اقتصادالعناوين الرئيسية

حداد لتلفزيون الخبر: ارتفاع أسعار الأعلاف والتهريب وانخفاض الإنتاج سبب غلاء البيض

أكّد عضو لجنة مربي الدواجن في دمشق حكمت حداد لتلفزيون الخبر أنّ “ارتفاع سعر صحن البيض في سوريا يعود إلى ارتفاع أسعار الأعلاف والتهريب وتدني الرواتب والأجور”، معتبراً أنه لا حلول إلا بضبط سعر الصرف وتحسين دخل المواطن “المشحر”.

وبيّن حداد أنّ “سعر مادة البيض يتأثر بالعرض والطلب، والمشكلة هي بأسعار الأعلاف وتتغير حسب سعر الصرف وبالإضافة إلى البورصة العالمية للأعلاف أيضاً”.

وأشار حداد إلى أنّ “ارتفاع أسعار الأعلاف خلال يحدث وخلال فترات قصيرة جداً إذ ازداد بنسبة 30% مؤخراً”، مبيناً أنّ “سعر طن الصويا 1.1 مليون ليرة والبيع قد توقف، والذرة حوالي 700 ألف للطن الواحد”.

وأوضح حداد أنّ “الحديث الأسعار المذكورة هي في الميناء وبالجملة ولكن عندما يتم الشراء من التجار وشراء كميات قليلة من قبل المزارعين ستكون الأسعار أعلى حكماً، وتصل الزيادة إلى 100 ألف ليرة سورية في الطن الواحد”.

وأكّد حداد أنّ “موضوع التهريب، أمر لا بد منه وخاصة في المناطق الحدودية حيث يوجد كثير من الأشخاص يلجؤون إلى تهريب البيض عندما تكون أسعار السلعة لدى الطرف الآخر، أعلى من البلد المنتح لها”.

وأوضح حداد أنّ “سعر صندوق البيض (12 صحن) على سبيل المثال في لبنان 150 ألف ليرة سورية، وفي القرى السورية الحدودية 50 ألف ليرة سورية”، موضحاً أنّ “تفاوت الأسعار هو أحد أسباب زيادة التهريب”.

وأضاف حداد “هذا قد يحصل أيضاً في المناطق الحدودية مع العراق أيضاً”، مشيراً إلى أنّ “ضبط المناطق الحدودية هو أمر صعب إلى حداً ما”.

وأوضح أن “المواطنين السوريين يشتكون من ارتفاع أسعار البيض والفروج ولكن عالمياً السعر أعلى بكثير”، مبيناً أن “كلفة صندوق البيض في سوريا والدول المجاورة يتراوح ما بين 18 – 20 دولار”.

وقال حداد: “من حق المواطن السوري أن يقول أسعار البيض مرتفعة لأن دخله منخفض”، مشيراً إلى “إعادة النظر بسعر صندوق البيض وفق سعر صرف عام 2010 ومقارنته مع سعر صرف اليوم، نجد أن صحن البيض الآن أرخص”.

وأردف إن “المشكلة اليوم هي ليست بسعر البيض فقط وإنما في كل أسعار السلع التي ارتفعت أضعاف كثيرة وبقي الدخل منخفضاً”.

وقال حداد: “اليوم مزارعي الدواجن يستعملون الذرة الصفراء والصويا”، مبيناً أن “الذرة البلدية موجودة وتنقص 40 ليرة عن المستوردة وهي غير مجففة ونسبة الرطوبة بيها 10 % زيادة عن الأجنبية”.

وأضاف مستغرباً من ارتفاع الاسعار المحلية للذرة البلدية: “عندما نقارن الذرة البلدية مع الأجنبية المستوردة والتي يتم تجفيفها ونقلها في بواخر ويدفع عليها جمارك وأجور نقل وأرباح تجار وفي النهاية سعرها لا يزيد عن المحلي إلا بقليل “.

وأكّد حداد أنه “لا يمكن القول حالياً أنّ السلع والبدائل المحلية قادرة على منافسة السلع المستوردة كون سعرها مرتفع ويقترب من المستورد”، مؤكداً أنّ “راتب المواطن «المشحر» لا يمكنه أن يشتري أي شيء مستورد”.

وجدد حداد التأكيد على أنّ “الحل الأساسي لمعالجة مسألة ارتفاع أسعار البيض وغيرها من المواد الأخرى هو بأمرين، إمّاً تحسين دخل المواطن والتأكيد على وجود سياسات تضمن بقاء سعر الصرف ثابتاً”.

وأضاف “لم يكن هناك حلول لتحسين دخل المواطن لا يمكن الحديث عن حلول أخرى إلا بتحسين سعر صرف الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية (الدولار)”.

ولفت حداد إلى أنّ “بقاء الوضع على ما عليه حالياً قد يجعل الإنتاج وفق السعر الحالي إلى حد الكلفة أو دون الكلفة ما يسبب في الارتفاع من جديد أو توقف الإنتاج أساساً”.

وأشار إلى أنّ “سبب ارتفاع سعر البيض في الدول المجاورة وخاصة العراق يعود إلى انخفاض الانتاج هناك وزيادة الطلب”، مبيناً أنّ “ربح المزارع العراقي يصل إلى 40 دولار في صندوق البيض الواحد وهو رقم كبير”.

وبيّن أنّ “إنتاج البيض اليوم في سوريا انخفض إلى 50% مقارنة بالسنوات السابقة نتيجة ارتفاع سعر الصرف وبقيت الأسعار متدنية حينها، إلا أنها ارتفعت في أوقات متأخرة نتيجة لجوء الكثير من المزارعين إلى ذبح أفواجهم”.

وقال حداد: “إنّ إنتاج الصوص ليس صناعة بكبسة زر وإنما يحتاج إلى وقت وعمر يصل إلى 7 شهور بعد تأمين الأمهات وتربيتها وكذلك إنتاج البيض يحتاج لوقت أطول من ذلك”.

وتوقع بعض أصحاب المداجن مطلع شهر تشرين الثاني وصول سعر طبق البيض إلى 6 آلاف ليرة، نظراً لارتفاع أسعار المحروقات والأدوية البيطرية والأعلاف، حيث وصل سعر طن العلف لنحو 1.1 مليون ليرة، بعدما انخفض قبل فترة إلى 700 ألف ليرة.

وبدأت أسعار الفروج ترتفع منذ مطلع 2020 حتى وصلت لمستويات قياسية، حيث سجل كيلو الفروج المذبوح 4,500 ليرة، وتجاوز كيلو شرحات الفروج 7,000 ليرة، وتجاوز صحن البيض 5 آلاف ليرة.

ويرجع مربو الدواجن سبب ارتفاع أسعار الفروج والبيض إلى خروج معظم منشآت الدواجن عن العمل نتيجة بيع المادة بأقل من كلفتها، فيما يرى البعض الآخر أن تخريب قطاع الدواجن متعمد لإطلاق يد التجار في استيراد الفروج المجمد.

ويعمل قطاع الدواجن حالياً بـ20% من طاقته السابقة، حيث تعترضه معوقات أبرزها ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية وأجور النقل وأسعار أطباق الكرتون، بحسب كلام سابق للمستشار الفني في اتحاد الغرف الزراعية السورية عبد الرحمن قرنفلة.

وتوقع قرنفلة مطلع الشهر العاشر انخفاض سعر الفروج ومنتجاته، بسبب ضعف القوة الشرائية للمستهلك وليس بسبب انخفاض تكاليف الإنتاج، وتوقع أن يحدث بعدها موجة ارتفاع جديدة، لأن عدداً مهماً من المربين سيتوقفون عن الإنتاج.

ولا تزال تصريحات العديد من المسؤولين في الحكومة تتسابق لتبرر واقع الغلاء المعيشي الفاحش الذي يعيشه السوريين اليوم دون وجود تفسيرات واضحة لحدوثه إلا الحصار الاقتصادي، مبتعدين عن طرح الحلول الضامنة لمعيشة المواطن ولتحسين دخله.

قصي أحمد المحمد – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى