اقتصاد

حكاية الليرة السورية في ستة أشهر ماضية مقابل الدولار

أثرت الحرب السورية على كل مناحي الحياة في سوريا، وبطبيعة الحال كان الاقتصاد الذي يشكل عماد الحياة أكثر المتضررين، ورحلة الدولار من ٥٠ ليرة سورية في بداية الأحداث ، إلى ٥١٥ ليرة بعد سبع سنوات ، كانت بمثابة طريق الجلجلة لدى الشعب السوري .

وأصدر مركزدمشق للأبحاث والدراسات عدة تقارير أسبوعية عن أول ستة أشهر من هذه السنة، بينت أن الليرة السورية حققت تقدماً طفيفاً مؤخراً في صرفها أمام الدولار في الأسواق، مقارنة مع ما قبل أشهر.

وبحسب المركز، “بدأ عام 2017 باستقرار لليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي في السوق الموازية خلال تعاملات الأسبوع الأول منه ليتم تداولها ما دون مستوى السعر الرسمي، ووصل حينها سعر صرف الليرة السورية إلى مستوى 514 ليرة سورية مقابل الدولار الأمريكي.

وجاء هذا الاستقرار في ظل متابعة السلطات النقدية تدخلها في سوق القطع الأجنبي عن طريق المصارف العاملة لتلبية الطلب على القطع الأجنبي وفق ضوابط محددة، إضافة إلى ترشيد استخدام القطع الأجنبي، إلى جانب ضبط الاستيراد”.

وتابعت الليرة السورية استقرارها النسبي مقابل الدولار الأمريكي عند مستوى قريب من مستوى السعر الرسمي ب 517 ليرة سورية مقابل الدولار الأمريكي الواحد، بينما تراجعت الليرة السورية في نهاية الشهر الأول من 2017 تراجعاً طفيفياً، لكن بقي الاستقرار النسبي لها مقابل الدولار بقي محافظاً على ما هو عليه.

وشهد الأسبوع الأخير من الشهر الاول لـ 2017 تراجعاً في الليرة السورية مقابل الدولار ليتم تداولها عند مستويات أعلى من السعر الرسمي في ظل حالة من الاستقرار النسبي مقابل الدولار الامريكي في السوق الموازية عند مستوى 520 ليرة سورية للدولار الامريكي الواحد.

ومع بداية الشهر الثاني تراجعت الليرة السورية ليتم تداولها مقابل الدولار الأمريكي في السوق الموازية عند مستوى قريب من 522 ليرة سورية للدولار الأمريكي الواحد، ويعود هذا التراجع إلى أثر القرار الحكومي الذي سمح للصناعيين من القطاع الخاص باستيراد المشتقات النفطية اللازمة لاستمرار عملية الإنتاج الأمر الذي حفز الطلب على القطع بشكل ملحوظ في السوق المحلية.

وسجلت الليرة السورية تراجعاً طفيفاً بعد ذلك، ليتم تداولها مقابل الدولار الأمريكي في السوق الموازية عند مستوى قريب من 525 ليرة سورية للدولار الأمريكي الواحد، وذلك نتيجة التحسن الطفيف الذي شهده الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية، وفي ظل التوقعات بزيادة الطلب على القطع الأجنبي نتيجة القرار الحكومي الذي سمح لصناعيي القطاع الخاص باستيراد المشتقات النفطية اللازمة لاستمرار عملية الإنتاج.

واستمرت الليرة السورية في التراجع حيث انخفض سعر صرفها مقابل الدولار الأمريكي ليصل مستوى تداولها إلى 530 ليرة سورية، ويعود هذا التراجع الى سببين أهمها ارتفاع الطلب على القطع الأجنبي في السوق المحلية بسبب استيراد صناعيي القطاع الخاص المشتقات النفطية كأحد الحلول لأزمة المحروقات التي كانت قائمة في ذلك الوقت، بحسب المركز.

وشهد الشهر الثالث جواً من الاستقرار على تداولات سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي عند مستوى قريب من 545 ليرة سورية للدولار الأمريكي الواحد، بعد أن كان قد ارتفع عما كان عليه في نهايات الشهر الثاني.

ويعود الاستقرار لاستمرار حالة الطلب المرتفع نسبياً على القطع الأجنبي نتيجة السماح للقطاع الخاص باستيراد المشتقات النفطية إلى أن تحسن تحسناً طفيفاً استمرت عليه بعد ذلك ليصل الى 543 ليرة سورية مقابل الدولار الامريكي الواحد.

لكن سرعان ما تراجعت الليرة السورية بعد ذلك تراجعاً ملحوظاً ليصل سعر صرف الليرة مقابل الدولار 570 وذلك بسبب ارتفاع الطلب على القطع الاجنبي نتيجة للأحداث الأمنية في دمشق والوضع العسكري المتوتر في أكثر من منطقة من سوريا.

وتحسنت الليرة السورية مع بدايات شهر نيسان مقابل الدولار الأمريكي تحسناً ملموساً، لينخفض من مستوى الـ 568 ليرة سورية للدولار الأمريكي الواحد إلى مستوى 550 ليرة سورية، ويعود هذا التحسن لجملة من العوامل منها تحسن الوضع الأمني في كل من دمشق وريف حماة وحلب والتغيير الحكومي الذي انعكس ارتياحاً في الأوساط الاقتصادية.

وعادت الليرة السورية للتراجع تزامناً مع الاعتداء الأمريكي على مطار الشعيرات وتصاعد وتيرة الاتهامات للجيش العربي السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية حيث تراجع سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي ليصل سعر الصرف إلى 555 ليرة، ثم عاود الانخفاض ليصل إلى 552 بعد تراجع مخاطر اندلاع مواجهة عسكرية واسعة.

و سادت في الشهر الخامس حالة من الاستقرار النسبي على تعاملات الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي حيث سجل زوج (الدولار الأمريكي/ ليرة سورية) نفس المستوى ووصل 552-555 ليرة سورية، وعاد هذا الاستقرار بشكل رئيسي إلى قدرة السوق على امتصاص الصدمة التي تلقتها الأسواق بشكل جيد ومرن نتيجة الاعتداء الأمريكي على الأراضي السورية.

و تراجع سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي في السوق الموازية بشكل طفيف، ليصل في نهاية الأسبوع إلى مستوى 556 ليرة سورية، و ساهمت مجموعة من العوامل في هذا التراجع ويأتي في مقدمتها زيادة الطلب المحلي سواء من القطاع العام أو الخاص على القطع الأجنبي اللازم لتمويل مستورداتهم .

وتحسن فيما بعد سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي في السوق الموازية تحسناً واضحاً ويعود ذلك لأسباب أهمها ما أفضت إليه نتائج اجتماع استانا حول سوريا باعتماد مذكرة تخفيف التوتر الامر الذي أسهم بنشر أجواء من الارتياح في السوق.

واستقر سعر الصرف عند مستوى 542 ليرة سورية للدولار الامريكي الواحد وذلك وسط استمرار تراجع صرف الدولار مقابل العملات الأساسية في السوق المالية والعالمية وترقب السوق للحالة السياسية والأمنية التي ستتمخض عنها مباحثات جنيف وزيارة الرئيس الامريكي للمنطقة.

وتحسن سعر صرف الليرة السورية مع بدايات حزيران الجاري مقابل الدولار الأمريكي في السوق الموازية، ليصل إلى مستوى 533 ليرة سورية للدولار الأمريكي الواحد، جاء ذلك في ظل استمرار تراجع سعر صرف الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية في الأسواق المالية العالمية.

واستمر سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي بالتحسن، ليصل سعر الصرف إلى 531 ليرة سورية للدولار الأمريكي الواحد، وذلك بسبب زيادة الطلب على الليرة السورية في السوق المحلية، إضافة إلى حالة الهدوء الأمني والعسكري في محيط العاصمة دمشق.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى