محليات

حلب تحتفل بالميلاد بعد أربع سنوات من الحرب… وباص السلام يتجول في شوارعها

بعد أربع سنوات من الحرب التي أرهقت مدينة حلب، وأرهقت الحلبين الذين اعتادوا وعُرف عنهم حب الحياة والفرح، تعود أجراس الميلاد لتقرع في شوارعها وساحاتها، وتتجول فرق الكشافة والقداس لتملأ الشوارع بالأغاني والضحكات.

أجراس الميلاد أعلنت قدوم العيد، لتقول بلسان الموسيقا ميلاد مجيد يُطل على مدينة حلب هذه المرة في موعده ودون تأخير أو خوف من رصاص الحرب.

ويتجول باص السلام الملّون بألوان الميلاد تسبقه أصوات الأجراس والأغاني، في حي العزيزية ليخرج الحلبيون إلى الشوارع لملاقاته، ويلوّحون له من الشرفات إنه الفرح يعود من جديد فرح يليق بهذه المدينة.

جورج شيخو شاب حلبي يعمل في كشاف “مار اغناطيوس اليسوعية” بحلب تحدث لتلفزيون الخبر عن أجواء الميلاد في حلب والتي بدأها مع عدد من رفاقه عن طريق تزيين أحد الباصات بالشرائط والألوان والشجرة والمغارة وتسميته “باص السلام” ليزور كل الحلبيين بمختلف أحيائهم.

وعن الفكرة تحدث جورج “بمناسبة تحرير حلب وعودتها إلى أهلها الذي جاء قبل احتفالات الميلاد بأسابيع قليلة، قمنا بتزيين باص وسميناه باص السلام الميلادي، وامتلأ الباص بالزينة من الداخل والخارج، ووضعنا الشجرة والمغارة بداخله”.

وكان لمدينة حلب هذه السنة موعد خاص في عيد الميلاد مع نشاطات المتنوعة وجميلة قام بها أبناؤها، ومنهم كشاف “مار اغناطيوس اليسوعية” في حلب الذي أراد أن ينشر روح الميلاد وأن ينقلها بين أبناء المدينة.

وقام رواد اليسوعية بتزيين باص وجعلوا معظم كنائس حلب وشوارعها محطات له وجعلوا شعار الباص السلام باص السلام الميلادي يدور في أحياء حلب ناشراً فرحة قدوم المخلّص يسوع المسيح وتحقيقاً لرسالة السلام.

وعن شجرة الأمنيات قال شيخو لتلفزيون الخبر “إن الباص كان يحوي سلة أمنيات، وقام كل الأطفال والنساء والرجال بكتابة أمنياتهم على بطاقة صغيرها وتعليقها على شجرة الميلاد، بينما الباص يتجول ناشراً الفرح في شوارع المدينة”.

المحبة والسلام والبقاء لسوريا ولحلب كانت أبرز أمنيات الحلبيين، أرادوا أن يكتبوا أمنياتهم وكتبوها وعبّروا عن فرحتهم بعودة مدينتهم ورغبتهم بإعادة بنائها من جديد.

وعلى مدى ثلاثة أيام تجول باص السلام في أحياء حلب وسارع الحلبيون لملاقاته من ساحة السيمانية إلى العزيزية والسبيل وشارع فيصل وغيرها من شوارع وأحياء حلب.

و بينما يتجول الباص يسير خلفه بائع البوشار وغزل البنات يهدي الأطفال البوشار وغزل البنات والأغاني والبوالين لترتسم صورة جديدة، وتمحو صور وسائل التواصل الاجتماعي التي تصور حلب مدينة مهدّمة حزينة.

وختم جورج شيخو حديثه لتلفزيون الخبر بتأكيده أن اجواء الفرح ليست جديدة على مدينة حلب، وأهالي حلب ليسو بغرباء عن الفرح والسعادة، إلا أن سنوات الحرب أبعدتهم قليلاً، ولكن عودة حلب إلى أهلها كانت بمثابة عودة الحياة إلى كل مواطن حلبي لم يتوقف قلبه عن الخفقان باسم حلب.

 

سها كامل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى