العناوين الرئيسيةمن كل شارع

حدائق سوريا: المقاهي في حدائق طرطوس إلى زوال.. وثقافة التخريب الأكثر انتشارا

تتحضر حدائق مدينة طرطوس لتعود إلى وضعها الطبيعي لتصبح خالية من المقاهي خلال الفترة القادمة، مع انتشار ثقافة التخريب ضمن الحدائق.

أكثر من ٤٠ حديقة فعالة و١٠٠ أخرى ضمن المخطط

تعتبر مدينة طرطوس من أكثر المدن السورية امتلاكاً للحدائق ويتوزع فيها ٤٠ حديقة مع وجود مخطط ل ١٠٠ حديقة أخرى.

وقال المهندس علي محمود رئيس دائرة الحدائق لتلفزيون الخبر: “مدينة طرطوس هي أكثر المدن بسوريا غنى بالحدائق ولدينا ٧٠ هكتار حدائق حسب المخطط التنظيمي مايعادل ٤٠ حديقة في المدينة متوزعة في حارات المدينة والمخطط التنظيمي لمدينة طرطوس راعى هذه الناحية وتوزع المساحة الخضراء على مساحة المدينة”.

وأضاف محمود “الحدائق ال ٤٠ هي مشجرة وجاهزة لدخول المواطنين وضمن المخطط التنظيمي يوجد ١٠٠ موقع جاهز ليصبح حدائق ونسعى لتجهيزها”.

وبالنسبة للموظفين في دائرة الحدائق أوضح محمود “إدارة الحدائق فيها اكتفاء من كادر المهندسين ولكن تعاني من نقص بعدد العمال فالحاجة الفعلية هي ٢٥٠ عامل والموجود ١٢٥ عامل ومجموعة آليات إن كانت صهاريج لري الجزر الوسطية وجرارات لنقل النفايات”.

وأكمل محمود “كان لدينا مجموعة استثمارات في الحدائق العامة وتحولت معظمها إلى مقاهي، ومجلس المدينة أصدر قرار بإيقاف جميع الاستثمارات عند انتهاء العقود وإعادة الحدائق إلى وضعها الطبيعي، وبالنسبة للإشغالات العشوائية هي مسؤولية دائرة الأملاك ويتم التعامل معها”.

وتابع محمود “خلال السنتين الأخيرتين أصبحت الحدائق تُعاني من ضغط بشري هائل وازداد عدد روّاد الحدائق عشرة أضعاف وهذا مانلاحظه من خلال ترحيل النفايات بشكل يومي، فحديقة الباسل باعتبار أنها من أكثر الحدائق ارتياداً فيتم يومياً ترحيل ٥ جرارات من النفايات”.

بعض الحدائق تشكل خطراً أكثر ماهي متنزهاً

وتحدث عدد من المواطنين لتلفزيون الخبر عن الخوف الذي يلاحقهم عندما يكون طريقهم يمر ببعض الحدائق خلال فترة انقطاع التيار الكهربائي، حيث أصبحت الحدائق مصدراً للخوف بسبب عدم وجود أضواء خلال انقطاع التيار الكهربائي بالإضافة لحجم الأشجار الكبير فيها.

وأوضح المهندس علي محمود “بما يخص الإنارة بطبيعة الحال نُعاني من ضعف في الإمكانيات بالإضافة لاعتماد الحدائق على الكهرباء العامة، وبدأنا بمشروع وضع إضاءة في الحدائق عن طريق الطاقة الشمسية من خلال حديقتين وهما حديقة بردى وحديقة الملجأ بالإضافة لوجود ٣٠ عمود طاقة شمسية في حديقة الباسل”.

وأكمل محمود “هناك أنواع من الأشجار لا يجب أن تكون موجودة في الحدائق كالكاوتشوك والجكرندا وذلك لضخامة حجمها ونضع خطة لاستبدالها بأشجار أُخرى”.

وأوضح محمود “كان لدينا توجه عام قبل الأزمة لإزالة الأسوار عن الحدائق، وتم فعلياً إزالة قسم من الأسوار وبقي قسم آخر موجود وتوقفت عملية الإزالة بسبب بداية الحرب”.

َوأضاف محمود “لا يمكننا الآن قياس أهمية قرار الإزالة من عدمه لأنه عندما تم اتخاذ القرار بإزالة الأسوار عن الحدائق كان الأمان أكثر ما يُميّز بلدنا، ولكن مع بداية الحرب وانتشار حالات مرتادي الحدائق لأسباب غير أخلاقية أصبح وجود السور حاجة في بعض الحدائق ولهذا السبب لا يُمكننا الآن قياس أهمية قرار إزالة الأسوار من عدمه”.

ثقافة التخريب والإضرار بالمال العام

واعتبر محمود أن الحدائق تتعرض للتخريب بشكل مستمر من بعض مرتاديها وقال “يوجد في جميع الحدائق سلل قمامة ومقاعد ولكنها للأسف تتعرض للتخريب والتكسير من قِبَل بعض المرتادين ومن غير سبب، التخريب لأجل التخريب فقط، مايُرتب علينا أعباء مالية إضافية”.

وأضاف رئيس دائرة الحدائق بما يخص استبدال الأشجار الضخمة “للأسف حتى عندما نقوم بالزراعة يقوم البعض بتخريب الشجرة في بداية زراعتها ويمنع نموها، ومع كل هذا نسير بخطة لتغيير الأشجار ونجحت في بعض الحدائق”.

تابع محمود حديثه عن المعاناة “قمنا بتركيب شبكة مرشات في حديقة ٦ تشرين من أحدث الشبكات ولكن يأتي أحد الأشخاص ويضرب المرش ويكسره وبشكل يومي لدينا صيانات لمرشات الحدائق إن كان في ٦ تشرين أو حديقة الباسل مع التأكيد أن سعر المرش الواحد يصل ل ٣٠ ألف ليرة”.

وبما يخص عملية تقليم الأشجار تحدث محمود “البعض يعتقد بأننا نقوم بتقليم الأشجار من دون دراسة وبطريقة جائرة ولكن هناك بعض الأشجار إذا لم نقوم بتقليمها فهي قد تصل إلى ارتفاع ثلاثة طوابق وتحجب الشمس والهواء عن بعض البيوت بالإضافة أنها عامل مساعد لعمليات السرقة من خلال تسلقها والوصول إلى شرفات المنازل بكل سهولة”.

وأردف محمود “هناك إشكالية أخرى بما يخص التقليم والأشجار المتساقطة الأوراق وباعتبارنا مدينة ساحلية ويهطل فيها سنوياً كميات كبيرة من الأمطار خاصة خلال شهر تشرين الثاني”.

وبحسب محمود “تترافق هذه الأمطار مع هواء قوي وتكون فترة تساقط الأوراق ما يؤدي إلى انسداد مصارف الصرف الصحي ويُحدث فيضانات لهذا نقوم بعملية التقليم التي يعتبرها البعض جائرة”.

ووصل عدد أشجار الأرصفة غير المتساقطة في المدينة إلى مايقارب ٤٠ ألف شجرة قابلة للتشكيل.

يُذكر أن الحدائق في مدينة طرطوس تُشكل مساحة كبيرة ولا يكاد يخلو حي من أحياءها من وجود حديقة صغيرة كانت أو كبيرة.

فراس معلا – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى