كاسة شاي

حياة “عاشقة الحياة” في سطور..”الصبوحة” في ذكرى وفاتها

لم تكن “ساعاتٌ” فقط تلك التي حددتها “الصبوحة” لعشقها للحياة” فهي نجمة الإشراق والتألق ولفت الأنظار، هي الشقراء ذات الوجه الجميل والصوت الصادح المخملي، ومن جمعت احتراف التمثيل والغناء، ونجحت بالاثنين على حد سواء، هي التي عشقت الحياة حتى آخر رمقٍ فيها.

الصبوحة ذات الشعبية الكبيرة، والتي نالت مراتب من الحب في قلوب جمهورها، مجمعين على روعة صوتها وقرب أغنياتها من واقعهم ببساطته وحداثته، وخطفت أنظارهم على الشاشة.

“الشحرورة” التي لقبت بهذا الاسم نسبة لحي “الشحرور” الذي شهد ولادتها يوم العاشر من تشرين الثاني 1927، باسم جانيت جرجس فغالى.

أحبت الغناء منذ صغرها، وسمعت لكبار نجوم الغناء، قدمت أغنية بإحدى الحفلات المدرسية كانت السبب في اكتشافها، وفي تلك الحفلة سمعها “قيصر يونس” وكيل أعمال المنتجة “آسيا داغر”، وعقد معها اتفاقاً للعمل المشترك.

انتقلت حينها “الشحرورة” مع أسرتها إلى القاهرة، حيث أقاموا بمنزل “آسيا بمحافظة أسيوط، وكان أول أعمالها مشاركتها في ثلاثة أفلام دفعة واحدة.

تعرفت جانيت بعد ذلك على عدد من الملحنين أهمهم رياض السنباطى وزكريا أحمد، وأخد رياض السنباطى يدربها على الألحان التى ستغنيها في الأفلام.

و قدمت “آسيا” الوجه الجديد إلى رجال الصحافة آنذاك وكان أهمهم مصطفى أمين الذى اختار لها اسم “صباح” بدلاً عن “جانيت” ليكون اسمها الفنى.

وظهرت في أول أفلامها عام 1945 م، وكان فيلم ” القلب له واحد” وذكر الملحن رياض السنباطى فى لقاء له أنه وجد صعوبة فى تدريبها، لأنها كانت معتادة على الأغانى ذات الطابع الفلكلوري.

أما عن زيجاتها التي أثارت الجدل، تزوجت صباح تسع مرات كانت أولها من “نجيب شماس”، الذى قضت معه خمس سنوات، وأنجبت منه ابنها الدكتور “صباح شماس”، وبعده تزوجت خالد بن عبد العزيز آل سعود الذى طلقها بعد أشهر قليلة لضغط عائلته عليه.

و تزوجت فيما بعد من عازف الكمان المصرى أنور منسى، الذى أنجبت منه ابنتها هويدا، كما تزوجت المذيع المصرى أحمد فراج، وتزوجت رشدى أباظه وقضت معه خمسة أشهر فقط, وتزوجت الفنان يوسف شعبان شهراً واحداً، وآخر زيجاتها كانت من الفنان فادى لبنان وقضت معه 17 عام.

فى عام 2006 تعرضت ابنتها هويدا لأزمة صحية بعد إدمانها المخدرات، ما اضطر الصبوحة لبيع كل ما تملك لترسل ابنتها لمصحة علاج الإدمان فى الولايات المتحدة الأمريكية، وانتقلت الصبوحة بعد ذلك للعيش فى أحد الفنادق.

ووفق ما نقلت مواقع، عرض عليها الرئيس الليبى السابق “معمر القذافى” أن تعيش فى إحدى القصور الفخمة فى ليبيا ولكنها رفضت أن تترك بلدها لبنان، فقرر شراء بيت لها بمنطقة الحازمية بلبنان بمبلغ مليون دولار.

ضمت رحلة الصبوحة الفنية ما يزيد عن 3000 أغنية و27 مسرحية، كما أن لها رصيد كبير من الأفلام حوالى 83 فيلم بين المصرى واللبنانى.

وأُنتِجَ قبل سنوات مسلسل تلفزيوني تحدث عن مسيرة حياتها، حيث جسدت شخصيتها الفنانة اللبنانية “كارول سماحة”.

وغادرت الصبوحة الحياة التي عشقت يوم 26 تشرين الثاني عام 2014 م بمحل إقامتها بلبنان، وأقيمت مراسم العزاء حسب وصيتها، حيث أوصت أنها لا تريد حزن ولا بكاء بل تريد أن تموت بين أنغام الغناء.

رحلت “الصبوحة” تاركة وراءها إرثا فنياً كبيراً وأغانٍ لازالت الأجيال رغم تعاقبها ترددها، وغنَّاها من بعدها الكثير من نجوم الفن في العالم العربي في وقتنا الحاضر.

روان السيد – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى