العناوين الرئيسيةفلاش

جدل بين الحلبيين حول حفل “وديع الشيخ” في حلب.. هل وصلت أم الطرب إلى هنا؟

أثار الإعلان عن إقامة حفل فني للمغني الشعبي وديع الشيخ في حلب، جدلاً بين الحلبيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تفاوتت آراؤهم بين مرحّب ومعترض، ومستنكر أشد الاستنكار.

وكان تم الإعلان عن إقامة حفل ساهر في أحد المطاعم، للمغني الشعبي وديع الشيخ للمرة الأولى في حلب والذي من المقرر أن يكون في الأول من الشهر القادم.

وتناقل البعض عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لإعلان طرقي عن الحفل، معبّرين عن استهزائهم واستيائهم من استضافة عاصمة الطرب لمغنٍ شعبي.!

خلاف أزلي

وفي استطلاع لبعض الآراء يقول براء، أحد المهتمين بالشأن الموسيقي، لتلفزيون الخبر: ” لماذا نرفض قدوم وديع الشيخ وأغلبنا قد حفظ أغانيه”.

ويتساءل “ما الذي يمنع وجود لون مختلف من ألوان الغناء في حلب، كما أنه لا يمكن أن ننكر أن الناس تدفع مبالغ لحضور مثل هذه الحفلات”.

وفي رأي آخر يقول سعد الدين، أحد رواد الحفلات الفنية، لتلفزيون الخبر: ” اعتدنا في حلب على حضور الحفلات الساهرة على أنغام الطرب الأصيل حتى بزوغ الفجر، ولحلب خصوصية لا يمكن أن نتجاهلها”.

ويرى سعد أن على “السمّيعة” في حلب ألا يسمحوا بانتشار هذا النوع من الحفلات في مدينتهم”.

نقيب الفنانين: أخذنا تعهد على المطرب بعدم التلفظ بألفاظ نابية

ويوضح نقيب الفنانين في حلب، الفنان عبد الحليم حريري، في حديث لتلفزيون الخبر “أن المغني وديع الشيخ تعهد بعدم التصرف بأي تصرف لا يليق يحلب، كترديد ألفاظ نابية أو جمل إيحائية ضمن أغانيه، وأي كلمة غير لائقة خلال الحفل ستواجه بقسوة شديدة من قبل نقابة الفنانين بحلب”.

مشيراً إلى: ” أنه لا يمكن إلغاء فن شعبي له جمهوره، ولا يمكن لنقابة الفنانين أن توقف عمل أي مغني مجرد لأنه يغني نمط شعبي، ولا سيما أن لديه جمهور ومتابعين، ومن الممكن يؤدي ذلك إلى حركة في الساحة الفنية بحلب”.

وبرأي الحريري: “فإننا غالباً ما نعارض قدوم مغني شعبي لأن كلمات أغانيه دون المستوى الفني المطلوب، في حين نجد أن حتى القدود الحلبية تشمل في بعض كلماتها على جمل إيحائية لكن الجمهور يسمعها ويتقبلها لأنه اعتاد أن ذلك مقبول اجتماعياً”.

وبما أن الفن مرآة الشعوب، ونحن في زمن يشوبه خلل اجتماعي، هذا أدى إلى توجه الناس إلى الأغاني الخفيفة الراقصة الشعبية أكثر من الأغاني الموزونة أو الشعرية حسب ما يرى الحريري، إلا أن المشكلة كما يقول، تكمن في أن بعض المغنين باتوا يضعون كلمات غير لائقة ضمن الأغنية.

أما عن تكرار التجربة، يقول الحريري لتلفزيون الخبر: “من الممكن أن تتكرر تجربة الغناء الشعبي في حلب طالما أنها لم تخدش الحياء العام، وإذا جرت ضمن الضوابط المقبولة اجتماعياً بما يليق بحلب”.

لكن هل سيقتصر الغناء الشعبي على المطاعم؟

يجيب الحريري لتلفزيون الخبر: “إذا أقمنا مهرجاناً شعبياً في حلب فمن الطبيعي أن نأتي بمغنيي اللون الشعبي ونقيم المهرجان في مسرح قلعة حلب ضمن ضوابط معينة، ولن نأتي بمغنين شعبيين غير مشهورين ولهم قاعدة شعبية، وهذا الأمر يجري عالمياً”.

وبرأي الحريري أن الحفاظ على المستوى الفني لا يتم بسياسة المنع، بل بالتوعية، طالما أن الغاية هي الحفاظ على الذائقة الفنية لدى الجمهور، مضيفاً أنه لا يمكن منع أي نوع عن الجمهور في ظل وجود السوشال ميديا.

في حين يرى أن الناس باتت تتقبل هذا النوع من الغناء نتيجة ما مرت به من ضغوطات فباتت ترى الأغنية كيفما كانت هي نوع من التنفيس والترويح عن النفس.

ماذا بعد زمن صباح فخري؟

يتحدث بعض شعراء الأغنية عن غياب زمن صباح فخري وما أنتجه من أغانٍ طربية، ويقول بعض المختصين بالشأن الموسيقي أن صباح فخري عمل على المزج ما بين الموروث الفني كالقدود والموشحات فثبتها.

بينما أنتج فخري أغانٍ خاصة به تقع في نفس الإطار الطربي، لكن ليس كل ما غناه صباح فخري هو أغانٍ جديدة في عصره آنذاك، والكلام لشعراء الأغنية .

في حين لبعض المغنين الحلبيين نظرة متشائمة حول واقع إنتاج الأغنية الطربية في حلب، فلا شعراء ولا منتجين ولا جمهور متفاعل كما كانت الأحوال في السابق حسب وصفهم لتلفزيون الخبر.

هل توقفت حلب عن إنتاج الطرب؟

يجيب نقيب الفنانين في حلب وأستاذ الموسيقا عبد الحليم حريري أنه مازال هناك أمل، وهناك سعي من قبل المعنيين بالشأن الموسيقي لاكتشاف أصوات جديدة.

ويؤكد أن نقابة الفنانين بحلب تعمل على إقامة مسابقة محلية تشبه برامج المسابقات، لاختيار مجموعة من الأصوات الفتية التي من الممكن تنميتها وسيتم تأهيلها وتدريبها غنائياً وفنياً سعياً لإبراز أصوات طربية جديدة.

لكن المشكلة حسب الحريري تكمن في الإنتاج، فلا إمكانات إنتاجية ولا حوافز، فيما يتسم بعض المطربين بالكسل أحياناً، كما يقول الحريري، إذ يقومون بإنتاج أغنيتين أو ثلاث أغانٍ خلال سنتين وهذا الكم غير كافٍ للاستمرارية.

يذكر أنه تراوحت أسعار البطاقات لحضور حفل وديع الشيخ في حلب ما بين 75 إلى 150 ألف ل.س حسب أفضلية مكان الجلوس، في حين اقتصر إنتاج المطربين الحلبيين خلال السنوات القليلة الماضية، على أغانٍ حديثة خاصة بهم لا تدخل ضمن تصنيفات الأغنية الطربية التقليدية.

وكانت شهدت حفلة وديع الشيخ في “قرية معلا” بريف دمشق قبل أيام، عراكا، تطور لا ستخدام الأسلحة والقنابل الصوتية، بسبب منع “معجب” من صعود المنصة، وصودف أنه ليس “معجبا عاديا” ، نجم عنه عدة إصابات، وقيل قتيل، إلا أن أحدا لم يؤكد موته .

نغم قدسية – تلفزيون الخبر – حلب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى