فلاش

“خسى الجوع” .. “ساعد” في حلب

بدأت في مدينة حلب منذ أول أيام شهر رمضان المبارك حملة “خسى الجوع” الذي يقوم بها عدد من الشباب المتطوع من جمعية ساعد الخيرية، وتهدف إلى تقديم وجبات إفطار لأهالي مدينة حلب من النازحين والساكنين في الأحياء المتضررة الواقعة بالمنطقة الشرقية من المدينة.

وكانت بدأت حملة “خسى الجوع” منذ عام 2013 في دمشق واللاذقية وطرطوس وحماة، وهي حملة تقوم على طبخ وتجهيز وتوزيع للوجبات الساخنة إلى المتضررين في شهر رمضان.

وبدأت الحملة في مدينة حلب لأول مرة مع بداية شهر رمضان الحالي بعد اجتماع عدد من الشباب المتطوعين وإقرار ضرورة إقامة الحملة في حلب وانطلاقها من جامع الحدادين بباب الحديد.

وقال مسؤول العلاقات العامة للحملة ماروت صوفي لتلفزيون الخبر أن “حملة خسى الجوع كانت بدأت منذ عام 2013 بدمشق وانتشرت في عدة محافظات أخرى، وبعد تحرير مدينة حلب من قبل الجيش العربي السوري كان الإصرار للتوجه إلى حلب، رغم التخوفات والنقد وتهويل الأمور الذي أظهره البعض حول هذه الخطوة”.

وبين صوفي أن “بداية الإعلان عن الحملة لجمع المتطوعين في حلب كان صعباً، والسبب هو ما لمسناه من الأهالي من عدم الثقة بالعمل الخيري في حلب التي عانت الكثير من المتنفذين، والانتهازيين “.

وأضاف صوفي: “على الرغم من كافة المخاوف إلا أننا تمكنا من جمع 1500 متطوع في حلب للحملة يعملون حالياً على شكل ورديات يومية، كل يوم 100 متطوع”، لافتاً إلى أن “550 متطوع حضروا الاجتماع التحضيري لإطلاق الحملة في حلب”.

ولاقت حملة “خسى الجوع” قبولاً كبيراً في الشارع الحلبي، وانتشرت بشكل كبير وهي في تزايد مستمر يوماً بعد يوم، “وكوادرها من المتطوعين بشكل مجاني من أهالي حلب، وموادها وتجهيزاتها هي من تبرعات أهالي حلب أيضاً فقط”.

وأكد صوفي أن العمل الذي يتم هو عمل غير مأجور وبدأ بتنظيف جامع الحدادين (مقر الحملة)، وكافة الكوادر تطوعية من طباخين وموزعين ومشرفين، والمواد اللازمة للطبخ ومستلزمات المطبخ هي من التبرعات كلياً.

وشدد صوفي على أن “عمل الحملة قائم على مبدأ العمل الخيري التبرعي من الشعب وإلى الشعب، أي أن كافة التبرعات تأتي من أهالي حلب وتعود لأهالي حلب، ولا وجود لأي جهة داعمة للحملة سوى الشعب”.

وعن الهدف التي تطمح حملة “خسى الجوع” للوصول إليه شرح صوفي أن “الحملة بشكل أساسي تستهدف أكثر المناطق المتضررة في مدينة حلب وأكثر المناطق التي تحوي نازحين”، مشيراً إلى “وجود مسح تطوعي لبعض المناطق التي تحوي متضررين يتم إيصال الوجبات إليهم إلى المنزل”.

ودعى صوفي “كل من يعلم بوجود مناطق متضررة ومناطق تحوي نازحين ولم تغطها الحملة بعد، إعلامنا بالأمر ليتم تنظيم عملية التوزيع في تلك المناطق”.

وكشف صوفي أنه “في اليوم الأول من شهر رمضان استطعنا توزيع 1400 وجبة، والعدد يستمر بالارتفاع مع زيادة التبرعات ليصل في يوم الاثنين إلى 3346 وجبة”.

وتابع: “تم تقديم وجبات الإفطار في العديد من المناطق كباب الحديد وكرم الجبل وصلاح الدين والأشرفية والخالدية ويتم العمل على التوزيع في منطقة البلاط ومساكن هنانو قريباً، كما أن التوزيع يشمل أيضاً دور الأيتام والعجزة والمعاقين، وأي جهة تعلم وجود مثل تلك الجمعيات يمكنها إخبار الحملة بها لتغطيتها”.

وعن آلية التوزيع لفت مدير العلاقات العامة أن “كل منطقة لها خصوصية في التوزيع، فمثلا باب الحديد كونها في منطقة عمل الحملة فإن التوزيع يتم في الشارع مباشر، في حين أن التوزيع بصلاح الدين يكون على شكل وجبات جاهزة يتم نقلها”.

وأضاف: “في بعض المناطق هناك مسح للعوائل النازحة المتواجدة، وهذا المسح كان نتاجاً شخصياً من بعض المتطوعين، حيث يتم إيصال الوجبات إلى بيوت هؤلاء النازحين”.

وأشار صوفي إلى أن “أهم شيء جديد حصل في هذه الحملة هو فريق “مشروع عالبسكليت”، وهذا الفريق يتألف من مجموعة من شباب حلب المتطوعين مع دراجاتهم الهوائية، يقومون بتوزيع الافطار أثناء أذان المغرب للمتأخرين عن بيوتهم وكل من يصادفونه في الشارع من مواطنين وعمال وعناصر شرطة وسيارات”.

وبين صوفي أن “هذا الفريق هو تمثيل لمحبة أهالي حلب والرغبة الفعلية للعمل التطوعي الغير مأجور، ففريق “مشروع عالبسكليت” ظهر فجأة من مجموعة من الشباب الذي تتطوعوا أن يقوموا بتوزيع الوجبات على دراجاتهم الهوائية العائدة لهم في أوقات الأذان عوضاً عن الجلوس في البيت أمام مائدتهم”.

ولفت صوفي إلى أن “كل شاب يملك دراجة هوائية ويرغب بمشاركتنا في عملنا، فنحن جاهزون لاستقباله، كما أن كل شخص يرغب في التطوع أو التبرع يمكنه التواصل مع الحملة والقدوم إلى جامع الحدادين في أي وقت يرغب به”.

وأشار صوفي إلى أنه “كل ما زاد عدد التبرعات والمتطوعين كل ما استطعنا تغطية مناطق أكثر والاستمرار بالحملة أكثر”.

وعن الانتقادات التي تتعرض لها الحملة، كشف صوفي أن “هناك بعض الانتقادات والتشكيكات التي ظهرت في عملنا وخصوصاً كون أننا لا نصور المستفيد في عملنا، وهذا الأمر جعل بعض الأشخاص يشكك في الأمر”.

وتابع صوفي: “رداً على هذا الأمر فإن أهم قاعدة في حملتنا هي منع تصوير المستفيد، وهذا الأمر تمنعه حتى جمعية ساعد الخيرية، والسبب بجملة بسيطة هي أن كرامة المستفيد من كرامتنا”.

ودعى صوفي “كل مشكك بعمل الحملة التوجه مباشرةً إلى جامع الحدادين في باب الحديد للاطلاع على عملنا ورؤية ما نفعله ومشاركتنا في أي شكل يرغب به”.

وأنهى صوفي حديثه لتلفزيون الخبر قائلاً أن “حملة خسى الجوع تدعو كافة أهالي حلب الراغبين بالتطوع في الحملة أو التبرع لها التواصل مع الحملة، وأي جهة اجتماعية ترغب بالتعاون معنا أو مساعدتنا فنحن جاهزون أيضاً”.

ويمكن لكل شخص أو جهة ترغب بالتبرع والتعاون مع حملة “خسى الجوع” زيارة مطبخ الحملة في منطقة باب الحديد – جامع الحدادين أو الاتصال على الأرقام: 0940077443 – 0940077442.

تلفزيون الخبر

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى