فلاش

حكاية “ديبة” صديقة الأطفال أمام حديقة الجاحظ .. حكاية امرأة سورية

أمام السور المحيط بحديقة الجاحظ في دمشق، والذي يجلس عليه الشبان والصبايا والأصدقاء، والعشاق، ويتبادلون أطراف الحديث، وعلى قرابة من “كشك” لبيع القهوة والشاي والكابتشينو لعابري الطريق والمتجولين، تقطن “ديبة لحم العجنجي” المرأة الأربعينية التي حطت رحالها أمام غصن شجرة معمرة.

يحيط بها الأطفال من كل حدبٍ وصوب، يحبونها ويستمتعون بحديثها، وبأغنياتها التي تصدح بها بصوتها الشجي، حيث صادفها تلفزيون الخبر وهي تدندن”يارايحين ع حلب حبي معاكن راح”.

وقالت لتلفزيون الخبر: “روحي معلقة بحلب”، وتابعت: “أنها خرجت من حي الشعار في حلب منذ 4 سنوات، واتجهت نحو اللاذقية، لتعيش في مركز إيواء أخذتها إليه فاعلة خير كما قالت.

وبعد ذلك انتقلت لدمشق، بعد أن توقفت المساعدات التي كانت تأتيها في مركز الإيواء آنف الذكر، لتصل إلى مراكز إيواء دمشق، وتحديداً في منطقة حرجلة، حيث أقامت فيه صداقات .

وأضافت ديبة: “شعرت بالسعادة التي لم أشعر بها مذ تركت حلب (حسيت إني عايشة)”، لكن فرحتها لم تكتمل بعد أن طُردت من ذاك المركز لأنها كانت تغني وتزعج القاطنين، حسب ما ذكرت لتلفزيون الخبر.

انتقلت بعدها لمراكز إيواء أخرى في دمشق، وعانت فيها من سوء التخديم، ولكثرة شكاويها، قالوا لها: “إذا مو عاجبك فيكي تروحي لغير مكان”، وأضافت: “لم تسمح لي كرامتي بالبقاء”.

وتعيش ديبة في منطقة تعد من مناطق دمشق الراقية، والتي يسكنها ميسوري الحال، تصادق الاهل والسكان، وتقيم علاقات صداقة مميزة مع الاصدقاء لانها تصنع لهم الدمى الصغيرة وتغني لهم أغاني الطفولة وحب الوطن.

قال الطفل أحمد ذو العشر سنوات: “أحب خالتو ديبة جداً لأنها تصنع لي ألعاباً، وتعطيني دائماً السكاكر، هي صديقة جميع الاطفال، وأضافت ماسة: “على طول وكل مابمرق من هون بسلم عليها وبقلا “اشتقتلك ياديبة”.

تعيش السيدة على المساعدات التي تأتيها من فاعلي الخير وفق ما ذكرت، تقول: “عندما أكون نائمة أستيقظ وأجد النقود تحت (البطانية)، وأدعي لمن تركها لي، ويحضر لي سكان المنطقة سكبات مما يطبخوه”.

وفي الحديث عن عائلتها قالت: “لي ابن مخطوف، وابن آخر باعه والده عندما كان بعمر سنة، بعد ما “بصّمني” دون أن أعرف على ماذا”، وأضافت: “ابني المُباع هو الآن في اللاذقية وعمره 13 سنة، وأتمنى أن أراه وأن يعرف أني أمه الحقيقة”.

وتبيع ديبة الأغراض التي تصنعها من دمىً صغيرة، وطائرات ورقية، و”حفايات” ، وتقول: “شو ما طلع معي بعمل”، وتقول: أنها طباخة ماهرة وتتمنى أن تطبخ أو أن تجد عملاً في مجال الطبخ.

وتطالب ديبة الجهات المعنية والمختصة، عبر تلفزيون الخبر أن يساعدوها كي تجد ملاذاً آمناً تنام فيه، دون أن تشعر “بقلة القيمة” كما عبرت عن ذلك، وتابعت: “أنا على ثقة بأني سأجد من يساعدني”.

وتبقى ديبة حالة من حالات كثر تعترض أي عابر في دمشق أو في أيٍ من المدن السورية التي عاثت الحرب فيها فساداً وشردت أهلها، ويبقى الامل بأن تعود الحال إلى ما كانت عليه، ويبقى الرجاء من الجهات المعنية بالأمر أن ينظروا في شأن هكذا حالات موجعة، كي لا يصبح الألم أكبر.

روان السيد- تلفزيون الخبر- دمشق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى