فلاش

تضحيات مدينة جبلة تتجسد بـ “ نصب الجندي المجهول” عند مدخل المدينة

كانت معارك ريف اللاذقية شاهداً على استشهاد ابن السيدة سبها طراف، التي دفعتها شهادة ابنها إلى المضي قدماً لمساعدة عائلات الشهداء، وكان آخرها تبرعها بإقامة نصب تذكاري يمثل كل شهداء جبلة وريفها في المدخل الرئيس لمدينة جبلة أو ساحة “المقص” كما يسميها اهلها.

ورغم امكانياتها المتواضعة وعملها في محل لبيع الألبسة الأوروبية لم تترد ابنة مدينة جبلة عن دفع مبلغ قدره 400 ألف ليرة لاقامة نصب الجندي المجهول، وذلك لاحياء ذكرى شهداء جبلة وريفها، اضافة إلى عملها منذ اكثر من 4 سنوات في المكتب الاجتماعي للأمانة العامة للثوابت الوطنية.

و كما هي العادة عندما يتم تدشين أي تذكار أو أي مشروع تبقى الصورة الاولى والأخيرة للمسؤولين وأصحاب المقاعد، بينما بقي الفنان سيف أحمد واقفاً في الظل ينتظر من يأتي ويقول له شكرا على هذا العمل الجميل، الذي لم يتقاضى عليه الفنان سيف أي مبلغ مالي.

وفي حديثه لتلفزيون الخبر قال الفنان سيف أحمد إن فكرة النصب التذكاري جاءت من مقولة بسيطة “الشهيد نور لسوريا من ظلام المسلحين” وقمت بالتنسيق مع السيدة سبها بنحت النصب الذي استغرق نحو شهرين.

وأوضح الفنان أحمد “يأخذ النصب شكل مصباح أزرق اللون يتوسطه تمثال الجندي المجهول مكان الشعلة التي تضيء المصباح، وذلك للتأكيد على أن جنود الجيش العربي السوري هم الشعلة والنور الذي يحمي تراب سوريا”.

و تابع “تم اختيار فكرة المصباح الأزرق، عن رواية الكاتب حنا مينة “المصابيح الزرق” التي تصور بكل بساطة حياة جماعة من الناس البسطاء أيام الحرب العالمية الأخيرة، ومن ورائها حياة اللاذقية وسوريا”.

وأضاف الفنان أحمد “وفي تلك الفترة اعتمد الصيادون على المصابيح الزرق لانارة الطريق المظلم في ظل ظروف الحرب وعدم توفر الكهرباء، ومن هنا كانت الفكرة وبدأنا بالتنفيذ وذلك بالتنسيق مع السيدة سبها التي تحملت كامل التكاليف المادية”

وبدورها قالت السيدة سبها طراف لتلفزيون الخبر إن فكرة النصب التذكاري جاءت بمساعدة الفنان سيف أحمد، وذلك تعبيراً عن تقديرنا لشهداء مدينة جبلة وريفها الذين تجاوزوا الألف شهيد، وتم ذلك بمساعدة الأمانة العامة للثوابت الوطنية التي قدمت الدعم والمساعدة.

وأوضحت السيدة سبها “تم تدشين النص في مدخل مدينة جبلة الرئيس ليبقى تذكاراً يعبر عن التضحيات التي قدمتها المدينة فداءً لتراب سوريا، ولتكون كما اطلق عليها أهلها “مدينة الشهداء”.

ورغم استمرار الحرب والظروف التي تعرضت لها مدينة جبلة، وخاصة تفجير كراج جبلة الاخير الذي طال الاطفال والكبار والنساء، مازالت تقدم الشهداء كل يوم على اختلاف جبهات القتال في سوريا، ومازال سكانها متمسكون بذلك الجندي الذي يضيء دربهم بشعلة من النور يستحيل أن تطفئ.

سها كامل – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى