كاسة شاي

حي العوينة في اللاذقية .. قلب المدينة القديمة وشاهد على عراقتها

“حي العوينة” أو “قلب المدينة القديمة” هو الحي الذي يتوسط اللاذقية القديمة ويعتبر قلبها النابض بالحياة إلى الآن، مازالت أزقته الضيقة شاهدة على عراقته وتاريخه الغني.

وتحدث الباحث التاريخي حيدر نعيسة لتلفزيون الخبر عن حي العوينة، وقال إن “هذا الحي يتوسط مدينة اللاذقية القديمة، يحده من الشمال حي الشيخضاهر ومن الشرق حي القلعة ومن الجنوب حي الصباغين ومن الغرب شارع القوتلي”.

وعن تاريخ حي العوينة قال نعيسة إنه “من الأحياء القديمة العائدة في تاريخها إلى عهد الدولة العثمانية، حيث كان يعتبر هذا الحي من أفخر الأحياء”.

وكان السكن فيه دلالة على الثراء وعلو المكانة، كما استمد اسمه “العوينة” من الأعيان أو أصحاب الشأن أو وجوه المدينة، الذين كانوا يقطون في هذا الحي في الزمن القديم.

وعن شوارع العوينة قال نعيسة “من أهم الشوارع الموجودة في حي العوينة هو شارع “القناصل” جمع قنصل، حيث تمركزت القناصل الأجنبية في هذا الحي بعهد الدولة العثمانية، كما كان مقر سكن الحاكم العثماني”.

وأضاف “شارع القصور من أشهر شوارع الحي وأعرقها، يتميز بالمشربيات الخشبية والزخارف المزينة، إضافة إلى القنطرة القديمة التي مازالت موجودة حتى يومنا هذا، والمحكمة التي تحولت مع الزمن إلى بناء سكني”.

وأكمل نعيسة “أكثر ما اشتهر فيه حي العوينة هو الخانات القديمة، وأهمها خان الجديد وهو بمثابة مستودع كبير للتجار كان يتخذ لتخزين الحبوب، إضافة إلى بئر شهير يسمى “بئر الشعير”.

وعن أهميته الاقتصادية قال نعيسة “حافظ حي العوينة على المهن القديمة التي توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، ومازال الحي يشتهر إلى وقتنا الحالي بمحلات النجارة و صناعة الصفائح المعدنية و صناعة الفحم وتبييض النحاس، وماتزال مهنة المبيّض حاضرة في هذا الحي منذ مئات السنين”.

وعن طبيعة الحي العمرانية قال نعيسة “يتميز حي العوينة بشوارعه الضيقة وحاراته المتلاصقة، والتي تحمل دلالة تاريخية تشير إلى قِدَم هذا الحي، حيث تم تصميم الشوارع لتتسع للمارة فقط قبل وصول السيارات، ودلالة اجتماعية تشير إلى التقارب والتلاصق بين الجوار والقرابة الدموية والاجتماعية”.

ويعتبر جامع العوينة الذي بناه والي طرابلس سلطان باشا العظم في الزمن القديم عندما كانت مدينة اللاذقية تابع لطرابلس، من أهم العلامات المميزة للحي، و أشهر جوامع المدينة وأقدمها تاريخياً.

وعن الأُسر العريقة التي سكنت حي العوينة ومازالت تقطن فيه إلى الآن “عائلة الساعي وعائلة طريفي وعائلة السقا المعروفين بصناعة الحلويات، وعائلة كنعان و عائلة الصهيوني، وعائلة القلاب المعروفين بتجارة الإطارات، وعائلة السقاطي، و نوفل و برو، وعائلة أبو موسى و عائلة صوفان و حمادة وغيرها.

وختم الباحث التاريخي حيدر نعيسة حديثه لتلفزيون الخبر بالقول “حي العوينة تغير كغيره من الأحياء و واكب التطور العمراني، لكنه حافظ على طبيعته الأثرية وحاراته الضيقة وأزقته الجميلة.

و بقيت عائلات مدينة اللاذقية متجذرة في أصولها بهذا الحي، وأورث الآباء هذه المهن لأبنائهم الذين حافظوا عليها، وبقيت مزدهرة إلى الآن ومميزة لحي العوينة.

سها كامل – تلفزيون الخبر – اللاذقية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى