ثقافة وفن

“حد السكين”.. فيلم ناطق بلغة يتحدثها 20 شخص في العالم فقط

تمتلك السينما العالمية رصيداً من الأفلام التي يراها البعض غير مفهومة إلى حد ما، لكن هناك فيلم سينمائي قادم، باسم “حد السكين”، ناطقٌ بلغة لا يستطيع تحدثها بطلاقة إلا نحو 20 شخصاً فقط في العالم.

ويأتي الفيلم بلهجتين من لهجات لغة “هايدا” المهددة بالاندثار بشكل كبير، وهي لغة أجداد شعب “هايدا” في مقاطعة كولومبيا البريطانية، وليست مرتبطة بأي لغة أخرى، بحسب موقع “BBC”.

وتدور أحداث الفيلم حول اثنين من مجتمعات “الهايدا”، يتعاونان لإعداد الطعام للشتاء، فيما تظهر على صدورهم وشوم من أشكال هندسية، ويرتدون عباءات منسوجة من الأشجار المنتشرة في المنطقة.

ويصور الفيلم حال أسرة لا تدري المعاناة المقبلة عليها، حيث احتل البريطانيون الأرخبيل عام 1853، وأعادوا تسميته باسم جزر الملكة شارلوت.

ويعتقد الكثيرون أن الأوروبيين تعمدوا نشر الأمراض، مثل الجدري، بين الهايدا، من خلال منحهم بطاطين وأوشحة ملوثة، مما أدى إلى تقلص عدد السكان من نحو عشرة آلاف إلى 588 شخصاً.

ويتنبأ الفيلم بعملية الضم الوحشية هذه، من خلال رحلة أديتسي في الغابة حيث فقد عقله وصار “غاغيكسيد”، أي متوحشاً.

ويعتقد البرلماني الكندي، روبرت فالكون أوليت، المنحدر من أصول مختلطة إنكليزية ومن قبائل كري (السكان الأصليين)، وكان أول سياسي يتحدث بلغة السكان الأصليين في البرلمان عام 2017، أن النضال لحماية اللغات المهددة قضية عادلة.

وكانت إريكا ريان غاغني من بين أبطال الفيلم، وهي أيضا مدرسة اللغة لباقي الأبطال. فهي من الهايدا، وتعلمت اللغة خصيصاً من أجل هذا المشروع.

وقالت إريكا: إن “الأمر بالنسبة لها تجاوز التعلم إلى استدعاء اللغة من عقلها الباطن، مضيفة: “لم أواجه صعوبة في النطق، إذ كانت اللغة بداخلي بالفعل”.

أما بالنسبة للممثلين من غير الهايدا (وعددهم 22)، فتم تنظيم فريق العمل معسكراً استمر أسبوعين، تعلموا فيه اللغة على يد الكبار الناطقين بها، فيما تمت كتابة سيناريو المسلسل بالإنكليزية أولاً قبل ترجمته.

وتندثر العديد من اللغات، مثل هايدا، لأنها تنتقل شفهيا من جيل لآخر، ولم تكتب للحفاظ عليها، لكن الآن، وللمرة الأولى، تدوّن الهايدا كتابةّ، وهي وسيلة مهمة لمساعدة المتعلمين الجدد.

وبحسب اليونسكو، “يوجد 70 لغة معروفة للسكان الأصليين في كندا”، ويقول مركز السكان الأوائل الثقافي: إن “موطن نصف هذه اللغات في مقاطعة كولومبيا البريطانية، التي يوجد بها نحو 172,520 شخصاً من السكان الأصليين، لكن ثلاثة في المئة فقط يتحدثون لغة أصلية بطلاقة”.

وينعكس هذا الوضع على الصعيد الدولي، إذ تشير تقارير مجتمع ناشونال جيوغرافيك، ومعهد اللغات الحية لدراسة اللغات المهددة بالاندثار، إلى موت لغة كل أسبوعين.

كما أعلنت الأمم المتحدة عام 2019 عاماً دولياً للغات السكان الأصليين، وارتفع التمويل المخصص للحفاظ عليها في كندا من خمسة ملايين دولار إلى 118 مليون دولار في الأعوام الأخيرة.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى