موجوعين

حكايات من الرقة على لسان سارة .. عن بدايات الرعب و”العضاضات”

بعد أن قامت عناصر من “داعش” باحتلال محافظة الرقة منذ ثلاثة أعوام واتخاذها معقلا ومقرا لها، أصبحت الأخبار الواردة من الرقة شحيحة وغابت المحافظة عن الخريطة السياسية والخدمية في سوريا.

بعيدا عن أخبار اعدامات “داعش” وجلدها الناس لأوهى الأسباب، كالتدخين والاستماع للأغاني، في البدايات ما الذي حصل وكيف دخلت “داعش” للرقة وماذا فعل عناصرها وكيف تطورت الأمور لتصل هذا الحد؟.

تقول سارة إحدى المواطنات من الرقة لتلفزيون الخبر “بيوم وبليلة صرنا تحت سيطرة الجيش الحر، شوي وبيقولولنا انو صرنا تحت سيطرة “داعش”، كنا مفكرينو بالأول اسم شخص أو لقبو”.

وأضافت سارة، وهو اسم مستعار استخدمناه بناءا على طلبها، “بعدين بلشنا نسمع عن سيارات لداعش عم تدعس العالم وعناصر داعش تقوص ع العالم، وبعدا مر علينا أبشع أسبوع ما كنا نسمع غير التفجيرات والاشتباكات، وممنوع علينا نطالع راسنا برا البيت”.

وتابعت سارة، التي ما زالت تزور بيتها في الرقة كل حين، “بعد هالاشتباكات صارت الرقة كلها سودة، وبلشت الأعلام والرايات السودا تغطي المدينة، وبلشوا عناصر داعش يعاقبوا كل شخص بيقول داعش بدل الدولة الاسلامية”.

وأكدت سارة، التي ما زالت تدرس في إحدى الجامعات السورية، “بداية الأمر ما حدا التكش فينا، وضلت الحياة طبيعية، المدارس الدوام المشافي واللبس، وكأن ما صار شي أبدا، ما كنا عرفانين المصيبة يلي وقعت ع راسنا”.

وعن بداية “المصيبة” قالت سارة “أول ما بلش تواجدون بيناتنا كانوا ناس طبيعيين عاديين لبسن وهيئاتن وأشكالن، وحتى ظهورن كان قليل وما كانوا يختلطوا معنا، بعدين بلشت التراجيديا لما فرضوا الحجاب ع الكل قال مشان السترة”.

وتابعت سارة “هون بلشوا العالم لحالن يتشائموا ويتوقعوا الأسوء، بكرا بيمنعو البنطلون وبكرا بيفرضوا العبايات السودا، وكل ما الناس تحكي بشغلة تقوم تصير ويعملوها ويفرضوها علينا”، مضيفة “من كتر ما كنا نلبس قطع كنا نهكل هم المشوار”.

وأكملت سارة “بلشوا يتدخلوا بكل شي وبلشت الغرابة واللامنطقية، ممنوع خروج النسوان بعد المغرب، ممنوع الحلاقة الرجالية، ممنوع الدخان والأركيلة، سكروا الكافييات والمدارس ومنعوا الأغاني، وبلشوا يبينوا أبو فلا الكويتي وأبو فلان الأوكراني”.

وعن عناصر التنظيم بينت سارة “بلش الناس ينضمولن وبلشنا نسمع انو فلان وابن فلان انضموا، وهاد صاحب البسطة وهاد المالو شغل كلو انضم طمع بالمصاري والهيبة والسلاح، بس السوريين كانوا متل دروع بشرية بيخلوهن يحموا المقرات وع الحواجز، وعند ضربة أول طيارة بتلاقين أول مين راح فيها”.

واجتماعيا بدأت المدينة بالتغير، وفي هذا الصدد أوضحت سارة أن “حالات الطلاق بدأت تكثر في الرقة، وأهم سبب كان إنو فلان طلق مرتو لأنو الحسبة أخدوها، والحسبة هي متل شرطة الن سيارات خاصة ولباس خاص بيدوروا بالشوارع وبيشحطوا المخالفين للشريعة”.

وعن الحسبة قالت سارة “كانت إذا راحت مرا ع الحسبة خلص مارح تخلص بحياتا، غير الجلد والتعذيب، حكي العالم، وكانوا يسحبوا أي مرا لأي سبب غير لبس العباية، هي حاطة “نفوشة” بحجابها وهي في زينة بعبايتها وهيك قصص”.

وعن الشائعة التي انتشرت بخصوص “العضاضات”، أكدت سارة أن هذه الشائعة صحيحة وأن “العض” بفك حديدي هو أحد أساليب العقاب التي اتبعها “داعش” بحق نساء الرقة، مشيرة إلى أن هناك نساء ماتت “تحت العض”.

وأوضحت سارة “إحدى جارتنا قالتلي شو صار لما سحبوها الحسبة بسبب عدم الالتزام باللباس الشرعي، بلشوا بجلدي 40 جلدة ع ظهري بعدين اجت العضاضة وعضتني بصدري لأغمى علي”.

واختتمت سارة حديثها لتلفزيون الخبر متمنية عدم ذكر اسمها كونها ما زالت تذهب للرقة، فقسم من أهلها مازال يعيش في الرقة مفضلا عدم ترك بيته، فيما سارة والقسم الأخر يعيش في إحدى المحافظات السورية منتظرا ما ستؤول إليه الأحداث في المعقل الأهم لتنظيم “داعش” .

علاء الخطيب – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى