كاسة شاي

دراسة : “النوموفوبيا” أو رُهاب الانفصال عن الهاتف الذكي يتفاقم عالمياً

كشفت دراسة جديدة أن “رُهاب الانفصال عن الهاتف الذكي” أو ما يعرف باسم “النوموفوبيا” لا يتعلق بعدم القدرة على إجراء المكالمات، ولكن الأمر مرتبط بتعلق الهواتف الذكية بالتخزين الرقمي للذكريات، مشيرة إلى أن “هذا يشكل خطراً سيتفاقم عالمياً”.

ونقلت وسائل إعلاميه أنه “بالنسبة لكثير من الناس فإن النشر عبر فيسبوك وإنستغرام وتويتر هو جزء من الطريقة التي يعيشون بها مع هواتفهم، وكيفية تأثيرها على وجودهم، وهذا هو سبب الشعور بفقدان أحد أطراف الجسم عندما يظل الشخص من دون هاتف”.

ووجدت جامعة سونغ كيون كوان وجامعة سيتي في هونغ كونغ، أن “هذه الحالة المعروفة باسم “النوموفوبيا”، تزداد سوءاً كلما أصبح مساعدنا الرقمي أكثر خصوصية”.

وتشمل أعراض “النوموفوبيا” أو مرض “رهاب الانفصال عن الهاتف الذكي”، عدم القدرة على التوقف عن استخدام الهاتف، وتصفحه وشحن بطاريته باستمرار، وأخذ الجهاز أينما ذهب صاحبه حتى إلى الحمام.

وقال الباحثون “إن الهاتف المحمول أصبح جزءاً لا يتجزأ من الشخص نفسه، وفي حالة فقدانه يشعر وكأنه فقد جزءاً من جسده، ما يؤدى إلى انخفاض في قدراته النفسية”.

وأضاف الباحثون أن “المستخدمين عندما يرون الهواتف الذكية كجزء لا يتجزأ من شخصيتهم فإنهم سيكونون أكثر عرضة للارتباط بالأجهزة، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى الإصابة بحالة الرهاب”، محذرين “من الدور الرئيسي الذي تلعبه هواتفنا الذكية في هويتنا العامة، والذي يتزايد كلما اتسعت الوظائف التي يمكن للهواتف أداءها

واستطلع الباحثون آراء 300 طالب في كوريا الجنوبية وحللوا استخدامهم للغة، ووجدوا أن الطلاب الذين لديهم مستويات عالية من “النوموفوبيا” كانوا أكثر عرضة لاستخدام كلمات ذات صلة بالذات وبالذاكرة من قبيل “ذكرى” و”أنا” و”لي”.

وبين الباحثون أنه “من المرجح أن يستمر الاعتماد على الهواتف الذكية في التزايد بالتزامن مع استمرار التقدم التكنولوجي لجعل الهواتف الذكية جذابة ولا غنى عنها بفضل مختلف الميزات المريحة التي تسهل التواصل في كل مكان”.

وأكد الباحثون أن “الذكاء الاصطناعي يساعد مرضى الرهاب في التغلب على مخاوفهم، ومن المرجح أن تصبح النوموفوبيا أكثر انتشاراً، مع تزايد الوقت الذي يُقضى في استخدام الهواتف الذكية”.

ووجد الباحثون أن “أولئك الذين يعانون من “النوموفوبيا” كانوا أكثر عرضة للمعاناة من آلام الرسغ والرقبة، فضلاً عن أنهم كانوا يعانون من تشتت الانتباه خلال الدراسة أو العمل”، مضيفين أن “هذا ما يدل على أن استخدام الهواتف الذكية لا يسبب فقط آثار سلبية على الظروف المادية للمستخدمين ولكن أيضاً على كافة مجالات الحياة اليومية”.

وقالت الدكتورة في معهد الإعلام التفاعلي في كاليفورنيا، بريندا ويدرهولد”، إن “النوموفوبيا أو الخوف من فقدان الهاتف الذكي، أو الخوف من عدم الاتصال (FoBo)، وكل أنواع القلق الناجم عن أنماط الحياة الجديدة ذات التكنولوجيا الفائقة، يمكن أن يتم التعامل معها على نحو مماثل للتعامل مع مخاطر الرهاب التقليدية الأخرى”.

يشار إلى أن علاج “النوموفوبيا” يتم عن طريق “العلاج بالتعرض”، وهي تقنية في العلاج السلوكي تستخدم في علاج اضطرابات القلق، وهذا ما قد يساعد في تعليم الأفراد القدرة على الحد من الخوف الشديد الذي يصيبهم عند الانفصال عن الهواتف الذكية، وفق ما أكدت ويدرهولد.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى