محليات

تفاصيل تحرير مخطوفي درعا على لسان أحد أبطالها

سنوات وأشهر وأيام طويلة مرت وكأنها دهرا بأكمله.. مرت ببطء شديد .. خطت على أجسادنا حكايات التعذيب والألم .. إلا أنها لم تنل من العزيمة .. لم تنل يوما من الإيمان بأن الفرج قريب .. لم تنل من الإيمان بأن رفقاء السلاح ..رفقاء الدم .. رفقاء الانتصار سيصلون إلينا ليكسروا قيود الاحتجاز التي فرضتها سنوات الخطف.

كلمات قالها المجند المحررأحمد رجب مصلح من قرية شاص في ناحية الصفصافة التابعة لمحافظة طرطوس في اتصال هاتفي مع تلفزيون الخبر، وأضاف المجند البالغ من العمر 23 عاما، انه ورفاقه الـ13 الآخرين عاشوا سنوات من التعذيب على أيدي من ادعوا أنهم “ثوارا” يريدون تحقيق الحرية.

وأضاف مصلح أنه خرج مع عدد من الجنود في مهمة مؤازرة قتالية بتاريخ 14\ 6\ 2014 في منطقة نوى بمحافظة درعا حيث تم خطفه وزملاءه على أيدي ما يسمى “الجيش الحر” .

وتابع المحرر أحمد أن عناصر” الجيش الحر” وبعد خطفهم من منطقة نوى أخذوهم كهدية لـ” جبهة النصرة” في ذات اليوم الذي تم احتجازهم به، وبعد ذلك بقينا مدة تقرب الشهر في نفس المكان، مارسوا علينا خلاله جميع أنواع التعذيب والضرب والشتائم والذل.

وأوضح الجندي المحرر أنهم خلال سنوات الاحتجاز استخدمهم عناصر “النصرة” في حفر الأنفاق والخنادق وبناء الدشم، حيث تم حفر خنادق في منطقة الغارية القريبة من حواجز الجيش العربي السوري في خربة غزالة.

وشرح أحمد لتلفزيون الخبر” أنه في أحد مرات الحفر بقينا نحو أربعة أشهر ونصف في حفر خندق يتجاوز طوله الـ 700 متر تحت معبر نصيب الحدودي مع الأردن وكان عددنا 8 أشخاص وخلال عملية الحفر اقتصر طعامنا على المعكرونة، إضافة إلى أن يومنا كان محدد بـ20 ساعة عمل والساعات الاربعة الأخرى يسمحون لنا بالنوم فيها، وكنا في منزل مؤلف من غرفتين واحد تم بدء الحفر منها والأخرى كنا ننام فيها.”

وأضاف أحمد مصلح أنه تم نقلهم بين عدة سجون تقع في المناطق الواقعة تحت سيطرة “النصرة” مرة كنا في سجن القبو في منطقة المنشية، وبعد انتهاء كل عملية حفر لنفق أو تجهيز خنادق يقومون باعادتنا إلى سجن آخر، وفي آخر مرة قبل عملية التحرير كنا في سجن الكوبرا الواقع في نقطة للدفاع الجوي السوري قبيل السيطرة عليها من قبل “جبهة النصرة”.

وقال أحمد أنه جرى تنسيق بيننا وبين أحد القوات الأمنية القريبة من المنطقة و استمر نحو ثلاثة أشهر حيث استطاعت قوات الأمن والجيش العربي السوري تجنيد أحد عناصر” النصرة” حيث تم تبادل المعلومات بيننا وبين القوات عبر هذا الوسيط، وتمت المراقبة الطويلة ورصد تحركات عناصر “النصرة” خلال المدة وإرسالها بالتفصيل وتم الاتفاق على البدء بالعملية.

وأضاف استطعنا الحصول على أسلحة من أحد مكاتبهم وجرت معركة بيننا وبينهم من الداخل وكانت قوات الجيش تساندنا من الخارج في المنطقة الواقعة بين كحيل وصيدا غرب درعا حيث تمكنا من قتل عدد من عناصرهم في حين أصيب أحد زملائي بطلق ناري، واستطعنا الخروج من منطقة “النصرة” برفقة أبطال الجيش العربي السوري .

وأوضح أحمد أنهم بعد ذلك تم العودة بهم إلى مناطق الجيش العربي السوري، حيث تم إجراء الفحوصات اللازمة لهم وتقديم ما يحتاجون له وهم الآن بين عوائلهم لقضاء فترة ومن ثم الالتحاق بزملائهم حتى تحرير الأرض والعودة بالبلاد إلى ما كانت عليه من الامن والأمان.

وأضاف أحمد أن فرحة العودة إلى الحرية والحياة جاءت حزينة بائسة بعدما عرفت أن أخي سليم رجب مصلح (أبو علي) استشهد أثناء تأديته واجبه في الغوطة الشرقية في ريف دمشق حيث أتم يومه الأربعين للاستشهاد.

شذى بدور – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى