موجوعين

حلب في طريقها للسباحة في الظلام .. وسوبرمانات المازوت “ أد ما بدك مازوت بأمنلك “


اشتكى العديد من أهالي مدينة حلب من توقف أصحاب “الأمبيرات” عن تشغيل مولداتهم، حيث بلغت نسبة التوقف ما يقارب 80% من كامل المولدات الموجودة في المدينة.

وأوضح مصدر محلي لتلفزيون الخبر أن “سبب التوقف الذي بدأ تدريجياً منذ يومين هو بحسب قول أصحاب الأمبيرات توقف مجلس المحافظة عن توزيع مخصصات المازوت لهم، الأمر الذي أدى لعدم قدرة أصحاب “الأمبيرات” على العمل وصعوبة تأمين المادة من السوق السوداء لضعفها وارتفاع أسعارها أيضاً”.

وبعد أن كانت التصريحات الرسمية أعلنت عن عودة مخصصات المازوت لمدينة حلب إلى وضعها الطبيعي بعد 44 طلباً، أكد مصدر مسؤول في محافظة حلب لتلفزيون الخبرأن “المخصصات ارتفعت ليوم واحد فقط لاغير “

وكشف المصدر أن “التوقعات بتوقف الأمبيرات أمر محتمل لأنهم بالفعل لم يتم تسليمهم المازوت من قبلنا لمدة يومين، وذلك بسبب أن ما وصل من مخصصات لا يكفي للتوزيع عليهم “.

وأوضح المصدر أن “الأولويات التي يتم التعامل معها أمام هذا الإنخفاض هو للمشافي والأفران والجهات الحكومية وباصات النقل الداخلي”، لتتوقف بذذلك عملية التوزيع للأمبيرات والتوزيع المنزلي الذي يبدو أنه تم نسيانه بالأساس” .

وأضاف المصدر: “هناك بعض المولدات القليلة التي من الممكن أن تعمل لمدة يوم أو اثنين، إلا أنه وفي حال عدم وصول شيئ من الوزارة فلا وجود للكهرباء في كامل المدينة”.

وبالمقابل فإن تجار “الأمبيرات” كانوا اعتمدو منذ مدة على سياسة تجارية جديدة وهي بيع مادة المازوت من مخصصاتهم وتخفيض ساعات التشغيل بحجة “عدم توفر المادة”، في الوقت الذي يقومون به ببيع المازوت للأهالي على العلن.

وأصبح بعض التجار “مصدر رئيسي لبيع مادة المازوت وبسعر 350 ل.س وحتى 450 ليرة سورية، والبيع ليس حصراً على المواطنين بل يتم فتح خط بيع مع أصحاب المولدات الآخرين الذين لا يملكون “واسطات تقيلة” أيضاً”، بحسب ما أفاد به مصدر خاص لتلفزيون الخبر.

وفي سياق متصل، أكد العديد من أهالي المدينة أنه “أمام فقدان مادة المازوت في التوزيع الحكومي إلا أنها متوفرة في السوق السوداء وبشكل طبيعي، ويستطيع أي شخص شراء المازوت بالكميات التي يريدها”.

وكشفت شكاو وصلت لتلفزيون الخبر أ، بيع المازوت ليس حصراً على بعض تجار “الأمبيرات” المذكورين سابقاً، بل هناك العديد من الأشخاص ، السوبرمان ، الذين يبيعون المازوت قائلين “أد ما بدك بأمنلك”، الأمر الذي يدعو للتساؤل حول كيفية “التأمين” ومن أين وما سبب انعكاس المعادلة من ناحية فقدان المادة عند الحكومة وتوفرها عند تجار السوق السوداء

ومن الجدير بالذكر أن مدينة حلب تعاني من اختفاء كامل للتيار الكهربائي الحكومي منذ حوالي السنتين، وبدون وجود أي خطط أو حلول لإعادة رفد المدينة بالكهرباء، علماً أن المحطة الحرارية التي كانت تغذي المدينة والجزء الشمالي من سويا هي تحت سيطرة الحكومة.

وأمام هذا الوضع فإن اعتماد المدينة على الأمبيرات هو أساسي، رغم كافة سبل ووسائل الاستغلال التي تجبر المواطن، وتوقف عمل الأمبيرات في حال عدم تأمين المازوت يؤدي لنتيجة وحيدة لا رديف لها وهي “حلب ستسبح في الظلام”.

وفا أميري – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى