محليات

حصاد الميدان عام 2016 في دمشق وريفها

تطوي سنة 2016 صفحة مليئة حقق فيها الحي العربي السوري انتصارات مهمة في ميدان العاصمة وريفها، كان أهمها تحرير غوطة دمشق الغربية كاملة من التنظيمات المسلحة، خصوصا بعد استسلام مسلحي مدينة داريا، أكبر مدن الغوطة الغربية.

وعلى مدار أشهر السنة الماضية قامت القيادة العسكرية السورية باستهداف أماكن تواجد المجموعات المسلحة على جبهات دمشق وريفها، كما استمر تساقط القذائف على أحياء المدينة وإن كان بوتيرة أقل من السنوات السابقة، وكان لضاحية الأسد السكنية النصيب الأكبر منها، لقربها من مدينة دوما معقل تنظيم “جيش الاسلام”.

واتبعت الدولة السورية خلال عام 2016 سياسية تطبيق المصالحات في المناطق التي يسيطر عليها المسلحون، حيث تم فرضها وتطبيقها في مدينة داريا في الغوطة الغربية يوم 26 آب ، وبعده اتفاق في مدينة معضمية الشام بريف دمشق بتاريخ 19 تشرين الأول الماضي، إلى جانب اتفاق قدسيا والهامة ومؤخراً اتفاقي خان الشيح ومدينة التل.

وبموجب التطورات الميدانية على الأرض والتي صبت في صالح الدولة السورية، التي وبعد شهرين ونصف من المعارك العنيفة بسطت سيطرتها على كامل غوطة دمشق الغربية، وأعلنت الفصائل المسلحة في خان الشيح موافقتهم على قرار التسوية التي طرحتها الدولة السورية والتي كان من بنودها تسليم السلاح الثقيل والمتوسط، وخروج المسلحين غير الراغبين بالتسوية إلى محافظة ادلب مع عوائلهم ان رغبوا، وبقاء المسلحين الراغبين بالتسوية ليتم تسوية وضعهم عملا بالمرسوم 15، إضافة لتسليم جميع المخطوفين البالغ عددهم 28 شخص بينهم 11 عسكري و ضابط واحد، وبعدها أعلنت الغوطة الغربية لدمشق خالية من الإرهاب.

أما معضمية الشام وبعد إنتظارها أشهر عدة تم إعلان مدينة المعضمية خالية من الإرهاب وعادت مؤسسات الدولة إليها، سبقها إلى ذلك دخول مدينة داريا، وبعد معارك طاحنة بين المسلحين والجيش العربي السوري، ركب المصالحات، وتم إخراج المسلحين وعوائلهم وبعض الأهالي إلى محافظة إدلب في الشمال السوري.

أما غوطة دمشق الشرقية، فأحكمت قوات الجيش العربي السوري سيطرتها على بلدتي تل كردي و تل الصوان بعد معارك عنيفة خاضتها مع مسلحي “جيش الإسلام” وتمت السيطرة على رحبة الاشارة و المزارع الممتدة بين تل كردي و الريحان و مزارع تل كردي و تل الصوان وحوش الفارة و ميدعا و ميدعاني وحوش نصري و الريحان وحوش شلق وتتجه القوات نحو بلدة حزرما والجيش يبعد عن مدينة دوما 2 كم.

وفي بلدتي الهامة وقدسيا توجت جهود أربع سنوات من المعارك والمفاوضات التي تخللها عمليات اختطاف و اتفاق هدنة ووقف أعمال القتال وصولا إلى المصالحة التي حطت رحالها الخميس 13 / 10 / 2016 في بلدتي الهامة وقدسيا وإعلانهما خاليتين من الإرهاب.

البلدتان اللتان تبعدان عن مدينة دمشق مسافة 8 كم تقعان ضمن منطقة وادي بردى، بدأ فيهما الظهور المسلح أواخر عام 2012 ، حيث أغلق الطريق إليهما منذ ذاك الوقت حرصا على سلامة المدنيين، تخللها معارك عدة لقوات الجيش العربي السوري مع المسلحين، لتدخلان في اواخر عام 2014 اتفاق تهدئة، وتم خرق هذا الاتفاق مرات كثيرة من خلال عمليات الخطف للمدنيين والعسكريين إضافة إلى الهجوم المتكرر على نقاط الجيش العربي السوري القريبة من البلدتين.

فيما تشتعل مع نهاية العام المعارك العنيفة في منطقة وادي بردى بهدف إعلانها خالية من الإرهاب، مترافقة مع قيام مسلحي وادي بردى، وبعضهم منوتنظيم “جبه النصرة”، بتلويث مياه الفيجة بمادة المازوت ما جعل الدولة السورية تقوم بقطعها لتعيش دمشق اليوم أزمة مياه جاوزت الأسبوع.

أما في ملف المصالحات، فاستطاعت لجان المصالحة الوطنية انجاز عدد من التسويات التي يمكن وصفها بالهامة، والتي كان لها دورها في حقن دماء السوريين إلى جانب إسهامها في “حلحلة” ملف المخطوفين في محافظتي دمشق وريف دمشق.

واختلفت أنواع المصالحات الوطنية المطبقة في دمشق و ريفها و كانت الخيارات فيها تتنوع بحسب كل منطقة وخصوصية وطبيعة انتماءات المسلحين فيها وقدرة المجتمع المحلي على فرض رغباتهم لتقرير مصير البلدة أو المنطقة الذي يتواجد بها فصيل مسلح ويسيطر عليها، وتنتظر مناطق الغوطة الشرقية وحي جوبر إلى جانب بلدات جنوب دمشق كالحجر الاسود ومخيم اليرموك وبلدات يلدا -ببيلا -بيت سحم-القدم تسويات يمكن القول من بعدها أن دمشق وريفها مناطق تسوية ومصالحات بالكامل.

 

علي خزنه – دمشق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى