنية بحسب ما أفاد رئيس مجلس مدينة حلب”.

وفي ظل انهيار المتكرر للأبنية تقوم لجان السلامة العامة بجولاتٍ لتقدير أوضاع الأبنية الآيلة للسقوط تجنباً لوقوع أضرار في صفوف ساكنيها.

الجدير بالذكر أن مناطق السكن العشوائي تعرضت لأضرار كبيرة بفعل الحرب لا سيما البنى التحتية والإنشائية مما زاد من احتمالية تصدعها.

ووفق المعطيات فإنه من المتوقع استمرار مأساة انهيار الأبنية لا سيما مع بدء فصل الشتاء وما يمكن أن تتسبب به الهطولات المطرية على الأبنية المتصدعة، في حين تبدو المخططات التفصيلية لمحافظة حلب بعضها قيد التنفيذ وبعضها قيد الدراسة والتدقيق.

نغم قدسية – تلفزيون الخبر – حلب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى