موجوعين

تنتظر رداً رسمياً للسماح لها بالسفر .. شابة ديرية حرة مصابة بالسرطان ترفع صوتها “ أريد أن أعيش “

تطالب فاطمة جنيد، إحدى مريضات السرطان في الأحياء المحاصرة الخاضعة لسيطرة الدولة السورية في دير الزور، بالسفر من هذه الأحياء المحاصرة لتلقي العلاج، في حالة أنسانية تنتظر ردا رسميا.

وتتكشف يوم بعد يوم في الأحياء المحاصرة بمدينة دير الزور حالات إنسانية أقسى من الموت، ومن هذه الحالات فاطمة جنيد ذات الثلاثين ربيعا، والتي تعاني منذ 4 سنوات من مرض السرطان الذي ينهش جسدها الهزيل مع انعدام الدواء والغذاء المناسب لحالتها المرضية في ظل الحصارالجائر على المدينة.

وقالت المريضة فاطمة ، الساكنة في حي القصور المحاصر، لتلفزيون الخبر”بعد زواجي بفترة قصيرة شعرت بإنتفاخ في بطني فظننت بأني حامل، ولكن تبين أن سبب الإنتفاخ هو وجود ورم خبيث في بيت الرحم فأجريت لي على الفور عملية استئصال لبيت الرحم، وبعد 3 أشهر أجريت لي عملية أخرى لإستئصال قسم من الأمعاء، وبعد فترة قصيرة بدأ الحصار على المدينة التي فقد منها كل شيء بيوم وليلة”.

وأضافت فاطمة “زوجي يعمل مع القوات الرديفة للجيش وهو محاصر في الأحياء الشرقية ووالدي مقعد وأخي معاق ووالدتي أضناها التعب وهي تراني وأنا أموت في اليوم ألف مرة من الألم ولا معيل لي ابدا”.

وتابعت فاطنة “علما أنني أحمل شهادة من معهد الكهرباء وكنت سابقا موظفة في معمل الغزل وتم طردي من العمل في بداية مرضي، ومن بعدها رفض الجميع توظيفي ولو بعقد لثلاثة أشهر، وأغلقت بوجهي جميع الأبواب سوى باب الموت الذي فتح لي أبوابه جميعها وعلى مصرعيه”.

وأكملت فاطمة والدموع تنهمر من عينيها “منذ 6 أشهر حصلت على موافقة للسفر بالحوامة العسكرية إل دمشق ذهاب واياب وذلك لظهور ورم آخر على جدار البطن، وأجريت عملية أستئصال أخرى في مشفى الأسد الجامعي وبعد اتمام العملية لم أجد سوى الشارع ملاذا لي”.

وأوضحت فاطمة “بعد انا طرقت أبواب الجمعيات الخيرية ومنها جمعية حفظ النعمة الذين لم يستقبلوني ولم يساعدوني بأي شيء، فعدت إلى المشفى وأصبحت انام بغرفة مراقب الدوام إلى حين اقتراب موعد سفري وعودتي الى المدينة”.

وتابعت فاطمة باكية “عدت وعادت معي مجددا أوجاعي وها انا اليوم تظهر لي اكثر من كتلة في جدار بطني والكل أصبح يلومني لعودتي الى هذه المدينة المنكوبة التي ينعدم فيها كل شيء”.

وأوضحت فاطمة “ولكنني طرقت في دمشق جميع الأبواب ولم يساعدني أحد وليس لدي أي وارد مالي يعنني للبقاء، رجعت إلى أهلي لكي يساعدونني فأنا مريضة وبحاجة الى أن يقف بقربي أحد من أهلي، وخاصة بعد ظهور كتلتين أخرى في جدار بطني تجعلني أفقد وعي من شدة الألم وأذهب بشكل مستمر الى المشفى العسكري التي لا يوجد فيها سوى المسكنات”.

وأضافت فاطمة” أنا أموت ألما وأموت جوعا لعدم قدرتي على أكل اي شي ، فالطبيب منعني من البقوليات والخبز ولم يسمح لي الا بأكل الفواكه أو التمر أو أي شيء فيه سكريات لتعطي جسدي المتعب القليل من الطاقة لتساعدني على تحدي المرض وانا ليس بإستطاعتي شراء ولو حبة من السكاكر التي يبلغ ثمن الواحدة منها 100 ل.س في هذه الأحياء المحاصرة”.

واختتمت فاطمة “حالتي تزداد سوءا خاصة بعد ظهور أورام أخرى جديدة على جدار بطني لعدم توفر العلاج الكيمائيي في هذه الأحياء، وقمت بطرق جميع الأبواب للسفر مرة أخرى الى دمشق وخاصة بعد أن تكفل بمصاريف علاجي أحد الخيرين من أبناء مدينة ديرالزور المقيمين في دمشق، هذه فرصتي للحياة مجددا أريد الرحيل أريد أن أعيش”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى