فلاش

حمص تهدل رغم مفخخات “الكشيشة”

لم يتوقف نزيف الدم في حمص التي ودعت سنوات الخراب الى غير رجعة، لأن رسائل الموت لم يرسلها “الكشيشة” عن طريق الحمام الزاجل أو “الشخشرلي”، بل كرروها كعادتهم بتلك اللحى المتعفنة والعقول التي أكلها عث الأزمنة ورؤوس اشتراها الغرباء بأحلام زائفة.

وفجر “الكشيشة” “رسالتهم الحالمة” في حي الزهراء، الحي الذي اعتاد على المفخخات، فاستشهد 5 مواطنين وجرح نحو 40 آخرين

وخرجت آخر دفعات المسلحين يومي الجمعة والسبت، وتميزت هذه الدفعة بنوعية السلاح الذي يحملونه ولحاهم وجدائلهم التي تقول ان حمص دخلت بوابة الزمن السحيق وعادت اليوم للتأريخ الميلادي .

وفي الدفعة الاخيرة غادر البعض بسياراتهم الحديثة كالمفاوض المرتبط بأجهزة المخابرات التركية “باسم عذاب المحمد”، والذي كرر خلال جميع المفاوضات أنه لابد أن يتصل بالأتراك ليرى موقفهم من هذا البند أو ذاك.

وكذلك شريكه شيخ “البركة” معلم الدهان سابقا “حوري عثمان” والذي لا يعصي أمراً لأمراء أسرة آل سعود ويجري اتصالاته مع الأمراء دون خجل ليقرروا مصير أهل مدينة تقع في وسط سوريا وليس في ربعهم الخالي.

أحد المسلحين الذي التقت به الصحافة السورية حاول أن يخفي ندمه على كل تلك السنوات في “جبهة النصرة” عندما علم أن قادة الفصائل رحلوا إلى بيوت اشتروها من دماء أهل المدينة في مدن تركية، فيما هو وزملاؤه سيرحلون الى الخيام والمستنقعات والتعتير وسيأكلون “برغل” المساعدات الاممية و”معكرونتها”.

وتحدث المسلح عن أناس سيدخلون الحي ويأكلون البشر كأفلام هوليود، فهو لا يتابع من وسائل الاعلام إلا خطبة الشيخ “حوري عثمان انترناشيونال”، وعندما اقتنع أن الذين سيدخلون هم بشر ويلتزمون بقوانين البلد، حاول أن يبعد عينيه بعيداً بعد اكتشافه أن حديثه لا علاقة له بالمنطق.

وأحرق قادة الفصائل نحو 10 سيارات قرب حاجز الفرن، بعد أن رفض ممثلون عن اللجنة الأمنية اخراجها من الوعر على خلاف الاتفاق الذي سمح لهم بسيارتين إلى جرابلس ومثلهما إلى إدلب.

لتدخل بعدها قوات الأمن الداخلي والشرطة العسكرية الروسية، وكان وزير الداخلية اللواء محمد الشعار جال على بعض المواقع في الحي والتقى بضباط الشرطة وعناصر الأمن الداخلي وشدد على أهمية عملهم في حفظ أمن المواطنين وأملاكهم وتقديم المساعدة لهم في كافة الظروف.

وفكك عناصر الهندسة في الجيش العربي السوري، على مدار الايام التي تلت خروج المسلحين من الوعر، عددا كبيرا من العبوات الناسفة، بالإضافة إلى شاحنة مفخخة وضبطوا مستودعاً للاسلحة والذخائر وسجن وغرفة تعذيب.

وتستمر المؤسسات الخدمية بعملية إعادة اصلاح وتهيئة البنية التحتية في حي الوعر وإعادة الخدمات اليه، في حين قام فرع الشركة العامة للمخابز بتوزيع الخبز مجاناً على الأهالي العائدين إلى منازلهم والقاطنين في حي الوعر.

ومن جانب آخر، ما تزال عملية عودة الأهالي من مخيمات جرابلس إلى مدينة حمص قائمة، حيث قام محافظ حمص ومدير الأوقاف فيها باستقبال عدة دفعات من الاهالي العائدين، مؤكدين على أن “الدولة ترحب بأبنائها جميعاً وأن لدى الدولة رغبة من الأهالي بعدم الانصياع للمسلحين والعودة إلى منازلهم”.

محمد علي الضاهر – تلفزيون الخبر – حمص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى