اخبار العالم

تقرير أممي يكشف فساد مسؤولين كبار في وكالة “أونروا”


كشف تقرير لمكتب الأخلاقيات التابع للأمم المتحدة عن سوء إدارة واستغلال سلطة من قبل مسؤولين على أعلى المستويات في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” التي تواجه أزمة مالية غير مسبوقة بعد قطع التمويل الأمريكي عام 2018.

وذكرت وكالة “فرانس برس” أنه “ينظر محققو الأمم المتحدة حاليا في الاتهامات الواردة في التقرير السري لمكتب الأخلاقيات، ويشير التقرير إلى انتهاكات خطيرة للأخلاقيات “ذات مصداقية” يطال بعضها المدير العام للوكالة “بيار كرانبول”.

ويشمل التقرير كذلك اتهامات لبعض كبار مسؤولي الوكالة بالتورط في “سلوك جنسي غير لائق ومحاباة وتمييز وغيرها من ممارسات استغلال السلطة لمنافع شخصية وقمع المخالفين بالرأي تحقيقا لأهداف شخصية”.

وبينت الأونروا أن مسؤولا فيها ورد اسمه في التقرير استقال بسبب “سلوك غير لائق” على صلة بالتحقيق، كما استقالت مسؤولة أخرى “لأسباب شخصية”، وأعلنت الوكالة أنها “على الأرجح إحدى أكثر الوكالات الأممية الخاضعة للمراقبة بسبب طبيعة النزاع والبيئة المعقدة والمسيسة التي تعمل فيها”.

وتابعت المنظمة الأممية لـ”فرانس برس” أنه “خلال الأشهر الـ18 الأخيرة، واجهت الوكالة ضغوطا مالية وسياسية لكن فريق عملها تحمل ذلك وتمكن من تقديم خدمات إلى 5,4 ملايين لاجئ فلسطيني خلال أزمة مالية كبرى غير مسبوقة في تاريخ الوكالة الذي يناهز 70 عاما”.

ويندد تقرير لجنة الأخلاقيات بعدد صغير من كبار المسؤولين معظمهم من الأجانب، لافتين “تتمركز السلطة والنفوذ بأيديهم تمكنوا من الالتفاف على ضوابط الأمم المتحدة”.

ويقول التقرير إن كرانبول المفوض العام لوكالة “أونروا”في الشرق الأدنى متورط عاطفيا مع زميلة تم تعيينها في عام 2015 واستحدث لها وظيفة “كبيرة المستشارين” بعد أن طلب “إجراءات سريعة” للغاية لتوظيفها، وسافرت معه في رحلات درجة رجال الأعمال في جميع أنحاء العالم، وفقا للتقرير .

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أوقفت دعمها للوكالة، الذي يصل سنوياً إلى 300 مليون دولار، إضافة إلى مساعدات للفلسطينيين تبلغ قيمتها 500 مليون دولار، مما أدى إلى تراجع قيمة المساعدات المقدمة من قبل المنظمة.

وقالت الوكالة إنه “بعد بدء الأزمة المالية أنشأ كرانبول وحدة لجمع الأموال خارج الآليات التقليدية وأوضح التقرير أنه ” لم يجمع سوى مبالغ بسيطة، لكن ذلك مكنه في الوقت نفسه من مواصلة السفر مع شريكته”، و بشكل منفصل، تتهم مساعدة كرانبول بالتلاعب وأنها خلقت وظيفة لزوجها بأجر مرتفع وذلك خلال الأزمة المالية عام 2018.

يشار إلى أنه نتيجة للتحقيق الجاري، علقت كلاً من سويسرا وهولندا، التمويل المقدم للمنظمة حتى انتهاء التحقيق مع الوكالة في قضية سوء الإدارة والتجاوزات المحتملة.

ونقلت وكالة “تاس” الروسية عن المتحدث باسم الخارجية السويسرية “بيير ألين إلتشنغر” قوله، إن “سويسرا دفعت اشتراكاتها للوكالة الأممية لهذا العام بالكامل، وبلغ حجمها 22.3 مليون فرانك سويسري ( قيمة الفرانك السويسري تساوي تقريبا قيمة الدولار الأمريكي).

وتصل مساعدات هولندا المساهمة سنوياً 13 مليون يورو، حيث قررت وزيرة التجارة الخارجية والتعاون الإنمائي بهولندا “سيخريد كاخ” ذلك القرار عقب التقارير التي تفيد بأن قيادة هذه المنظمة كانت مذنبة بارتكاب سوء سلوك جنسي ومحسوبية وتمييز وأشكال أخرى من سوء استخدام السلطة.

ويرى مراقبون أن تلك التقارير الإعلامية ليست بريئة في هذا التوقيت، وتأتي ضمن مخطط إنهاء عمل “أونروا”، التي تمثل الشاهد الأخير على النكبة الفلسطينية عام 1948، والمتهمة من قبل “إسرائيل” والولايات المتحدة الأمريكية بديمومة “الصراع”.

الجدير بالذكر أن الوكالة تقدم خدماتها لأكثر من 5.4 مليون لاجئ فلسطيني في الضفة الغربية بما في ذلك شرقي القدس، وغزة وسوريا والأردن ولبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى