كاسة شاي

جان كارات صوت الجزيرة الذي مازال يصدح رغم رحيله

غاب جسداً لكن مازال صوته يصدح في شوارع الحسكة والقامشلي والمدن الأخرى، بأغانيه الجميلة كـ “مدللتي” و”الك انا الك” و “ايش لك في الغربة”.

خمسة عشر عاماً على رحيل فنان الجزيرة السورية الموهوب جان كارات، بعد مسيرة طويلة مع الغناء و الفن، غنى خلالها كل ألوان الغناء الجزراوي.

ومازالت أغاني الفنان الراحل تصدح بصوته الجميل، الذي حمله معهم أبناء الجزيرة المغتربين في كل من السويد، هولندا، ألمانيا، كندا، أمريكا، سويسرا، لبنان، والتي يغني فيها الغربة و الأم و الوطن و الخابور.

اسم “كارات” يعني “متعدد المواهب”، فكان يغني ألواناً غنائية منوعة بعدة لغات كالتركي، الكردي، العربي، السرياني، الأرمني، والآشوري، وهو ما أكسبه جمهوراً غفيراً، وأحيا العشرات من الحفلات والمهرجانات والسهرات.

ولد كارات في مدينة القامشلي سنة 1949، وعاش في مدينته طيلة حياته حتى وفاته، بالإضافة إلى اللغة السريانية، غنى جان كارات باللهجات الماردلية و العربية، ومن أشهر أغانيه بهذه اللهجة “مدللتي” و “شمس حياتي”، توفي في 7 كانون الأول سنة 2003 عن عمر يناهز الرابعة والخمسين.

ويعتبر الفنان المبدع “جان كارات” من القامات الفنية التي أبدعت في مجال الفن المتنوع “الغناء، الرسم، الخط، الديكور”.

وهذا التنوّع في العبقرية ظهر منذ طفولته واستمر حتّى غداً مطرب الجزيرة السورية حيث أحيا بفنّه تراث “ماردين” وارثاً جمال الصوت عن والدته “ذكية”، التي تنحدر من عائلة ماردينيّة، وترك بصمات وذكريات وآثاراً راسخة في الأذهان لن تمحى ويكفيه شهرة أنه لقب “بمسبّع الكارات”.

وفي مرحلة شبابه المبكرة دخل سجل الموهوبين بدرجة الامتياز، وفي بداياته أحبّ الفن، ففي عام 1964 تعلّم العزف على آلة العود ومع العزف أتقن الغناء معه، وأوّل إطلالة غنائيّة له كانت مع أغنية “جينا نغنيلك يازين”.

وأبدع جان كارات في فن الرسم والخط واستخدام الألوان ورسم المناظر الجميلة والطبيعة، وفي الخط خرّج العشرات من خطّاطي المدينة، ولوحاته التي أبدع فيها مازالت على جدران مدينة القامشلي وعمرها عشرات السنين.

وأغلبية المؤسسات والدوائر والمحلات هي من تخطيط الفنان المذكور، حيث كان يجيد استخدام كل الخطوط وكافة أنواع الأقلام.

وبالإضافة إلى ذلك، عمل الراحل في مجال التصميم والديكور، دون الحصول على شهادة في الهندسة، ولكنه حمل لقب “مهندس” للمزايا التي يتمتع بها في هذا المجال، حيث تم طلبه ليعمل في تصميم الديكور بعدة دول غربية كالسويد وألمانيا.

يشار إلى أن إبن الفنان الراحل، فادي جان كارات، ورث عنه الصوت الجميل والعزف على آلات البزق والعود والغيتار والأورغ، بدأ مسيرته الفنية سنة 2000 في مهرجان الأغنية السريانية الثاني في القامشلي بالمشاركة مع والده.

عطية العطية – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى