سياسة

جنيف وأستانا وسوتشي .. ثلاثة مؤتمرات لإنهاء الأزمة السورية أم لتقاسم الخراب؟

وصل عداد مؤتمري جنيف وأستانا للمفاوضات بين الدولة السورية وأطياف من “المعارضة” إلى الرقم 8، جنيف 8 واستانا 8، في ظل أمل سوري بانتهاء حرب مستمرة منذ أكثر من سبع سنوات.

وكان جديد هذه المفاوضات، تشكيل وفد “معارضة” موحد، وذلك بعد “جهد جهيد” قامت به روسيا والسعودية، لتشكيل هكذا وفد، لم يضم جميع أطياف “المعارضة”، ولكن “أحسن من مش”.

استقالات واستبعادات كثيرة شهدها “الوفد الموحد”، أبرزها استقالة المنسق العام للهيئة، رياض حجاب، والناطق باسمها، رياض نعسان آغا، و8 اعضاء اخرين، منهم جورج صبرا وسهير الأتاسي.

والوفد تجاهل دعوة “حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي”، الذي رفض الوفد ورفض مقررات مؤتمر “رياض 2″، مبررا أنه “لم يمثل الكون الكردي بشكل حقيقي”.

وسابقا كانت جلسات المؤتمرين تتم بطريقة غير مباشرة، عبر وسيط، بسبب رفض الجهتين المفاوضات المباشرة، والسؤال ماذا حققت هذه الجلسات المطولة للسوريين ؟ وهل قربت من نهاية الحرب ؟.

جولات مؤتمر جنيف كانت سابقة لجولات مؤتمر استانا، الأول يلقى دعما غربيا أمريكيا، تجلى ببيان للرئيسين الأمريكي ترامب والفرنسي ماكرون أكدوا فيه أن “جنيف هو الطريق لحل الحرب السورية”، فيما يلقى مؤتمر استانا دعما تركيا ايرانيا، وإلى حد ما روسياً.

بيان جنيف 1، ومناطق “خفض التوتر” التي أقرها مؤتمرا استانا 6 واستانا 7، هما أبرز ما حققته جلسات المفاوضات والمباحثات التي عقدت بين الدولة السورية وممثلي “المعارضة”، وسط تجاذبات وبيانات واتهامات متبادلة بين الطرفين.

ويبرز من بين المؤتمرات مؤتمر سوتشي، الذي تدعو روسيا لعقده في مدينة سوتشي الروسية، والذي تلقى موافقة سورية على حضوره، ودفعة قوية بعد زيارة الرئيس بشار الأسد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في لقاء تم في المدينة ذاتها.

وكانت الدولة السورية اعترضت في بادئ الأمر على اسم المؤتمر الذي اقترحه الرئيس الروسي، “مؤتمر شعوب سوريا”، لتعود بعد زياة الرئيس الأسد وتوضيحات من روسيا، للقبول بحضوره، فيما لم يصدر بعد موقف رسمي يمثل أطياف “المعارضة” المختلفة.

ولم يتم تحديد موعد معروف لهذا المؤتمر الذي تم الإعلان عن تأجيله رسميا إلى شباط من العام القادم، مع تأكيد تركي على رفضها لحضور ممثل عن “حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي”، الذي تعتبره ارهابيا، فيما لم يصدر موقف من طهران مؤيد أو معارض، والأقرب أن توافق طهران.

جنيف واستانا وسوتشي، ثلاث مدن، في ثلاث بلدان مختلفة، تجري فيهم اجتماعات كلها تصب في مكان واحد، انتهاء الحرب في سوريا، وكلها يراها السوريون مؤتمرات تسعى الدول التي تدفع لعقدها في الأساس لتقاسم الخراب الذي حل في البلاد جراء الحرب.

علاء خطيب – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى