رياضة

تعرّف على رحلة استعداد منتخبنا للتصفيات.. منذ خيبة كأس آسيا وحتى خيبة غرب آسيا

يفتتح منتخبنا الوطني بكرة القدم في الخامس من أيلول القادم مشواره في التصفيات الآسيوية المزدوجة والمؤهلة لكأس العالم في قطر 2022 وكأس اسيا 2023، بمواجهة المنتخب الفلبيني ، في مجموعة ضمت الى جانب سوريا كل من الصين والفلبين والمالديف وغوام.

المجموعة التي اعتبرها المراقبون الأسهل في التصفيات الحالية، كيف استعد منتخبنا لمنافساتها في أول استحقاق رسمي منذ الخروج القاسي لنسور قاسيون من كأس اسيا مطلع العام الحالي؟

بدأت مرحلة التحضير بتثبيت المدرب الجديد القديم فجر ابراهيم على رأس الإدارة الفنية للمنتخب بعد استلامه المهمة مؤقتاً أثناء كأس آسيا خلفاً للألماني المقال “بيرند شتانغه”.

وكانت بطولة كأس الصداقة الدولية في العراق المحطة الإعدادية الأولى للمنتخب، حيث صرح ابراهيم حينها أن الهدف هو تحسين الصورة التي ظهر بها المنتخب في اسيا، وعاد منها بفوز على الأردن وخسارة مع العراق، واتبعها بمواجهة ودية مع الإمارات انتهت بالتعادل .

وشهدت انطلاقة التحضيرات عودة قائد المنتخب السابق فراس الخطيب وضم مجموعة جديدة من اللاعبين المحليين للمرة الأولى كمازن العيس وماهر دعبول.

واعتبر مراقبون أن البداية جيدة قياساً لكونها أول فترة تحضيرية للمدرب، خاصةً بغياب نجمي المنتخب عمر السومة وعمر خريبين المصابين، ورأى البعض في الفوز على الأردن تحديداً دفعة معنوية مهمة في مباراة وصفت بالثأرية بعد الهزيمة أمامها في كأس اسيا.

وبعد انتهاء منافسات الدوري المحلي، توجه المنتخب إلى طهران لمواجهة إيران ودياً ضمن مباريات الـ FIFA DAY ، وانتهت بهزيمة قاسية لتلاميذ فجر ابراهيم بخماسية نظيفة ، ليدق المنتخب ناقوس الخطر بين صفوف المتابعين بعد أداء افتقد للتنظيم والانسجام واللياقة البدنية.

فجر ابراهيم، الذي صرح قبل اللقاء مع إيران أنه درس المنتخب الإيراني وعناصره جيدا، عاد بعده ليلقي اللوم على عناصر المنتخب وأدائهم، مضيفاً انه سيتوجه إلى طشقند لمواجهة اوزبكستان وديا بهمة عالية!

مواجهة أوزبكستان التحضيرية انتهت بهزيمة جديدة بهدفين نظيفين، وسبقها جدل حول أسباب غياب عمر السومة عنها، فأعاد بعض المتابعين السبب لخلاف مستجد بين اللاعبين حول شارة الكابتن، في حين أشارت التصريحات الرسمية لاتفاق مسبق على مغادرة السوما لمتابعة ترتيبات زفاف شقيقه.

المحطة التحضيرية الثالثة كانت المشاركة بدورة هيرو الدولية في الهند، وسط انتقادات من النقاد والمتابعين للخسارة أداء ونتيجة في أيام الفيفا، متسائلين عن فائدة المشاركة ببطولة ودية مع منتخبات مصنفة أقل بكثير من تصنيف منتخبنا.

وبرر فجر إبراهيم المشاركة في دورة “هيرو” بأنه يسعى لتجريب أكبر قدر ممكن من اللاعبين المحليين ليكونوا رافداً للمنتخب وتعزيز دكة بدلائه قبيل التصفيات.

المشاركة السورية في الدورة التحضيرية خرجت هزيلة أداءً ونتائج، وكانت فوزا واحدا على كوريا الشمالية وخسارة مع طاجكستان وتعادل مع الهند، وأداء حذر يبحث عن الخروج بأقل الأضرار بدل التجريب والمبادرة، حسب محللين.

ومع نهاية المشاركة بدأت المطالبات بتغيير الكادر الفني للمنتخب قبل فوات الأوان، فاعتبر مشجعو المنتخب أن الخسارات مع الفرق الأقل تصنيفا لا تليق بسمعة الكرة السورية، كما أن المنتخب دخل البطولة بعشرين لاعبا فقط بينهم 3 حراس مرمى.

إضافة إلى تعرض اللاعبين لإصابات عديدة خلال فترة قصيرة قبل وأثناء البطولة ولاسيما خط الهجوم، كماهر دعبول وشادي الحموي ونصوح نكدلي.

المحطة الأبرز في التحضير كانت في بطولة غرب آسيا في العراق في شهر آب الجاري، اذ أطاحت الخسارة مع لبنان في افتتاح مشوارنا في البطولة باتحاد الكرة ورئيسه فادي الدباس الذي تقدم باستقالته بعد حملة شعبية حمّلته مسؤولية التدهور الحاصل في صفوف الفريق الوطني.

ورغم الانتقادات الواسعة التي طالت أداء المنتخب في الافتتاح، ألا أن مسيرته استمرت بالانحدار، فالتعادل مع اليمن التي يغيب فيها النشاط الكروي بسبب الحرب التي تشهدها، والخسارة مع فلسطين التي يعيش شعبها ظروف الاحتلال الصعبة منذ 72 عاما ، لم يتقبلهما النقاد والمتابعون مهما كانت مبررات التجريب والتحضير.

وانتقد المشجعون السوريون عدم تجريب مدرب المنتخب لكل اللاعبين المستدعين، رغم إعلانه مراراً أنه يهدف في المرحلة التحضيرية إلى التجريب والاختبار، وتسائل البعض عن كيفية تقييم لاعب شارك في آخر دقائق اللقاء، وهو أمر كرره المدرب كثيرا خلال البطولة.

وقبل أسبوعين من انطلاق التصفيات، أعلن فجر ابراهيم استدعاء 28 لاعبا لمواجهة الفلبين، واللافت وجود أسماء في القائمة لم تستدعى كل فترة التحضير، إضافة إلى استقالة مدير المنتخب رضوان شيخ حسن لأسباب قال إنها شخصية.

نجم الكرة السورية زياد شعبو كشف في حديث لتلفزيون الخبر أن “المدربين الوطنيين لدينا على سوية واحدة، وأننا نحتاج للتعاقد مع مدرب أجنبي على مستوى عالي لقيادة دفة المنتخب، وإعطائه الصلاحيات الكاملة ،وتقييم عمله بعد ثلاث سنوات”.

وأشار شعبو إلى أن “التوجه الحالي لدى الاتحاد حسب رأيه هو الاعتماد على المدرب الوطني لعدم قدرته على تحمل تكاليف الأجنبي، رغم اعتقاده أنه يمكن الاتفاق مع مدربين أجانب لهم تجارب انجح في المنطقة من تجارب شتانغه مثلاً وبكلفة أقل”.

وأضاف كابتن المنتخب السابق أن “التجريب الذي رفع شعاره المدرب فجر ابراهيم ضروري، لكن كان يجب أن يتوقف قبل ثلاثة او أربعة شهور من انطلاق التصفيات، وأن نخوض بطولتي هيرو وغرب آسيا بالمنتخب الاولمبي”.

واعتبر شعبو أن “المنتخب افتقد للهوية الواضحة التي تميز أداءه ،ويعود ذلك برأيه إلى أن اغلب العناصر المجربة لن تتواجد في التصفيات، إضافةً إلى غياب العناصر الأساسية عن فترات الإعداد، حيث تشهد القائمة المدعوة تواجد ثمانية لاعبين لم يكونوا من ضمن المشاركين في هيرو وغرب آسيا”.

يذكر أن الجمهور السوري تابع مرحلة الإعداد بكثير من القلق والحذر على مصير المنتخب قبيل انطلاق الاستحقاق الرسمي، بعد ارتفاع سقف الطموحات لديهم في تصفيات مونديال روسيا 2018 التي كان الفريق الوطني السوري قريباً من بلوغ نهائياته.

ويخشى المتابعون من أن تكون هذه التجربة مجرد طفرة تشبه ما حدث في تصفيات مونديال المكسيك 1986، حين فصلت مباراة واحدة مع العراق المنتخب عن التأهل، لتفشل بعدها تجاربنا المتكررة في بلوغ الأدوار الحاسمة المؤهلة لكأس العالم على مدى 31 عاماً.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى